سيدي عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن اليعقوبي: وليّ الكرامات

سيدي عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن اليعقوبي هو شخصية بارزة في عالم الروحانية والحكمة، وينتمي إلى قبيلة أولاد يعقوب بن طلحة العريقة. اشتهر بتقواه وتعاليمه، وبكرامات لا تزال تُروى كجزء من ذاكرة المنطقة وأساطيرها. كان تلميذاً للشيخ سيدي أحمد بن الحاج اليبدري المناوي، وترك بصمة عميقة في التاريخ الديني والاجتماعي بفضل حضوره المؤثر ونفوذه الروحي.

حياة مكرّسة للمصالحة
كرّس الشيخ جزءاً كبيراً من حياته لإعادة الوئام بين القبائل والدعوة إلى السلم. من أشهر كراماته، يُحكى أنه عبر وادي تافنة أثناء فيضانه، حيث انشقّت المياه لتفسح له ولرفاقه الطريق. جاءت هذه المعجزة بينما كان يسعى لحل نزاع بين أولاد طلحة، وكانت قوته الأخلاقية والروحية تهدئ الخلافات الأشد تعقيداً.

كرامات تحمل عدالة إلهية
لم يتردد الشيخ في مواجهة من يرفضون دعواته للسلام. في عدة مناسبات، أثارت كلماته أحداثاً خارقة للطبيعة. مثلاً، أثناء زيارته لقبيلة تْرارة، يُقال إنه دعا على معارض وقح، فأصيب بمرض شديد أدى إلى وفاته.

صلة وثيقة بالأولياء والروحانيات
كانت علاقة سيدي عبد الرحمن اليعقوبي بالأولياء الآخرين مليئة بالروحانية. يُروى أنه تحاور مع سيدي أبو مدين، أحد أعلام تلمسان، في لقاءات روحانية تتجاوز الواقع الملموس. تُبرز هذه اللقاءات البُعد السماوي لرسالته، حيث تتشابك الإيمان بالمعجزات.

نبوءة تاريخية: حملة حسن بن خير الدين
إلى جانب كراماته، لعب سيدي عبد الرحمن اليعقوبي دوراً هاماً في الشؤون السياسية. قبل حملة حسن بن خير الدين على فاس، أرسل ابنه عبد الله لتحذير الباشا من فشل الحملة. وكما تنبأ الشيخ، انتهت الحملة بهزيمة، مما أكد مرة أخرى بُعد نظره وقوته الروحية.

إرث خالد
يجسد سيدي عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن اليعقوبي الحكمة والعدالة والإخلاص. يبقى ذكره حياً في قلوب سكان تلمسان وما حولها من خلال روايات تتخطى حدود الزمن. كراماته، تعاليمه، وسعيه الدائم للسلام تشهد على تفانيه في خدمة الله والبشر.


صورة : تمثيلاً لسيدي عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن اليعقوبي، وهو يعبر معجزةً نهر تافنة حيث انشقّت المياه لتفسح له الطريق، محاطًا بنور إلهي ومناظر طبيعية خضراء. هذه الصورة تُجسّد روايات معجزاته المليئة بالروحانية والحكمة.