تلمسان - Mohamed Benyelles

أضواء على الشيخ سيدي الحاج محمد ابن يلس التلمساني و انتشار طريقته في الجزائر و المشرق و بالخصوص بالشام المولود في 1271 ه – 1854 م و المتوفى في 1346 ه – 1927 م



أضواء على الشيخ سيدي الحاج محمد ابن يلس التلمساني و انتشار طريقته في الجزائر و المشرق و بالخصوص بالشام المولود في 1271 ه – 1854 م و المتوفى في 1346 ه – 1927 م
بسم الله الرحمن الرحيم

"ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم و لا هم يحزنون الذين آمنوا و كانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا و في الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم"
صدق الله العظيم

"الحديث القدسي"
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: قال الله تعالى: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب و ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به و بصره الذي يبصر به و يده التي يبطش بها و رجله التي يمشي بها و إن سألني لأعطينه و لئن استعاذني لأعيذنه و ما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت و أنا أكره مساءته"
"أخرجه البخاري"

بسم الله الرحمن الرحيم حمدا للمولى عز و جل على نعمة الإسلام و كمال الإيمان و الصلاة و السلام على سيدنا و مولانا محمد الرحمة المهدات و النعمة المسدات و السراج المنير و على آله و صحبه و سلم و رضي الله عن شيخنا سيد الحاج محمد بن يلس التلمساني هو العارف بالله المستغرق في محبة الله و رسوله ناصر الشريعة و معدن الحقيقة، المربي المرشد صاحب المحامد الكثيرة الولي الصالح و نسبه: سيد الحاج محمد بن الحاج علال بن بلحسن بن الحاج علي بن محمد بن يلس الملقب بالشاوش، و لد يوم الاثنين سنة 1271 ه الموافق 1854 م و مات والده و هو صغير، فكان يتيما كفله عمه سيد محمد بن يلس، فقام بتربيته و أغدق عليه النعم و كان مرضيا مخلصا في طاعة الله محبا لنبيه صلى الله عليه و آله و سلم و كان منذ نعومة أظافره يجتمع مع رفقائه المؤمنين المخلصين المحبين في الله و طاعة رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم، السادة الحاج عبد القادر وزين و أحمد الستوتي و غيرهم في مكان لهم في حي الشيخ الإمام أبي عبد الله محمد السنوسي الشريف النسب صاحب كتاب التوحيد (في درب مسوفة) و كانوا جميعا يحبون العلم و العلماء مما جعلهم يتصلون بعالم زمانه في تلمسان المتمكن في شتى العلوم من فقه و توحيد و تفسير و علوم القرآن و نحو و صرف و بلاغة و أدب و شعر و تصوف و هو سيد أحمد بن محمد الدكالي (المتوفى سنة 1333 ه الموافق 1915 م) و كانت وفاته في وطنة دكالة بالمغرب الأقصى، فاستفادوا من علومه بالمداومة على الحضور في دروسه في مختلف العلوم كما كانوا يواظبون على دروس غيره من العلماء الأعلام، منهم سيد فقهاء عصره سيد محمد بن أحمد الحرشاوي و كان مدرسا في الجامع الكبير بتلمسان و توفي بتلمسان في السابع من رجب سنة 1313 ه الموافق (20 ديسمبر 1896 م) و منهم الفقيه العلامة الناسك العابد سيد محمد بن دحمان العبادي المدرس في مسجد سيدي إبراهيم، و توفي رحمه الله في نفس السنة المذكورة، و دفن في قرية العباد دبجوار الشيخ سيد الطاهر بوطيبة بمقبرة العباد.
"دخوله في طريق القوم"
أخذ الشيخ الحاج محمد بن يلس الطريق عن العلامة الشيخ الدكالي الآنف الذكر، و دله على شيخه العارف بربه الأستاذ الكبير و الكوكب المنير قطب العارفين الحاج محمد بن أجمد بن عبد الرحمن العزاوي الهبري صاحب زاوية "تاغيت" جبل "بني زناسن" فسافر إليه و اجتمع به و أخذ عنه الذكر الخاص، و نال بذلك السر المصون و العلم المكنون و أذن له بالإرشاد و التربية و النصيحة لله و لرسوله و لكتابه و لأمة المسلمين و عامتهم و حثه على متابعة الكتاب و السنة، و سافر معه لأداء فريضة الحج (سنة 1305 ه الموافق 1887 م) فرأى من الكرمات ما لا يمكن حصره، و بعد رجوعه من حج بيت الله الحرام و زيارة روضة الرسول سيدنا محمد صلى الله عليه و آله و سلم، تصدر لتعلين النناس و إرشادهم و تربيتهم على مكارم الأخلاق التي بعث الله رسوله سيدنا محمد صلى الله عليه و آله و سلم لتتميمها، و قد هدى الله على يديه خلقا كثيرا و اشتهر أمره و شاع خبره بين الخاص و العام، و له الفضل في نشر الطريقة الدرقاوية في تلمسان و ضواحيها. و توفي شيخه سيد الحاج محمد الهبري تغمده الله تعالى برحمته سنة 1317 ه في رمضان الموافق 1999 م، فانتقل الشيخ الحاج محمد بن يلس إلى وهران و مكث فيها ثلاثة أعوام، يعلم و يربي و يرشد و ينشر الطريق، و كان من تلامذته العلامة الشيخ الطيب المهاجي و كذلك شيخ زاوية بطيوة الفاضل الوقور سيد الحاج البوعبدلي.
"سفره إلى الريف"
ثم سافر الشيخ المربي الحاج محمد بن يلس إلى الريف بالمغرب و مكث هناك عامين يعلم التوحيد و الفقه و ينشر الطريق ثم عاد لتلمسان و كان ذلك سنة 1324 ه الموافق 1906 م، ففرح به الأهل و الأحباب إذ كانوا يشتاقون لحديثه و إرشاداته و معارفه فعاد إلى التعليم و الذكر و المذاكرة و الوعظ و كثرت تلامذته و انتشرت الطريقة انتشارا لم يعهد لها مثيل في تلمسان، حتى حسد على ما منحه الله تعالى عليه من إقبال، و حاولوا إفساد العلاقات الطيبة التي كانت بين الشيخ الفاضل الحاج محمد بن يلس و بين الشيخ محمد بن الحاج محمد الهبري و لكن الله يحق الحق و يبطل الباطل فلم ينالوا شيئا.
"في زاويته"
كان رحمه الله تعالى يجمع الناس في زاويته يعلمهم التصوف و الفقه و التوحيد و اللغة و يجمع الناس على الذكر و المذاكرة، و كانت تقام حفلات دينية تنشد فيها أناشيد المديح و يذكر فيها اسم الله، و يقومون للعمارة فيذكرون الله قياما كما ذكروه قعودا و لا يطيلون القيام لأن اجتماعهم كان للتذكير و المذاكرة، فيعطهم مستمدا من كتاب الله و رسوله صلى الله عليه و آله و سلم فهما أساس الدين و كثيرا ما كان يقول: من تحقق و لم يتشرع فقد تزندق، و من تشرع و لم يتحقق فقد تفسق و من جمع بينهما فقد تحقق.
