من هو المقاوم المقدم سيدي الطاهر بوطيبة

أشار إلى هذا الدور المؤرخ الفرنسي أندري جوليان في كتابه "المغرب تجاه الدول الاستعمارية" إلى قيام الطائفة التجانية بالجزائر بمقاومة الاستعمار الفرنسي معززة بالمقاومين في المغرب الشرقي الذين كان السلطان المولى عبد الرحمن بن هشام يمدهم بالمؤن والعتاد عن طريق تازة ووجدة.
ومن الشخصيات البارزة في الطريقة التجانية وكيل الزاوية التجانية بتلمسان: "أبو عبد الله سيدي الطاهر بوطيبة التلمساني أحد الخاصة المفتوح عليهم في هذه الطريقة الحنيفية ... وقد شهد له بالوصول للخلافة الأحمدية التجانية وبالتقديم العام من سيدنا رضي الله عنه وعلى يديه اشتهرت الطريقة بنواحي تلمسان... ويذكرون أنه صاهر الشيخ رضي الله عنه وحج معه واعتمر"(كشف الحجاب ص 114), وعمّر طويلا وقبره بتلمسان مشهور ويقصد للزيارة, هذا الرجل وقف في وجه الاحتلال، وكان يحرض تلاميذه على الثورة ضده ويدعو إلى مقاطعته, حتى أنه تعرض للاضطهاد ثم ابعد ومعه مجموعة من تلاميذه إلى جزيرة القديسة سانت مرقريت, من سنة 1863 إلى غاية 1871, وهناك فقد بصره, توفي بتلمسان سنة (1295/1878م).

ومن الثائرين الشيخ حماه الله بن محمد تلميذ الشريف محمد الأخضر احد خلفاء سيدي الطاهر بوطيبة الذي أسس حركة دينية ذات طابع إصلاحي واجتماعي وسياسي بالجنوب الغربي، ولمواقفه المعادية للاستعمار الفرنسي نفته سلطات الاحتلال إلى منطقة جرجول بموريتانيا ثم نقلته إلى ساحل العاج حتى سنة 1936 ثم نقلته إلى "نيورو" بمالي، ثم اعتقلته مرة أخرى بفرنسا حيث فقد أثره في أواخر الحرب العالمية الثانية.
ومن تلاميذه حماه الله الشيخ يعقوب سلا الذي واصل درب المقاومة فنفي إلى جزيرة سانت مرقريت ثم أطلق سراحه وعاد إلى تلمسان.
ومن الثائرين التجانيين أحمد بوعزة البكوش ومولاي يعقوب بن العربي وهم تلاميذ الشيخ سيدي الطاهر بوطيبة( ).
وقد ألقت السلطات العسكرية الفرنسية القبض على كثير من مقدمي الطريقة التجانية بالغرب الجزائري لانتمائهم لحركات المقاومة، وحجزت مكتباتهم وحوّلتها إلى مركز الأرشيف بإكس ان بروفانس بفرنسا, منها "مضايقة سلطات الاحتلال بالبيض لمقدمي الطريقة بالمنطقة ومداهمة بيوتهم ومصادرة مكتباتهم، من ذلك كتاب "الجامع" الذي كان بحوزة المقدم ابن مزهود (15/05/1880) ببلدة الغاسول، كل ذلك لمواقفهم المعادية للاستعمار.
من كتاب "دليلُ الحَـائِر" إلى صور ومواقف من جهاد التجانيين في الجزائر لـ ديدي السعيد