مدرسة العباد

هي نموذج للمدارس التي شيّدها آل مرين وربّما آخر معلم من هذا النوع حفظه لنا التاريخ. شيّد مدرسة العبّاد السلطان أبو الحسن سنة 747هـ بعد إنشائه للمسجد بثماني سنوات، وتحمل المدرسة أيضا اسم المدرسة الخلدونية لأن عبد الرحمن بن خلدون قد زاول الدراسة بها. للمدرسة باب واحد معقود بعقد حذوي، بداخلها صحن مستطيل في وسطه حوضان، أحدهما كبير يحيط به شباك من حديد حديث العهد وآخر صغير في وسطه نافورة ماء.

على الجانبين الأيمن والأيسر من الصحن نجد رواقين محمول سقفهما على عشرة أعمدة. وفي جدار كل من الرواقين توجد الغرف التي كانت تأوي الطلبة، ولكل غرفة باب مقوس تعلوه نافذة صغيرة لدخول الضوء. وداخل البيت، توجد كوة صغيرة مقوسة يضع عليها الطلبة مصابيح الإنارة وكذا الكتب والكراريس وأدوات الدراسة. وفي آخر الصحن يوجد باب يؤدي إلى قاعة الدراسة، وهي غرفة كبيرة مربعة الشكل ومسقفة بقبة كبيرة من الخشب مغطاة بالقرميد في خارجها، فتحت فيها ست نوافذ عالية لدخول الضوء. ولهذه القاعة محراب مفتوح في جدار القبلة (مما يوحي بأنها كانت تستعمل أيضا للصلاة) ذو زخرفة جبسية بديعة مؤلفة من إفريز جبسي على شكل المضلع الثماني تحيط به خطوط عادية بسيطة وقناطر وصفحات مرونقة بالعربية.