تلمسان - Costumes traditionnels

الباحثة في التراث سميرة أمبوعـزة: "الحايك" رمز للتاريخ والأصالة



الباحثة في التراث سميرة أمبوعـزة:
يعـد "الحايك" من الألبسة التقليدية، التي تعتبر جزء من ثقافتنا وتاريخنا الممتد على مدى قرون من التاريخ، استعملته المرأة والرجل على حد سواء منذ حضارات قديمة، بغرض الاحتماء من حرارة الشمس وبرودة الطقس، كما اعتبر رمزا للعفة والحشمة والأنوثة، وهو مبدأ من مبادئ الهوية، لكنه تأثر بالتغيير الاجتماعي والثقافي وتغير في الشكل والوظيفة، وأصبح تقليدا في طريق الزوال، لا يستعمل إلا في بعض المناطق باحتشام، وصار طقسا من طقوس الزواج.



في هذا الصدد، أكـدت الأستاذة سميرة أمبوعـزة، وهي مختصة بالحفظ في المركز التفسيري للباس التقليدي الجزائري بتلمسان، وباحثة في التراث، أن "الحايك" الذي يرمز للتراث والأصالة، يعود تاريخه إلى الفترة اليونانية، وأوضحت أن اليونان والإغريق هم أول من نسجوا هذا اللباس، وأضافوا لمستهم ونوعوا تسمياته وألوانه من الأبيض إلى الأحمر، إلى الأخضر، أما عند الرومان، فقد كان مخصصا للرجال، وكان يطلق عليه اسم "توجا أوتوك"، وما كانت تلبسه المرأة يسمى "الأستولا"، وهو رداء طويل وعريض يكفي لتغطية كامل الجسم.

وبخصوص التسميات المختلفة التي أطلقت على "الحايك"، باختلاف البلدان والمناطق، أضافت الباحثة أن الأندلسيين كان يسمونه بـ«الملحفة"، "كوبيخادو" في ليبيا، "الإزار" في المغرب، وبالنسبة للأمويين، كان "الحايك" ذو اللون الأبيض خاصا بالحداد والأسود للأفراح، أما الأصفر فكان خاصا بيهود الأندلس، أما في لبنان، فقد تم ارتداء "الحايك" سنة 1875، وكان خاصا بالمرأة النصرانية، وفي مصر سنة 1862، حيث كان أسود اللون، مع النقاب والبرقع.

وعلى عكس ذلك، مر "الحايك" في الجزائر بعدة فترات وحضارات قديمة حتى عام 1958، عندما قدم أحد الأئمة خطبة بحضور جنرالات فرنسا، دعا فيها النساء إلى ترك الحجاب و«الحايك" من أجل التحرر والتحضر. أما عن الأسماء التي حملها "الحايك"، فقالت إن سكان الغرب كانوا يسمونه بـ"الكسا"، وفي الوادي "الدرزات"، وفي الجنوب يقال له "الملحفة" أو "الإزار"، وفي تمنراست "تيسغنس"، معتبرة "حايك المرمى" من أجود الأنواع، وهو موجود بالعاصمة خاصة، وكذلك حايك "العشعاشي" نسبة إلى عائلة العشعاشي بتلمسان، إذ يمتاز بتطريزات صفراء وذهبية وتختلف أسعاره حسب النوعية، حيث تقدر تسعيرة النوعية الجيدة من الصنف الأول 20 ألف دينار، بينما تقدر أسعار الصنف الثاني بين 10 آلاف و7500 دينار، وحايك "السفساري" الموجود بالشرق، ويتكون من القطن والحرير، ويختلف بين الأصفر والأبيض والأسود، أما في قسنطينة، فنجد "الملايا"، وهي رمز المرأة هناك، إذ تم ارتداؤه حزنا على وفاة باي قسنطينة سنة 1792، مشيرة في السياق، إلى أن "الحايك" لم يقتصر على النساء فقط، إنما ارتداه حتى الرجال، وحاليا تجد أن المناطق الأكثر استعمالا لـ"الحايك" هي الوادي وغرداية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)