بجاية - Béjaïa

ميلاد مؤسسة "بجاية" للثقافة والعلوم في الجزائر



ميلاد مؤسسة
أعلن مثقفون في الجزائر عن تأسيسهم مؤسسة "بجاية" للثقافة والعلوم، كفضاء مبتكر يعنى بترقية الشأن الثقافي في حاضرة بجاية (260 كلم شرق الجزائر) واستنهاض مكامن مدينة عريقة أنجبت عشرات الفطاحل واتخذها الحماديون عاصمة تاريخية لدولتهم.
استنادا إلى إفادات حصلت عليها "إيلاف"، فإنّ مؤسسة بجاية ستختص بمختلف مناحي الثقافة والعلوم، تماما مثل اهتمامها بالشق التربوي وإذكاء الوازع التطوعي بغرض تنمية المجتمع المحلي بشكل مستدام في مجالات متعددة.
وبحسب عرّابي المؤسسة، ستسعى الأخيرة إلى استغلال طاقات الشباب وتوجيهها بشكل إيجابي، مع العمل على ترسيخ استثمار معرفي منتج وعصري بالشراكة مع فعاليات جزائرية ودولية في كافة القضايا المتعلقة بتنمية المواهب الشبابية .

ويقول "فارس بوحجيلة" أحد مؤسسي مؤسسة "بجاية" للثقافة والعلوم، إنّ الهيكل المستحدث يتطلع لتحقيق نهضة شمولية والاسهام في ايجاد جيل جديد له دور مؤثرو فعال في تنمية المجتمع، يتميز بالأمل، التفاؤل، التعاون، الابداع والمبادرات الايجابية.

كما يلّح مهندسو هذه الخطوة الحضارية على اعتناء مؤسستهم بإشاعة الفكر الاجتماعي والاسهام الفعال في توجيه الشباب وتشجيعهم على القيام بمشاريع اجتماعية تخدم مصلحة الفرد والمجتمع وابتعاث مركز اشعاعي للدراسة والتخطيط في كل التخصصات.
جدير بالتذكير، أنّ بجاية أسسها "الناصر ابن حماد بن زيري" أحد ملوك بني حفص في النصف الثاني من القرن الخامس الهجري، وأنجبت ثلة من الأعلام أبرزهم أبو العباس ابن عبد الله الغبريني وكذا ابن تومرت، فيما اتخذها العلامة الفذّ "عبد الرحمن بن محمد بن خلدون" مُقامًا له على فترتين، حيث مكث ثلاث سنوات في الفترة ما بين 1352 و1354، قبل أن يعود إليها أحد عشر سنة من بعد، ويستقرّ بهذه المدينة الأمازيغية العريقة بين عامي 1365 و1366.
ويقول أصلاء مدينة بجاية أنّ ابن خلدون وصل إلى بجاية وسنه لم يتجاوز الـ20 عاما، وبحي القصبة العتيق الذي بناه الموحدون في القرن الثاني عشر الميلادي، كتب مؤلفه النفيس حول البربر والإسلام، وفيه تناول ابن خلدون بإسهاب صفات الشخصية البربرية، ومزاوجة الأمازيغ بين مقاومتهم الشديدة للإسلام، ثم اندفاعهم البربر بعد إسلامهم نحو الفتوح بكل قوة، ويصف ابن خلدون البربر بكونهم "مرهوبو الجانب، شديدو البأس"، بجانب تمسكهم بحريتهم، وتشبعهم بالفضائل الإنسانية من خلق وعز وكرم.
كما يلفت الأستاذ "بيبي محند وعمر" إلى أنّ رائد علم الاجتماع الحديث واظب يوميا بعد انتهائه من تأدية مهامه كحاجب (وزير أول) لسلطان بني حفص آنذاك، على الذهاب إلى مسجد القصبة الكائن وسط المدينة ليلقن مادتي الفقه والرياضيات، أين تتلمذ على يديه الآلاف من طلبة العلم.
واشتهرت نساء بجاية بتحصيلهنّ العلمي المتميّز، ما جعل رائد النهضة الحديثة في الجزائر الراحل "عبد الحميد بن باديس" يعتبرهنّ بنفس قامة نساء بغداد وقرطبة، علما أنّ ابن خلدون درس ودرّس أيضا في قبة سيدي تواتي، وكان من بين تلاميذه ما لا يقلّ عن الثلاثة آلاف إمرأة.
وخلّد النحات الجزائري "خودير بوريحان" هذا المؤرخ الشهير، بتمثال يزيد طوله الإجمالي عن المترين، وصمّمه بوريحان بتوظيف الحديد وتغطيته بالجبس ثم الرخام مع إضفاء لمسات من اللون البرونزي.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)