وكان التلمسانيون ميسوري الحال، بسبب تجارة الذهب وريش النعام و العاج، و الرقيق الأسود، المجلوب من بلاد السودان، لأن مدينة تلمسان ظلت محطة تجارية، ذات الشأن الكبير، عدة قرون، تربط بين بلاد السودان و المغرب من جهة، و بين المغرب و الأندلس، و دول البحر الأبيض المتوسط، من جهة ثانية، و خاصة دول المرية و غرناطة، و برشلونة و ميورقة و جنوة، و البندقية و فلورنسا خلال القرنين [7] و[8] الهجريين الموافقين ل [13] و[14] الميلاديين (45).
وقد عادت تجارة الذهب مع السودان على الدولة الزيانية بثروة عظيمة، ويتضح ذلك من خلال الرسالة التي كتبها السلطان الزياني، أبو تاشفين الأول إلى جاك الثاني (691-728هـ/1291-1327م) ملك أرغون، لعقد معاهدة بين البلدين، يعرض فيها على العاهل الإسباني كمية من الذهب، مقابل إبرام المعاهدة والالتزام (46).
وكان الذهب هو المادة الأولي المغرية، للتجار المسيحيين الأوروبيين فكانوا يسافرون من أجلها إلى بلاد المغرب (47) ومن أجل هذا بقيت المدينة تتمتع بالغنى واليسر، حتى القرن العاشر هجري السادس عشر ميلادي، وكذلك بضخامة مال التجار، وما بحوزتهم من ثروة ونقد(48) عكس ما ذهب إليه المؤرخ لاكوست(49).
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 27/10/2010
مضاف من طرف : tlemcenislam
المصدر : www.almasalik.com