عبد السلام التونسي: وليّ عظيم وزاهد في تلمسان

عبد السلام التونسي، المعروف أيضًا باسم أبو محمد عبد السلام التونسي، هو شخصية روحية بارزة في المغرب الأوسط خلال العصور الوسطى. أصله من تونس، وقد تميّز بتقواه وعلمه وانغماسه في حياة الزهد المتقشفة. بعد أن تلقّى تعليمه الديني تحت إشراف عمه عبد العزيز، تابع عبد السلام طريقه الروحي في أغْمات، قبل أن يستقر في تلمسان في منطقة تُعرف باسم "الرباط"، والتي تُعرف اليوم باسم "العباد".

نأى عبد السلام عن الماديات واعتمد أسلوب حياة بسيطًا يعبر عن تجرّده التام من ملذات الدنيا. كان يرتدي ثيابًا من الصوف الخشن ويعيش من زراعة الشعير بنفسه، وأحيانًا يجد السلاحف في الحقول لإكمال غذائه. كان نمط حياته يجسّد قيم الزهد والتقرب إلى الله، كما يشير إلى التزامه بقيم البساطة والتواضع. عُرِف بتقواه العميقة ومواظبته الصارمة على الواجبات الدينية.

بعد وفاته، التي وقعت في بداية حكم عبد المؤمن، قبل عام 1134، دُفن في "العباد"، الموقع الذي أصبح لاحقًا ضريح سيدي أبي مدين بالقرب من تلمسان. لا يزال إرثه الروحي، المليء بالحكمة والتقوى، يلهم العديد من المؤمنين والزوار إلى يومنا هذا.