"كرمه"
لقد كان كريما ينفق مما أعطاه الله تعالى لا يخشى فقرا و قد ذكر أحد تلامذته و هو مولاي مصطفى الشريف أن الشيوخ المعروفين جمعوا الأموال، و بنوا العمارات و اشتروا العقارات، أما هو أي الشيخ ابن يلس فقد أنفق ماله على الفقراء و لغرض نشر الطريق و لم يخلف لأولاده من بعده مالا و لا سكنا و لا أي متاع الدنيا إلا الذكر الحسن أو خزانة كتب.
و كان لا يقابل السيئة بالسيئة بل يقابلها بالحسنة عملا بقوله تعالى: "ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك و بينه عداوة فإنه ولي حميم".
كانت أوقاته كلها ذكر و مذاكرة في الاجتماعات العامة و الخاصة و كان يكثر السياحة و يعلم أينما حل و ارتحل. عندما كان يتلقى دروسه عن شيخه السيد الحرشاوي محمد بن أحمد، اعتذر شيخه عن متابعة التعليم، و طلب التغيب لمدة من الزمن فسأله الشيخ ابن يلس عن سبب التغيب فأجابه أن عليه ديونا تقدر بمائة دورو ذهبية يريد السياحة لجمعها، فما كان من الشيخ ابن يلس إلا أن باع محلا له بهذا القدر و سلمه المبلغ. و هكذا داوم فضيلة الشيخ الحرشاوي دروسه قد سدد. و هذه قصة رواها الكثيرون عنه و منهم والدي الحاج مصطفى الحاج محمد العشعاشي رحمهم الله. لا يصغي لأخبار السوء. كان رحمه الله ذا أخلاق عالية، لا يعير أذنا صاغية لمن ينقل أخبار سيئة و لا يلتفت إلى من يقول عنه كلاما كاذبا لينقص من فضله و هو يحب إخوانه في الله و لا يعبا بما يقال فيهم و لا يقبل عنهم لأنه على يقين من أنهم ممن صفت سريرتهم و حسنت علانيتهم و وجبت محبتهم و أن اللقاء و الإجتماع بهم يزيد في الإيمان و المعرفة و يقرب إلى الله. و قد ذكر له بعض الشباب بأن السيد الحاج محمد بن العربي بلقايد ذكر الشيخ اين يلس بسوء فما كان من هذا الخبر إلا أن ذهب لزيارة السيد الحاج محمد ابن العربي بلقايد و ما كان من هذا إلا أن استقبله استقبالا حارا مما دل على أن السيد بلقايد لم يرد بقوله ذلك إلا اختباره و هذه عادة فقد فعل ذلك مع سيد محمد ابن ابراهيم البودالي فذكرله عن شيخه سيدي محمد الهبري ما لا يرضيه لاختباره.
"مما لا بد من ذكره"
هو أن الشيخ ابن يلس رحمه الله لما رأى من بعض إخوة الطريق الشبان بعض النفور و أنهم حاولوا تعكير الجو فنقلوا عنه ما لا يقال إلى الشيخ سيدي محمد بن الحاج محمد الهبري، سافر إلى مستغانم و اتصل بالشيخ الربي و العارف بالله سيد حمو بن الحبيب البوزيدي المتوفى سنة 1327 ه الموافق 1909 م فانتهل من ورده و اغترف من فيض بحره و نال منه مراده، إذ أذن له بالتربية و الإرشاد أما تلقين الأوراد فكان من طريق شيخه الأول الأستاذ الكبير قطب العارفين سيد الحاج محمد بن أحمد بن عبد الرحمن العزاوي الهبري رضي الله عنه، و قد أشار الشيخ بن يلس رحمه الله في قصيدته التي يقول فيها: بالهبري تم المراد لقنني بالأوراد أما مقام الإرشاد من البوزيدي ما خذ و لما انتقل الشيخ حمو بن الحبيب البوزيدي إلى رحمة الله و دفن في زاويته بتاجديت مستغانم و بعد ثلاثة أيام من وفاة الشيخ، اجتمع كبار الفقراء بجانبي الزاوية الحاج أحمد بن اسماعيل و الشيخ الحاج محمد بن يلس و المقدم بن عودة بن سليمان و سيد الحاج أحمد بن عليوة و غيرهم ليختاروا خليفة للشيخ فتم اتفاقهم على تعيين الشيخ محمد بن يلس لرياسة الزاوية في مستغانم، فاعتذر الشيخ بن يلس لأنه لا يستطيع ترك زاوية تلمسان و لأنه يكثر السياحة مما لا يسمح له بالقيام بشؤون زاوية مستغانم فقرروا إسنادها للمقدم الحاج بن عودة بن سليمان فاعتذر أيضا، و أخيرا للشيخ الفاضل صاحب التآليف المتعددة الشيخ أحمد بن عليوة، و كان ممن لازموا الشيخ حمو بن الحبيب البوزيدي و انتفعوا بعلمه و بفضله، فرضي بذلك و قبل ثم إن الحكومة الفرنسية كانت تضايق الشيخ بن يلس في زاويته لأنها كانت تمنع التعليم في غير المدارس الرسمية مما جعله يخرج من تلمسان بحجة السياحة و كثيرا ما كان ينتقل إلى قرية الملح التابعة حاليا لولاية تموشنت و هي قريبة منها ينزل عند تلميذه مولاي السايب صاحب معمل الأجور و يبقى عنده الشهر أو ما يقرب من ذلك ثم يعود لزاوية تلمسان و بقي هكذا إلى 15 شوال سنة 1329 ه الموافق 13 أكتوبر 1911 م تاريخ هجرته إلى الشام.
