تلمسان - 01- Généralités


تزودت مدينة تلمسان بالمياه التي تحتاج إليها من الأنهار المنحدرة من أعالي الجبال، وكثرة الينابيع والعيون التي تقع خارج أسوار المدينة من جهة، وبفضل بناء شبكة محكمة للقنوات داخل المدينة وخارجها من جهة أخرى. وكانت هذه القنوات تبنى من الطوب، مغطاة تحت الأرض، ولاسيما الجزء الذي يكون خارج المدينة 1. وهو الأنبوب الرئيسي الذي يصب في الأحواض التي تستعمل في سقي البساتين، وفي ملء الصهاريج التي تزود سكان المدينة 2، عن طريق قنوات تصل الدور والمنازل والقصور، والحمامات والفنادق والمساجد والمدارس والزوايا والساحات العامة والأسواق. وفي هذا الصدد يقول يحيى بن خلدون: "وتنصب إليها من عل، أنهار من ماء غير أسن، تتجاذبه أيدي المذائب الأسراب المكفورة خلالها، ثم ترسله بالمساجد والمدارس والسقايات، فالقصور وعلية الدور والحمامات، فيفهم الصهريج ويفهق الحياض، ويسقى ربعه خارجها مفارس الشجر منابت الحب" 3.
ويدعم الونشريسي وصف شبكة المياه بتلمسان بقوله: "وهو بلد كبير (تلمسان) به حمامات ومدارس يجري بها الماء. كلها يدخل بخارجها من الجهة الفوقية منها، ويمر بقنوات محكمة البناء، ويشق في داخل بعض الدور، ويمر بازاء بعضها إلى أن يخرج من الجهة السفلية" 4.
كما كانت توجد عيون وسقايات في أزقة المدينة، وفي دروبها 5، وخارج أسوارها نذكر منها:
- عين وانزونة: التي تقع خارج باب الجياد من الجهة الجنوبية 6.
- عين أم يحي 7.
- عين الكسور: بالمنية خارج باب القرمادين، في الجهة الشمالية الغربية لمدينة تلمسان 8.
وقد جرت العادة أن يحفر أهل تلمسان، في صحون منازلهم وفي حدائقهم، بحثا عن المياه، حتى صار لكل منزل بمدينة تلمسان بئره الخاص به 9، وكانت هناك بعض المنازل لا تصلها المياه، عبر القنوات ولا تتوفر على الآبار، فكان السقاة يحملون لها الماء فوق ظهورهم أو على دوابهم مقابل اجر معلوم، أما الفقراء فكانوا يتولون ذلك بأنفسهم.
1 : الحسن الوزان، وصف إفريقية، ترجمة: محمد حجي ومحمد الأخضر، بيروت: دار الغرب الإسلامي، 1983، ط 2، ج 1، ص ص20-21 .
2 : رشيد بورويبة، الحياة الفنية في عهد الزيانيين والمرينيين، ضمن كتاب الجزائر في التاريخ، الجزائر: المؤسسة الوطنية للكتاب، 1984، ص504.
3 : يحي بن خلدون، بغية الرواد في ذكر الملوك من بني عبد الواد، تحقيق: ألفرد بال، الجزائر، 1911-1913، ج1، ص86.
4 : أبو العباس أحمد بن يحيى الونشريسي، المعيار المعرب والجامع المغرب عن فتاوى علماء إفريقيا والأندلس والمغرب، إخراج وتحقيق محمد حجي وآخرون، بيروت: دار الغرب الإسلامي، 1981، ج4، ص276.
5 : أبو عبد الله محمد بن أحمد ابن مريم، البستان في ذكر الأولياء والعلماء بتلمسان ، تحقيق: محمد بن أبي شنب، الجزائر: المطبعة الثعالبية، 1908، ص60.
6 : يحي بن خلدون، بغية الرواد في ذكر الملوك من بني عبد الواد، مصدر سابق، ج1، ص85.
7 : المصدر السابق نفسه، ص85.
8 : السابق نفسه، ص127-128.
9 : 1- محمد ابن مرزوق الخطيب، المجموع، مخطوط، الرباط: الخزانة العامة، ميكروفيلم
رقم 20، ورقة 14.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)