تلمسان - Mohamed Benyelles

سيدي الشيخ محمد بن يلس



سيدي الشيخ محمد بن يلس
هو العارف بالله محمد بن يلس, تلمساني الأصل و المنشأ, كان ممثل الطريقة الدرقاوية بمدينته, أخذ الطريق عن الشيخ محمد الهبري ثم عن الشيخ محمد بن الحبيب البوزيدي الذي أذن له في الإرشاد و الدعوة إلى الله كما ذكره في قوله:
بالهبـري تـم الـمـرادرقـانـي إلـــى الأوراد
و مــقـــام الإرشـــــادمن البوزيدي مأخوذ
و الشيخ محمد الهبري و الشيخ محمد البوزيدي تربيا على يد الشيخ محمد ابن قدور الوكيلي الكركري و هما الإثنان مأذونان بالإرشاد فلمّا قرب انتقال الشيخ سيدي محمد ابن قدّور الوكيلي رضي الله عنه إلى جوار ربه كان يردد هذه الكلمات: "أخذ البوزيدي الِقربة برباطها ! " و الِقربة هي وعاء من جلد الشاة للسقاية, و هذه إشارة واضحة بأن سيدي البوزيدي اخذ السّر من شيخه رضي الله عنهم أجمعين و طلب منه أن يخلفه في الإشراف على زاويته بجبل كركر.

ثم بعد وفاة شيخه محمد البوزيدي بايع الشيخ محمد بن يلس الشيخ أحمد العلوي على الخلافة عام 1909م / 1327هـ كما يروي ذلك الشيخ العلوي بنفسه: يقول الشيخ العلوي و هو يتكلم عن الفترة التي كان ينوي فيها هجرة الجزائر حينما توفي شيخه محمد البوزيدي رضي الله عنه :" لما انقضى نظر الفقراء أن لا يسمحوا لي بالذهاب، وساعدتهم الأقدار على ذلك، فعزموا على اجتماع عمومي يكون بزاوية الأستاذ رضي الله عنه، ولما وقع الإجتماع تحت أنظار كبار الفقراء، وكان من جملتهم حضرة العارف بالله (الحاج محمد بن يلّس التلمساني) المهاجر الآن بمدينة دمشق بالشام، فتولى خطاباً يذكر ما يحتاج إليه المقام، ثم وقعت البيعة من جميعهم قولاً، وهكذا استمرت على ذلك من أكابر الفقراء " إهـ
قصد محمد بن يلس بلاد الشام في 20 من رمضان 1329 هـ الموافق ل 14 سبتمبر 1911 مارا بطنجة براً ثم إلى مرسيلبا بحراً ثم إلى الشام بحراً كذلك فأصبح بذلك ممثل الطريقة الشاذلية الدرقاوية , إذ لم تأخد الطريقة إسم صاحبها الشيخ العلوي إلاَّ سنة 1914 / 1332 هـ
وسبب هجرته إلى الشام هو تأهب فرنسا أنذاك لإحتلال المغرب الأقصى و الحضر على الأهالي في الجزائر أن لا يجتمعوا بالعلماء سواء بالجزائر أو بالمغرب حيث كان التنقل حرا بين هاذين البلدين , فعزم الكثير من أهل العلم و الصلاح على الهجرة إلى المشرق و قد سميت هذه المرحلة من التاريخ الجزائري بفترة الفارِّين بدينهم أو هجرة التلمسانيين , الشيخ محمد بن يلس و كذا محمد بن الهاشمي الذي كان من أتباعه كانا من بين هؤلاء
عملت الحكومة التركية آنذاك على تفريق جميع الجزائريين ففرقت بين محمد يلس الذي بقي بدمشق و محمد بن الهاشمي الذي ذهب إلى تركيا و أقام في أضنة ,حتى لمَّ الله شملهما بعد عامين من الزمن بدمشق
توفي رحمه الله و رضي عنه يوم الثلاثاء 26 ديسمبر 1927م الموافق لـ 11 من جمادى الثاني 1346هـ بدمشق بالشام
كانت بينه و بين الشيخ العلوي مراسلات من بينها هذه القصيدة التي بعثها له
هــذه شـمــوس لـيـلـى شعـشـعـتسـلـبـت أنــوارهــا كــــل الــــدرر
كشـفـت برقـعـهـا عـــن وجـهـهـافتـسـلـوا يــــا عــشــاق بـالـنـظـر
إن تـقـل شـمـس فبـعـض نـورهـاأو بـــدور أو كــواكــب أو قــمــر
أو تـقـل هـــي نـجــوم الإهـتــداءأو هـــي الـبـيـداء لـبـسـت فـخــر
أو تـقـل هــي الـسـمـوات الـعـلـىأو هـــي الـعـالـم عـيـنـا أو أثــــر
خجلت شمس الضحى من سناهـاكـل حسـن مــن بهائـهـا إستـعـار
فاقـت حـور الخلـد فـي قصـورهـابــل هـــي الـجـنـة فـتـنـة الـبـشـر
بالـبـهـا و الـحـسـن و الـزيــن البديع من أسرار و أنوار و الزهر
كـــل ذاك راشـــح مــــن طـيـبـهـالجـمـال الـوجـه فــاز مـــن نـظــر
عـجـبــا تــراهــا فــــي وحـدتـهــاو كثـيـرا تظـهـرن فـــي الـصــور
طــوت الأكــوان فـــي أسـرارهــاذاب ثلـج الوهـم فـي بـحـر زخــر
إن تـجـلــت بـالـصـفـات عُــرفــتأو كــان بــاذات لــم يـبــق ديـــار
هـي ذاتـي و هـي عيـن صفـاتـيو هي معنـاي و حسِّـي و البصـر
كــــم قــتــال و جــهـــاد دونــهـــاقـلـيـل إذا بـــدا الــوجــه الأغَّــــر
كــم سـقـت ندمانـهـا مــن خـمـرةكــــم قـتـيــل بلـحـاضـهـا انــدثــر
أجـبـرتـنـي لـلـسـجــود ســطـــوةأفنتـنـي عـنِّــي فـفــزت بـالـوطـر
إبــن يـلـس عـبــدُ عـبــدِ عـبـدهـابـل و مملـوك لهـا فــي كــل أمــر
أفـرغــت عـلـيـه حـلــي جــودهــاكــم وكــم مــن نـعــمِ لا تنـحـصـر