"هجرته إلى الشام"
و في هذه الفترة بالذات فرض قانون التجنيد الإجباري على الشعب الجزائري من طرف السلطة الإستعمارية الفرنسية و بالطبع احتج الشعب عن ذلك، و لما لم يجد مفرا من ذلك قررت كثير من الأسر التلمسانية مغادرة الوطن و الهجرة إلى بلد إسلامي فسمحت لهم فرنسا أولا بذلك، ثم منعتهم، فكانوا يجتازون الحدود سرا و كان أكثرهم يتجه إلى الشام و منهم من هاجر لتركيا و منهم من هاجر إلى الحجاز أما الشيخ بن يلس فاختار الشام لهجرته لقوله صلى الله عليه و آله و سلم "اللهم بارك لنا في شامنا" قالها صلى الله عليه و آله و سلم ثلاثا. و لم تسمح له الحكومة الفرنسية بالهجرة فسافر سرا عن طريق السعيدية ثم الحجرة في الريف المغربي الذي كان تحت السلطة الإستعمارية الإسبانية حتى وصل طنجة و منها ركب باخرة أوصلته إلى الشام و كان في رفقته زوجته البسطاوي منصورية و ابنه الحاج أحمد الذي كان في سن الجندية و الذي خلفه على زاوية دمشق و عمته رازية، و من المهاجرين الشيخ محمد بن الهاشمي و محمد بن عبدلة و سيد الغوثي بلحاج و أخوه محمد بلحاج و سيد داودي بن قازي و غيرهم. و خلف على زاوية تلمسان سيد العربي بورصالي فقام بها أحسن قيام إلى أن توفاه الله تعالى سنة 1338 ه الموافق 1920 م. و كان وصوله إلى الشام يوم عيد الأضحى و استقر فيها و اتصل بالعالم العلامة و شيخ الطريقة اليشروطية بدمشق الشيخ محمود أبو الشامات و كان يزوره دائما في زاويته العظيمة قرب مسجد سنان باشا و اتخذ مقره في مسجد عز الدين في باب الجابية و كان يجتمع إليه المريدون فيقيم حلقات الذكر مرتين في الأسبوع و شاع خبره و كثر مريدوه و أحبه أهل الشام و فسحوا له مجال الإرشاد و سلموه الزاوية الحمدية في حي الشاغور و جعلوا له في آخر حياته راتبا شهريا يستعين به فنشر الطريق و اتصل بعلماء الشام و فضلائها، أذكر منهم المحدث الأكبر الشيخ بدر الدين الحسني و الشيخ أمين السويدي و الشيخ توفيق الأيوبي و الشيخ ياسين الفراء و الشيخ هاشم الخطيب و الشيخ علي الدقر كما اتصل بفضيلة العالم العلامة المحدث الشهير الشيخ جعفر الكتاني الذي كان مجاورا في المدينة المنورة و الذي طلبت منه الحكومة التركية أن يبدل دار استقراره فيجعلها دمشق بدل المدينة و ذلك لموقف الشريف حسين من الدولة التركية أيام الحرب العالمية الأولى و المعروف أن الشيخ جعفر الكتاني من كبار الصوفية بل هو شيخ الطريقة الكتانية في المغرب الأقصى و قد هاجر إلى المدينة بعد أن قتل ملك المغرب عبد الحفيظ آنذاك أخاه محمد و هذا قبل احتلال فرنسا للمغرب. و في أثناء الثورة السورية 1925 م ألقت السلطات الفرنسية القبض على الشيخ ابن باديس و على ولده الشيخ أحمد و على السيد الغوثي بلحاج الذي كان في خدمة الشيخ و على بشير تلو و هو من تجار دمشق المحترمين و من تلاميذ الشيخ ثم أفرج عنهم بعد أن عذب ولده الشيخ أحمد عذابا شديدا لأن السلطة الفرنسية قد اتهمتهم بالمشاركة في الثورة السورية و أكدت التهمة بمواقف الشيخ من التجنيد الإجباري في الجزائر و من عدم التقيد بقرارات الدولة الفرنسية بخصوص التعليم في الزوايا و خروجه من الجزائر مع زوجه و ولده مهاجرا بدون جواز. و لكن أصدقاء الشيخ بن يلس كثيرون سوريون و جزائريون مهاجرون فدافعوا عنه، و عمل على الإفراج عنه محدث دمشق الأكبر الشيخ بدر الدين الحسني رحمه الله و شخصيات عسكرية مرموقة. و من الجدير بالذكر أن الشيخ ابن يلس كان في هاته المدة مريضا قعيد الفراش فلم يعطي أي انتباه لمرضه الذي أصابه ابتداء من سنة 1922 م و لازمه حتى توفاه الله سبحانه و تعالى سنة 1927 م. على كل لقد نشر الطريق في دمشق و ضواحيها و كانت له زاوية كما ذكرنا في دمشق و أخرى في برزة و هي قرية قريبة من دمشق فيها قبر الصحابي برزة رضي الله عنه و أخرى في دوما كما أن الشيخ أحمد أنشأ زاوية في كفرسوسة.و أخرى في بيت سحم في ضواحي دمشق.
"من تلاميذه"
من تلاميذه و محبيه الفاضل الشيخ جميل الشطي مفتي الحنابلة بدمشق و من تلاميذه السيد بديع الشويكي الذي أصبح محاميا و قد نشر هذا الأخير بإذن من الشيخ ابن يلس الطريق في حمص عندما كان تاجرا فيها. و كان منشدا حنين الصوت يحفظ أناشيد كثيرة في مدح الرسول صلى الله عليه و آله و سلم و من تلامذته الشيخ أحمد القصيباتي و هو أحد المقدمين في الزاوية و كانت والدته تجمع النساء للذكر و المذاكرة. و للشيخ رحمه الله ديوان شعر مطبوع كما له رسائل كتبها لتلاميذه في تلمسان جمعها الشيخ الغوثي بغدادلي و لكنها لم تطبع حتي الآن.
"وفاته"
و اشتد عليه المرض في آخر أيامه و اتقل إلى رحمة الله تعالى يوم الإثنين 12 جمادى الآخرة 1346 ه الموافق 30 نوفمبر 1927 م و صلي عليه في الجامع الأموي و دفن في مقبرة الباب الصغير بدمشق قرب قبر سيدنا بلال رضي الله عنه مؤذن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و شيعت حنازته آلاف مؤلفة من الناس و بكته دمشق بأسرها، و في حالة الإحتضار، كان يقول و يطلب منا أن نقول معه: "وقفنا ببابك يا رب العالمين"، "ارحمنا بفضلك يا أرحم الراحمين".
رحمه الله رحمة واسعة و جزاه الله عن الإسلام و المسلمين خير الجزاء آمين.
"هذه الوصايا من الشيخ الحاج أحمد بن يلس"
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحده و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم. الأحباب بالله و المحبون من أجله العاملون على نشر كلمة التوحيد و الإجتهاد و الذكر و المذاكرة و تعمير أوقاتكم بالله و على ما أنتم عليه، و إياكم و الغفلة عن الله فإن من لم يكن في الزيادة فهو في النقصان نسأله تعالى أن يفتح على جميع الإخوان فتوح العارفين بالله و أن يجعلنا من المتحابين في الله و في الله متعاونين على ما يوفي الله و رسوله صلى الله عليه و آله و سلم، هذه رسالة مختصرة شاملة لأركان الطريق و جامعة لأسرار الطريقة بالتحقيق. ألهمني الله أن أكتب إليكم هذه الرسالة بعون الله و أجعلها بين أيديكم حبا في الله فإذا وصلت بين أيديكم بمشيئة الله فأسأل من فضل الله أن تكون هذه الوصايا مقبولة عندك و عند الله، أيها المريد، و أن تعمل بها بتوفيق الله حتى تدخل في زمرة أهل الله عدد هذه الوصايا اثنان و عشرون احفظها يحفظك الله و تصل بها إلى المتحابون بالله.
