هو الفقيه والمفسر الإمام محمد بن عبد الكريم المغيلي، عالم مشهور في الفقه والتفسير والحديث والمنطق. نشأ بتلمسان وأخذ عن علمائها من أمثال عبد الله يحيى بن يدبر. خرج من تلمسان متوجهاً نحو الجنوب بعد وقوع خلاف بينه وبينه ملوك بني زيان، فنزل واحة توات وواصل تعلمه على يد شيوخ المنطقة من أمثال محمد بن عبد الجبار الفقيقي، ثم مارس التدريس بقرية تمنطيط.
استاء المغيلي كثيراً من تصرفات يهود منطقة توات الذين سيطروا على الاقتصاد والسياسة، فحاربهم وهدم بيعهم بعد أن استفتى علماء تلمسان وفاس وتونس في الأمر؛ وقد خالفه في ذلك القاضي عبد الله العصنوني بتوات. وكان من بين مؤيدي المغيلي علماء كبار منهم السنوسي وابن زكري وغيرهم.
سافر المغيلي إلى السودان الغربي لنشر الإسلام، فاجتمع بسلطان "كانو" وزار التكرور ومكث بمدينة تنبوكتو والتقى بالسلطان محمد أسقيا وأجابه عن أسئلته في رسالة مشهورة.
عاد المغيلي إلى توات بعد أن بلغه نبأ وفاة ولده على يد اليهود، انتقاماً من موقف المغيلي نحوهم. ولم يعش طويلاً بعد هذه الحادثة، فتوفي بتوات عام 909هـ وقبره مشهور بالمنطقة.
للإمام محمد بن عبد الكريم المغيلي مؤلفات عديدة منها في علم التفسير: "البدر المنير في علم التفسير" وفي الفقه: "مصباح الأرواح في أصول الفلاح" و "تاريخ الدين فيما يجب على الملوك والسلاطين" وغيرها.
كانت للمغيلي مراسلات عديدة مع السيوطي حول مسائل في المنطق. وكان معجباً بآراء أرسطو، فأصبح من ابرز علماء عصره ومن أكثرهم تأثيراً على علماء الصحراء الكبرى وإفريقيا 1.
1 : أنظر: محمد بن عبد الكريم المغيلي، مصباح الأرواح في أصول الفلاح، الجزائر: 1968، تقديم رابج بونار. محمد بن عبد الكريم المغيلي، أسئلة الأسقيا، الجزائر: 1974، تحقيق عبد القادر زبادية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 05/09/2010
مضاف من طرف : tlemcenislam
المصدر : http://www.almasalik.com