و قد ذيلها الأستاذ العلوي قدَّس الله سِّره بهذين البيتين
فهي ذات الكل و الكـل بهـاله معنى خفي شيـئ معتبـر
هنـيـئـا للذائـقـيـن خـمـرهـاحيث تركوا الضمير مستتر

و له أيضا
صـلِّ يـا ســلام عـلـى الوسيـلـةو شـمـس الأنــام طـلـعـة لـيـلـى
يا ساقي العشاق أمـل الكؤوسـامن خمر الأذواق يُحيِ النفوسا
ضـرة الإطـلاق أبــدت شمـوسـامحـت الـرواق عـن وجـه ليلـى
مبتـغـى العـشـاق حـيــن تـدلَّــىفـي ذات الخـلاَّق المـولـى جــلَّ
مـن بحـر الإطـلاق حيـن تجَّـلـىبــكــل رونــــق جــمــال لـيـلــى
صاحـت الأطيـار فـوق المنـابـرفاحت الأزهار و الروض عاطر
رنَّـت الأوتـار و الحِّـب حـاضـرغــنِّ يــا خـمَّـار بـحـسـن لـيـلـى
يا عيـن العيـون ظهـرْتَ جهـرابجمـع الفـنـون كـأسـاً و خـمـرا
زالت الشجون طابـت الحضـرةبالسـرِّ المكنـون مـن كنـز ليلـى
عـلـيـك الـســلام خـيــر الـبـريـةما سُقِـي المـدام فـي حـيِّ ليلـى




عن موقع أحباب الشيخ أحمد العلوي - العلاوي


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)