1-أوصيك بتقوى الله حتى تذوق طعم حب الله.
2-و أوصيك بتفويض الأمور إلى الله حتى تستريح من العزم و الإختبار و التدبير المخالف لتقدير الله.
3-و أوصيك بالتوكل على الله حتى يكفيك الله.
4-و أوصيك بالتسليم و الرضا بقضاء الله حتى تسلم من المخلقات و تنال رضاء الله.
5-و أوصيك بالصبر الجميل على إيحاء الناس لله حتي تنسى أوصاف البهائم و تتخلق بخلق الله.
6-و أوصيك بكتم الضبط و بالعفو عن عباد الله حتى تجد حلاوة عفو الله.
7-و أوصيك بستر العيوب و بالشفقة على جميع خلق الله حتى يستر الله عيوبك و يرحمك الله.
8-و أوصيك بالعزلة عن الغافلين عن الله حتى لا يشغلونك عن التوجه إلى الله و عن الحضور مع الله.
9- و أوصيك بالصدق و خلوص النية في جميع خلقك لوجه الله حتى لا تلتفت إلى غرض النفس و لا إلى نظر الخلق لئلا تسقطون نظر الله.
10- و أوصيك بالإتباع قولا و فعلا ظاهرا و باطنا لحبيب الله و يعزك الله و يمدك الله.
11-و أوصيك بكتم أحوال القلب و ستر أسرار الحب و حفظ حدود الله عن كل من لا يعرف نفسه و لا يطلب ربه و لا يعرف الله حتى يطيب عيشك و يدوم حضورك و يحفظك الله و نكون أمين الحق و محرز أسرار الله.
12-و أوصيك بالتوبة و الرجوع إلى الله من كل ما يقطعك عن الله حتى تجد الحق مع الكل و الكل مع الله.
13-و أوصيك بترك جميع ما سوى الله حتى تشهد الوحدة في الكثرة و الكثرة في الوحدة و تجمع بين حب الخلق و حب الله فتعامل الخلق بالأدب مع الله.
14-و أوصيك بترك حظوظ النفس و بالسفر القلبي عنها حتى لا تبتلى بالسفر الظاهر لأجلها و يصفو وقتك مع الله.
15-و أوصيك بتقليل الطعام و المنام و الكلام بغير الله حتى تذوق لذة الإلهام و حلاوة الأنس بالله.
16-و أوصيك بمداومة الذكر القلبي بكلمة "لا إله إلا الله" حتى يتنور قلبك بنور وحدانية الله و ينعكس ذلك النور على صفحات الكائنات و تشاهد وحدة الوجود بنور الله تعالى دونه الفقر الحقيقي و سعادة الغنى بالله.
17-و أوصيك بنفي الخواطر و الأخطار في ملاحظة غير الله حتى لا يبقى بينك و بين الله حجاب فيكون قلبك بيت الله.
18-و أوصيك بجلاء القلب بصقيل ذكر الله حتى تنظر فيه و يظهر لك سر معية الله و تجدر بك أقرب إليك منك و تكون من المقربين إلى الله و تعرف نفسك و ربك بالله و تملك كنز معرفة الله و تنال السعادة الأبدية و تلحق بخواص أهل الله.
19-و أوصيك بالأعراض عنك و الإقبال على الله حتى تكون ناسيا لنفسك و متذكرا الله.
20-و أوصيك بمحو الوجود بالكلية في محبة الله حتى يجد بك لطفه إليه و يكون هو سمعك و بصرك فتسمع بالله و تبصر بالله فلا يبقى لك لا انتظار و لا اجتياح إلى جارح عنك و لا شغل مع الله غير الله و تكون مستعينا بالله عن سوى الله.
21- أوصيك بدوام الإشتغال السري بوحدانية الله حتى لا يخطر ببالك في حميع أحوالك غير الله خصوصا في مظاهر الأفعال. فلا تشاهد الفعل إلا من الله من العطاء و المنع و الضر و النفع و الإيذاء و الإهداء و الإنعام و سائر ما يصدر عن الأنام فإذا ظهر إنعام فلا تشكر حقيقة إلا الله و تشكر ذلك المظهر مجازا لكونه كلا إله إلا الله و إذا وقع إيذاء أو إيلام فترى ذلك من عدل الله و لا تعاقب ذلك الشخص لكونك في جميع أحوالك حاضرا مع الله و غائب عن سواه.
22-و أوصيك بخلاصة هذه الوصايا و هي ترك الكل و نسيان الهوى في جنب ذكر الله حتى لا يبقى في القلب إلا الله و تموت نفسك الحيوانية و يحيي قلبك بالله فتكون حينئذ ولي الله – قال بعض أهل الله: من كان في قلبه الله فمعينه في الدارين الله و من كان في قلبه غير الله فخصمه في الدارين الله.
فيا أخي في الله الله الله لا تغفل عن الله حتى لا تجد في قلبك غير الله و لا تعرف أبدا إلا الله، الأول الله و الآخر الله، الظاهر الله، الحي الله، الباقي الله.
و السلام من محب الله في الله الفقير إلىالله خادم أهل الله الحاج محمد بن يلس التلمساني ثم الشامي الدرقاوي الشادلي القادري الجنيدي، أمدنا الله و إياكم بمدد أهل الله آمين. دمشق. الشام. 27 شوال 1342 ه.

"خليفته"
و بعد و فاته بأيام، اجتمع المريدون في الزاوية الحمدية و اتفقوا على إسناد الزاوية إلى ابنه الشيخ أحمد و ألبسوه برنوس والده.
و من المعلوم أن ابنه الشيخ أحمد كان أستاذا للغة العربية في المدرسة العلمية الوطنية و هي من خيرة مدارس دمشق، كما كان يدرس الأدب و الفقه الحنفي و التوحيد و سيرة الرسول صلى الله عليه و آله و سلم، و تاريخ الإسلام و كان يقوم بتعليم المريدين في الزاوية بين العشاءين درس في الفقه ابن مالك و درس في مقامات الحريري. و كان له درس أسبوعي في ديار المريدين ليلة كل سبت بعد صلاة العشاء في الحديث النبوي، يحضره عدد كبير من المريدين كما أنه كان ينوب عن والده في الإحتماعات الأسبوعية العامة في الزاوية ليلتي الاثنين و الجمعة. و لذلك وافق الجمع على إسناد رياسة الزاوية له بعد أبيه فسار على نهج والده.
