ورثت الدويلات الثلاثة الحفصية والزيانية والمرينية خلفاء الموحدين في حكم بلاد المغرب، وكان التنافس السياسي بينهم شديدا امتد إلى محاولة كل منها الظهور على الأخر من خلال تبنيها لمشاريع حضارية علمية وعمرانية ومعمارية وفنية، وكان ذلك التنافس أقوى وأشد بين الجارتين في غرب بلاد المغرب الدولة الزيانيية والدولة المرينيية بصفة خاصة ،وكان كل منهما يهدف للتفوق على الآخر والبروز عليه من خلال التأثير على المجتمع من أجل القبول بمشاريعه.
وقد أدى ذلك التنافس إلى حركة عمرانية ومعمارية وفنية تجلت في الكثير من المنشآت المتنوعة ذات الوظائف المختلفة انغرست في المدن الكبرى والمتوسطة، ولكن تلمسان حظيت بمجموعة منها.
تميزت هذه المنشآت بما حوته من زينة وزخرفة استمدت تقنياتها وأساليبها ومظاهرها من الموروث الفني الموحدي الأندلسي ولكنها أضفت عليه من روحها خصائص عصرها وسارت به في سبيل التطور والتحسين والإجادة، بدت فيه منتجاتها مبتكرة شكلا ومضمونا وإبداعا ، وحملتها مجموعة من الصيغ والمضامين والأشكال معاني ودلالات متنوعة.
وهو ما يمكن استجلاؤه من الأعمال الفنية في منشآت تلمسان المعمارية ، سواء التي شيدها الزيانيون أو التي بناها المرينيون.
هذه المعاني هي محور المحاضرة التي سوف تُلقى في ملتقى تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية
تاريخ الإضافة : 17/03/2011
مضاف من طرف : tlemcenislam
صاحب المقال : PROF. LAREDJ ABDELAZIZ / أ.د لعرج عبد العزيز أستاذ التعليم العالي معهد علم الآثار جامعة الجزائر 2
المصدر : ملتقى دولي حول الإسلام في بلاد المغرب ودور تلمسان في نشره خلال