"خلفاء الشيخ في مختلف الزوايا"
ترك رحمه الله على رأس زاوية برزة الشيخ كمال شاكر و هو من أعيان قرية برزة و ترك على رأس زاوية دوما الشيخ محمود الدوماني و هو إمام و خطيب دوما و من أعيانها، كما ترك على زاوية تلمسان الشيخ الغوثي بغدادلي و هو من تجار تلمسان و كان له أتباع بتاوريرت بالمغرب و كذلك في فاس. و من خيرة تلامذته الشيخ محمد بن الهاشمي و هو من علماء الشام و هو من تلامذته القدامى، و كان شريكه في التجارة عندما كانا في تلمسان، و قد تزوج الشيخ ابن يلس بأخته بعد وفاة زوجته الأولى حسنى بنت البجاوي ثم ماتت بعد سنة من ذلك و لذلك كانت الصداقة و المحبة قوية بين الشيخ ابن يلس و بين تلميذه الشيخ ابن الهاشمي، وقد أذن له الشيخ ابن يلس في حياته بتلقين الأوراد كما أذن للشيخ أحمد القصيباتي بذلك، و للشيخ الهاشمي قصيدة في التوحيد جعل لها شرحين، شرح مختصر و شرح مفصل، أظهر فيهما كفاءته العلمية و معرفته الكاملة بعلم الكلام و تعمقه في معرفة مذهب الإمام الأشعري. و من ضمن تلامذته و مريديه السيد الحاج أحمد ميصالي التلمساني مؤسس حزب الشعب الجزائري و الملقب "أبو الأمة" و الغي طلب فيه حرية و استقلال الجزائر في الوقت الذي كانت معظم شعوب العالم آنذاك مستعمرة كما كان لميصالي الحاج تأثير كبير في مختلف الحركات التحررية في العالم حيث قد أشاد بها مشاهير الثوار: كهوشيمين و شاولين و غيرهم...إلخ، و صلى الله العظيم على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم، كلما ذكره الذاكرين و غفل عن ذكره الغافلون.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون
و سلام على المرسلين
و الحمد لله رب العالمين
آمين


حديث سيدنا جابر رضي الله تعالى عنه يثبت أسبقية نوره سيدنا محمد صلى الله عليه و آله و صحبه و سلم فقد روى من عبد الرزاق بسنده في كتابه "جنة الخلد" عن جابر عن عبد الله الأنصاري قال: قلت يا رسول الله بأبي أنت و أمي أخبرني عن أول شيء خلقه الله تعالى قبل الأشياء. قال: "يا جابر إن الله تعالى خلق قبل الأشياء نور نبيك من نوره، فجعل ذلك النور يدور بالقدرة حيث شاء الله تعالى و لم يكن في ذلك الوقت لوح و لا قلم و لا جنة و لا نار و لا ملك و لا سماء و لا أرض و لا شمس و لا قمر و لا جن و لا إنس فلما أراد الله أن يخلق الخلق قسم ذلك النور أربعة أجزاء، فخلق من الجزء الأول القلم و من الجزء الثاني اللوح و من الثالث العرش ثم قسم الجزء الرابع أربعة أجزاء فخلق من الجزء الأول حملة العرش و من الثاني الكرسي و من الثالث باقي الملائكة ثم قسم الجزء الرابع أربعة أجزاء فخلق من الجزء الأول السماوات و من الجزء الثاني الأراضين و من الثالث الجنة و النار ثم قسم الجزء الرابع أربعة أجزاء فخلق من الجزء الأول نور أبصار المؤمنين و من الثاني نور قلوبهم و هي المعرفة بالله و من الثالث نور أنسهم و هو التوحيد: لا إله إلا الله محمد رسول الله. ثم نظر إليه فترشح النور عرقا فتقطرت منه مائة ألف قطرة و عشرسن ألفا و اربعة آلاف قطرة فخلق الله من كل قطرة روح نبي و رسول ثم تنفست أرواح الأنبياء فخلق الله من أنفاسهم أرواح الأولياء و السعداء و الشهداء و الشهداء و المطيعين من المؤمنين إلى يوم القيامة. فالعرش و الكرسي من نوري و الكروبيون من نوري و الروحانيون من نوري، و الجنة و ما فيها من النعيم من نوري و الشمس و الكواكب من نوري و العقل و العلم و التوفيق من نوري و أرواح الأنبياء و الرسل من نوري و السعداء و الصالحون من نتائج نوري ثم خلق الله آدم من الأرض و ركب فيه النور و هو الجزء الرابع، ثم انتقل منه إلى شيث و كان ينتقل من طاهر إلى طيب إلى أن وصل إلى صلب عبد الله بن عبد المطلب و منه إلى وجه أمي آمنة، ثم أخرجني إلى الدنيا فجعلني سيد المرسلين و خاتم النبيين و قائد الغر المحجلين. هكذا بدأ خلق نبيك يا جابر". حديث صحيح.
و على هذا المنوال فقد قال صلى الله عليه و آله و سلم: "أنا من نور الله و المؤمنون من رشحات نوري".
و من ذاك أنه صلى الله عليه و آله و سلم عندما سئل: متى نبئت يا رسوا الله، قال صلى الله عليه و آله و سلم "كنت نبيا و آدم منجدل في طينته"، و مرة أخرى قال عليه الصلاة و السلام ردا على سؤال سائل "كنت نبيا و آدم بين الماة و الطين" و مرة ثالثة سئل صلى الله عليه و آله و سلم "متى نبئت يا رسول الله" فقال "كنت نبيا و لا ماء و لا طين" و الدليل المصحفي الثالث على أسبقية نوره صلى الله عليه و آله و سلم سورة الإنسان فقد فال تبارك و تعالى " هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فعلناه سميعا بصيرا". و قد قال بعض المفسرين أن الإنسان المقصود في هذه السورة هو أبونا آدم عليه و على نبينا أفضل الصلاة و السلام و لكن رؤساؤنا السادة الصوفية قالوا أن آدم عليه السلام لم يكن مخلوقا من نطفة أمشاج و لذلك فإن المقصود بهذه السورة هو الإنسان الكامل سيدنا محمد صلى الله عليه و آله و سلم من ثم فهي توضح أسبقية نوره صلى الله عليه و آله و سلم كما جاء في حديث سيدنا جابر رضي الله عنه و من هذه الحيثية نخلص إلى أن كل جدود النبي صلى الله عليه و آله و سلم مسلمون مصداقا لقوله تعالى "هو الذي يراك حين تقوم و تقلبك في الساجدين" و قوله صلى الله عليه و آله و سلم "انتقلت من صلب طاهر إلى رحم طيب من لدن آدم إلى أن ولدني أبي و أمي و لم يصبني من سفاح الجاهلية شيء" و قال صلى الله عليه و آله و سلم حاكيا عن نفسه و عن سيدنا الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه "كنا نورين بين يدي القديم الأزلي و تزل تنتقل من صلب طاهر إلى رحم طيب حتى ظهر علي في عبد المطلب و ظهرت في عبد الله". و قال صلى الله عليه و آله و سلم "أنا دعوة إبراهيم و أنا بشرى عيسى".
و حديث سيدنا جابر رضي الله عنه يوضح كل ذلك و لا بد لنا أن نورد هنا ما دار بين النبي صلى الله عليه و آله و سلم و سيدنا جبريل عليه السلام عندما كان سيدنا جابر رضي الله عنه يسأل النبي صلى الله عليه و سلم أول شيء خلقه الله تعالى بالرغم من أننا قد سبق أن أوردناه في باب مراتب الغيب و هو أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم عندما رأى استغراب سيدنا جبريل عليه السلام عندما قال صلى الله عليه و آله و سلم لسيدنا جابر رضي الله عنه عن أول شيء خلقه الله تعالى "نور نبيك يا جابر". سأله قائلا" يا جبريل كم عمرت من السنين؟ فقال جبريل عليه السلام " يا رسول الله لست أعلم غير أن في الحجاب الرابع نجما يطلع في كل سبعين ألف سنة مرة و رأيته سبعين ألف مرة" فقال صلى الله عليه و آله و سلم "و عزة ربي أنا ذلك الكوكب" رواه أبو هريرة رضي الله عنه بلفظ أنه صلى الله عليه و آله و سلم سأل جبريل عليه السلام قائلا "يا جبريل كم عمرت من السنين...؟"إلخ الحديث ثم سأل الرسول صلى الله عليه و آله و سلم جبريل عليه السلام عن المكان الذي يأتي منه بالوحي فقال " حيثما أكون في أقطار السماوات أسمع صلصلة جرس فأسرع إلى البيت المعمور فأتلقى الوحي فأحمله إلى الرسول أو النبي" فقال له صلى الله عليه و آله و سلم "اذهب إلى البيت المعمور الآن و اتل نسبي" فذهب سيدنا جبريل عليه السلام مسرعا إلى البيت المعمور و تلا نسب النبي صلى الله عليه و آله و سلم قائلا ز" محمد صلى الله عليه و سلم بن عبد الله بن عبد المطلب إلخ..." فانفتح البيت المعمور و لم يسبق أن فتح له قبل ذلك فرأى جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه و آله و سلم بداخله فتعجب فعاد مسرعا إلى الأرض فوجد الرسول صلى الله عليه و آله و سلم في مكانه كما تركه مع سيدنا جابر رضي الله عنه فعاد بسرعة خارقة إلى البيت المعمور فوجد صلى الله عليه و آله و سلم هناك ثم عاد مسرعا إلى الأرض فوجده صلى الله عليه و آله و سلم ما زال جالسا مع سيدنا جابر رضي الله عنه فسأل جبريل عليه السلام سيدن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم قائلا :"هل ترك رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم مجلسه هذا؟" فقال سيدنا جابر رضي الله عنه: كلا يا أخا العرب فإننا لم ننته بعد من الحديث الذي تركتنا فيه". فقال جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه و آله و سلم " إذا كان الأمر منك و إليك فلماذا تعبي؟" فرد عليه صلى الله عليه و آله و سلم قائلا "للتشريع يا أخي جبريل" و تلا قوله تعالى " و لا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه و قل رب زدني علما". عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم " أنا سيد ولد آدم يوم القيامة و لا فخر و بيدي لوا ء الحمد و لا فخر و ما من نبي يومئذ آدم فمن سواه إلا تحت لوائي، و أنا أول من تنشق عنه الأرض و لا فخر" رواه الترمذي و غيره. عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم قال :" أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من قبليز نصرت بالرعب مسيرة شهر، و جعلت لي الأرض مسجدا و طهورا و جعلت تربتها لنا طهور إذا لم نجد الماء، فأيما رجل أدركته الصلاة فليصل، و أحلت لي الغنائم، و أعطيت الشفاعة ، و كان النبي يبعث في قومه خاصة و بعثت إلى الناس كافة". رواه البخاري. عن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قال "من زار قبري و جبت له شفاعة". رواه الدرقطني و كثيرا من أئمة الحديث. و عن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قال:" من حج البيت الحرام و لم بزرني فقد جفاني" رواه بن عدي بسند يحتج به قال و جفاؤه صلى الله عليه و آله و سلم حرام". قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: " حياتي خير لكم تحدثوني و أحدثكم و مماتي خير لكم تعرض علي أعمالكم فما و جدت من خير حمدت الله و ما وجدت من شر استغفرت لكم". حديث قدسي: إن الله تباركك و تعالى قال لحبيبه سيدنا محمد صلى الله عليه و آله و سلم في ليلة المعراج: "لولاك لما خلقت الأفلاك". قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: "إنما أنا رحمة مهداة". فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم:" أكثروا الصلاة علي يوم الجمعة فإنه أتاني جبريل آنفا عن ربه عز و جل فقال: ما على الأرض من مسلم يصلي عليك مرة واحدة إلا صليت أنا و ملائكتي عليه عشرا". رواه الطبراني و عنه قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: "إن لله تبارك و تعالى ملكا أعطاه الله أسماء الخلائق فهو قائم على قبري إذا مت، فليس أحد يصلي علي إلا قال: يا محمد، صلى عليك فلان بن فلان، قال فيصلي الرب تبارك و تعالى على ذلك الرجل بكل واحدة عشرا". رواه البزار و الطبراني و أبو الشيخ بن حبان.
"مسك الختام الوصية بالقرآن"
أما بعد: فإن سر نجاح المسلمين في وحدتهم و تضامنهم هو تمسكهم بدينهم، و رجوعهم إلى العمل بالكتاب و السنة، فبذلك يمكن الله لهم في الأرض و يستخلفهم و يبدلهم من بعد خوفهم أمنا، فقد قال الله تعالى في محكم كتابه المبين:" وعد الله الذين آمنوا منكم و عملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم و ليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم و ليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا". بهذا نصل الله الصحابة و السلف الصالحين و أيد الغزاة الفاتحين فنشروا الدين و الأخلاق و الفضيلة و هدموا الشرك و البدع و الرذيلة و أنقذ الله بهم الإنسانية من كبونها و أيقظ النفوس بعد غفلتها و فته بهم أعينا عميا و أذانا صما و قلوبا غفلا و كانوا هداة مهتدين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، رضي الله عنهم و أرضاهم فالمسلمون اليوم يحتاجون إلى توعية عامة و ثقافة دينية ليهتدي الضال و ينتبه الغافل و يعم السلام و يسود الإسلام و تستريح البشرية من العناء الذي أحاط بها و تحمد النفوس السرى عندما ترى بشائر الآمال تتحقق بفضل الإتباع لهذا الدين المتين. لقد أخبرنا نبينا و سيدنا محمد صلى الله عليه و آله و سلم عن كل هذه الأمراض و المصائب التي تنخر في الأمة و تهدم البناء و تشتت الشمل و تفرق الجمع. لقد وصف صلى الله عليه و آله و سلم الداء و أرشد إلى الدواء فقال:"ستكون فتن كقطع الليل المظلم" قال الراوي قلت يا رسول الله و ما المخرج منها؟ قال: "كتاب الله تبارك و تعالى فيه نبأ من قبلكم و خبر من بعدكم و حكم ما بينكم هو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله و من ابتغى الهدى في غيره أضله الله، هو حبل الله المتين و نوره المبين و الذكر الحكيم". و كتاب الله في مفهوم كتاب الله سبحانه و تعالى يعني أيضا العمل بسنة رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم، فالدعوة إلى كتاب الله تعالى إذا كانت صادقة فهي دعوة إلى سنة رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم لأن كتاب الله دعا إلى اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فالدعوة إلى القرآن و العمل به و ترك السنة النبوية دليل واضح على تناقض الداعي و كذبه و افتراؤه. و قد اعتنى النبي صلى الله عليه و آله و سلم بتعليم القرآن عناية عظيمة خصوصا بالنسبة للصبيان الصغار، و لا شك أن في ذلك فائدة كبرى و هي لأجل أن تسرى روح القرآن في قلوبهم و نوره في أفكارهم و مداركهم و حواسهم و لأجل أن يتلقن عقائد القرآن منذ الصغر و أن ينشأ و يشب على محبة القرآن و التعلق به و الإئتمار بأوامره و الإنتهاء عن مناهيه و التخلق بأخلاقه و السير على مناهجه. و كان صلى الله عليه و آله و سلم يشترط على وفود الأعراب بعد إسلامهم قراءة القرآن بينهم و تعليمهم أمر الدين و إقامة المؤذنين، و في اعتناء الصحابة رضي الله تعالى عنهم و السلف الصالح بعدهم بتعليم الصبيان اقتداء لما كان عليه المصطفى صلى الله عليه و آله و سلم و استجابة كاملة لأمره و مسارعة صادقة لاكتساب الخيرات و البركات التي ضمنها بإذن الله تعالى لمن فعل ذلك إذ قال لهم: "من علم ابنه القرآن نظرا غفر له و من علمه إياه ظاهرا- أي عن ظهر قلب – بعثه الله على صورة القمر ليلة البدر و يقال لابنه: اقرأ فكلما قرأ آية رفع الله عز و جل الأب بها درجة إلى آخر ما معه من القرآن". رواه الطبراني عن أنس رضي الله عنه. و قال صلى الله عليه و آله و سلم: " ما من رجل يعلم و لده القرآن في الدنيا إلا توج أبوه يوم القيامة بتاج في الجنة يعرفه به أهل الجنة بتعليم ولده القرآن في الدنيا". رواه الطبراني عن أبي هريرة و في رواين عند الإمام أحمد:" أنه يكسى والداه حلتين لا تقوم لهما الدنيا – أي لا تقدر بهما الدنيا- فيقولان: بم كسينا هذا؟ فيقال: يأخذ ولدكما القرآن". و في رواية الطبراني: "بتعليم ولدكما". و قال ابن خلدون في المقدمة في فضل تعليم الولدان:" اعلم أن نعليم الولدان القرآن شعار من شعائر الدين أخذ به أهل الملة و درجوا عليه في جميع أمصارهم بما يسبق فيه القلوب من رسوخ الإيمان و عقائده من آيات القرآن و صار القرآن أصر التعليم الذي ينبني عليه ما يحصل بعد من الملكات ثم اختصت العوائد الإسلامية بتقدم دراسة القرآن إيثارا للتبرك و خشية ما يعرض للولد من جنون الصبا من الآفات و القواطع فيفوته القرآن.
و القرآن الكريم: هو كلام الحكيم العليم رب العالمين نزل به روح الأمين على عبده و رسوله و أفضل خلقه و سيد أنبيائه و خاتم المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه و آله و سلم و على آله و أصحابه أجمعين، علما و عرفانا و بصائر و تبيانا و رحمة و فرقانا و هدى و نورا و بلاغا للناس و إنذارا و تبشيرا و ذكرا مباركا حكيما و عروة وثقى و صراطا مستقيما و عدلا و صدقا و قصصا حق، قرآنا عربيا مبينا في أعلى طبقات البلاغة معجزا للثقلين كافة في لفظه و نظمه و أسلوبه و مدلوله. قال سبحانه و تعالى:" قل لئن اجتمعت الإنس و الجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله و لو كان بعضهم لبعض ظهيرا". و معجزة باهرة على وجه الدهر باقية، دليلا على صدق الرسول صلى الله عليه و آله و سلم في رسالته العامة الخالدة للثقلين كافة إلى يوم القيامة. له أبهى صلوات و فيه أعظم حلاة كلما زدته تلاوة، فيه من الأسرار الإلهية عجائب و من أنواع العلوم و المعارف غرائب و من أحسن القصص مواعظ و من أصدق الأمثال بصائر:" يهدي للتي هي أقوم و يبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا". "كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير". لم يفرط فيه الله تعالى من شيء، آيات بينات و حكم بالغات و رحمة للمؤمنين و شفاء لما في الصدور وضحت به المحجة و قامت به الحجة على الثقلين عامة "و يهدي الله لنوره من يشاء".
لقد ربط الله سبحانه و تعالى عزنا بعز القرآن و شرفنا بشرفه و بقائنا ببقائه يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام فمهما نطلب العزة بغير ما أعزنا به أذلنا الله. و هذا القول من عمر رضي الله عنه هو ثمرة ما تلقاه عن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم إذ جاء يوما بنسخة من التوراة إلى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فقال يا رسول الله هذه نسخة من التوراة فسكت فجعل يقرأ و وجه رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم يتغير فقال أبو بكر رضي الله عنه: ثكلتك الثواكل ما ترى ما بوجه رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و آله و سلم. فنظر إلى وجه رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فقال: أعوذ بالله من غضب الله و رسوله رضينا بالله ربا و بالإسلام دينا و بمحمد نبيا. فقال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: " و الذي نفس محمد بيده لو بدا لكم موسى فاتبعتموه و تركتموني لضللتم عن سواء السبيل و لو كان حيا و أدرك نبوتي لاتبعني" و لذلك جاء الأمر بتعاهد القرآن خوف النسيان بقوله صلى الله عليه و آله و سلم:" تعاهدوا هذا القرآن فو الذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتا من الإبل من عقلها" و المعنى أن المؤمن ينبغي له المحافظة على تلاوة القرآن الكريم و مدارسته و مذاكرته خشية أن يتفلت منه و ينساه. و عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قال:" إنما مثل صاحب القرآن كمثل الإبل المعقلة، إن عاهد عليها أمسكها و إن أطلقها ذهبت" متفق عليه. و روى الدارمي بإسناده عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال:" أكثروا تلاوة القرآن قبل أن يرفع، قالوا: هذه المصاحف ترفع فكيف بما في صدور الرجال، فقال: يسرى عليه ليلا فيصبحون منه فقراء و ينسون قول لا إله ألا الله و يقعون في قول الجاهلية و أشعارهم و ذلك حين يقع عليهم القول".
و عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم:"إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب" رواه الترمذي و صححه. و عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم:" عرضت علي أجور أمتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد، و عرضت علي ذنوب أمتي فلم أر فيها ذنبا أعظم من سورة من القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها". رواه أبو داوود و الترمذي. و عن سعد بن عبادة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم:" ما من امرئ يقرأ القرآن ثم ينساه إلا لقي الله يوم القيامة أجذم". رواه أبو داوود. روى الإمام مسلم و أحمد عن زيد بن أرقم رضي الله عنه أنه قال: قام رسول الله يوما فينا خطيبا بماء يدعى – أي مكان يسمى- خما بين مكة و المدينة فحمد الله و أثنى عليه و وعظ و ذكر ثم قال:" أما بعد: ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول فأجيب – يريد بذلك وفاته صلى الله عليه و آله و سلم – و أنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى و النور فخذوا بكتاب الله و استمسكوا به و أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي". و عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم يوما كالمودع فقال:" أنا محمد النبي الأمي أنا محمد النبي الأمي لا نبي بعدي أوتيت فواتح الكلم و خواتمه و جوامعه و علمت كم خزنة النار و حملة العرش و تجووز بي و عوفيت و عوفيت أمتي فاسمعوا و أطيعوا ما دمت فيكم فإذا ذهب بي فعليكم بكتاب الله أحلوا حلاله و حرموا حرامه". رواه أحمد و غيره. و إن من أعظم المنن الإلهية التي خص الله تعالى بها هذه الأمة المحمدية دون سائر الأمم جعل قلوب هذه الأمة أوعية لكلامه و صدورها مصاحف لحفظ آياته و لا يغسله من قلوبهم تيار الماء و لا يمحوه من صدورهم كيد الأعداء، قال سبحانه و تعالى: بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العالم و ما يجحد بآياتنا إلا الظالمون"، و روي عن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم قال: "من قرأ القرآن فاستظهره فأحل حلاله و حرم حرامه أدخله الجنة إن شاء الله، و شفعه في عشرة من أهل بيته كلهم قد وجبت لهم النار" رواه الترمذي و روي عنه صلى الله عليه و آله و سلم أنه قال:" من أعطاه الله تعالى حفظ كتابه فظن أن أحدا أعطي أفضل مما أعطى فقد غلط" و في رواية: " فقد صغر أعظم النعم" رواه البخاري. و قد أمر الله تعالى بإكرام أهل القرآن و تعظيمهم و تقديمهم على غيرهم لأنهم من شعائر الله تعالى يجب تعظيمها و إجلالها لله. قال الله تعالى:"و من يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب".
كتبه عبد الله الفقير لمولاه محمد بن الحاج مصطفى العشعاشي و الله تعالى أسأل و بجاه الحبيب عند الله تعالى و بكرامته أتوسل أن لا يقطعنا عن دخول باب السلام لأجل السلام على سيدنا محمد سيد الأنام صلى الله عليه و آله و سلم و أن يتفضل علينا بمجاورته الكريمة على أكمل الأحوال، اللهم صل على سيدنا محمد كما أمرتنا أن نصلي عليه و كما تحب أن يصلى عليه و كما يحب أن يصلى عليه و كما هو أهله و كما تحبه و ترضاه له و على آله و صحبه و سلم علينا معهم أجمعين. اللهم ببركة الصلاة عليه مسكنا شريعته و اجعلنا على سنته و توفنا على ملته و احشرنا في زمرته، و أوردنا حوضه الأصفى و اسقنا بكأسه الأوفى و أدخلنا تحت لوائه و اجعلنا من رفقائه و عطف علينا قلبه الشريف و أفض علينا من بركاتك و انفحنا بنفحاته و اجعلنا مرايا لأنواره و مخازن لأسراره و لسان حجته و ترجمان حكمته، هداة مهتدين بسيره و سيرته و حملة لشريعته.
اسمع و استجب يا ذا الجلال و الإكرام و الطول و الأنعام فأنت يا رب الولي لمن تولاك و المجيب لمن دعاك، أنت أمرتنا بدعئك و وعدتنا بإجابتك حيث قلت و قولك الحق:"و قال ربكم ادعوني أستجب لكم".
فها نحن قد دعوناك كما أمرتنا فاستجب لنا كما وعدتنا إنك لا تخلف الميعاد و صلى الله العظيم على سيدنا محمد وعلى آله و صحبه و سلم، ملما ذكره الذاكرون و غفل عن ذكره الغافلون، سبحان ربك رب العزة عما يصفون و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين.
اللهم صل على من منه انشقت الأسرار و انفلقت الأنوار و فيه ارتقت الحقائق و تنزلت علوم آدم فأعجز الخلائق و له تضاءلت الفهوم فلم ندركه منا سابق و لا لاحق فرياض الملكوت بزهر جماله مونقة و حياض الجبروت بفيض أنواره متدفقة و لا شيء إلا و هو به منوط إذ لولا الواسطة لذهب كما قيل الموسوط صلاة تليق بك منك إليه كما هو أهله اللهم إنه سرك الجامع الدال عليك و حجابك الأعظم القائم لك بين يديك اللهم ألحقني بنسبه و حققني بحسبه و عرفني إياه معرفة أسلم بها من موارد الجهل و أكرع بها من مواهب الفضل و احملني على سبيله إلى حضرتك حملا محفوفا بنصرتك و اقذف بي على الباطل فأدمغه و زج بي في بحار الأحدية و انشلني من أوحال التوحيد و أغرقني في عين بحر الوحدة حتى لا أرى و لا أسمع و لا أجد و لا أحس إلا بها و اجعل الحجاب الأعظم حياة روحي و روحه سر حقيقتي و حقيقته جامع عوالمي بتحقيق الحق الأول يا أول يا آخر يا ظاهر يا باطن اسمع نداءي بما سمعت به نداء عبدك زكرياء عليه السلام و انصرني بك لك و أيدني بك لك و اجمع بيني و بينك و حل بيني و بين غيرك الله...الله...الله... إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد ربنا آتنا من لدنك رحمة و ضيء لنا من أمرنا رشدا إن الله و ملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه و سلموا تسليما.



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)