بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة السرطان الذي يصادف 4/ فبراير من كل عام ، فان المكتب الولائي للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان لولاية الشلف يحاول تقييم وضعية هذه الفئة التي يبقى مصيرها في الجزائر الموت في صمت ، و في نفس الوقت يرسم صورة قاتمة عن وضعية تكفل بالمرضى السرطان في ولاية الشلف .
حسب المختصين في الأورام الذين سجلوا مرافقتهم العلاجية لأكثر من 800 حالة إصابة بهذا الداء الخبيث على مستوى ولاية الشلف الذين يخضعون للعلاج بالأشعة الكمياوية في مختلف المراكز .
الجدير بالذكر فان المكتب الولائي للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان لولاية الشلف يؤكد بان هذا العدد 800 حالة لا يمثل الحجم الحقيقي لمرضى السرطان في ولاية الشلف ،و ذلك لعدم وجود سجل موحد للإحصاء مختلف وباء السرطان ، و كذلك لعدم قدرتهم على الوصول الى مراكز التشخيص والعلاج، ربما لجهلهم بالمرض الذي قد يكون ابرز عوامل الوفاة وأخطرها,ويتضح ذلك من ان (80%) يرتادون مراكز العلاج في مراحل متأخرة ، يتراوح العدد الحقيقي بين 2000 و 2500 إصابة بالسرطان على مستوى ولاية الشلف ، في حين تستمر الحكومة الجزائرية في انتهاج سياسات الترقيعية لمعالجة معاناة مرضى السرطان وذلك في غياب أي تكفل بهذه الفئة التي يكابد أفرادها الويلات يوميا من أجل الإستفادة من العلاج الضروري وتمديد عمر الأمل في نفوسهم المحطمة التي لم يرحمها الأصحاء .
و يرى المكتب الولائي للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الانسان لولاية الشلف من أهم العوامل و الأسباب التي تؤدي الى اصابة بالسرطان في ولاية الشلف
• القلق المزمن ( صدمة الزلزال 1980 ، المأساة الوطنية سنين الجمر 1990 (
• وجود مادة الأميونت في البناء الجاهز الشلف
• النفايات الطبية والنفايات الصناعية
• التلوث
• الاستخدام العشوائي و المفرط للمواد الكيماوية (المبيدات ) في الفلاحة
• التدخين
• تغيير النمط الغذائي الذي طرأ على المجتمع
• تعاطي الأطعمة المحتوية على المواد الحافظة الكيميائية.
• الاصباغ الغذائية الاصطناعية
• التعرض لبعض الفيروسات أو البكتيريا.
• التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة
• الاشعاع المؤين
• وراثي
الجدير بالذكر تسجيل مشروع إنجاز مركز لمكافحة السرطان بالشلف في عام 2006 من قبل وزارة الصحة والمالية ،و تخصيص غلاف مالي يصل إلى 140 مليار سنتيم في إطار برنامج النمو الاقتصادية .و لكن تم استغناء على هذا المشروع و استبداله بمشروع مستشفى 240 سرير ، بدل من مشروع مركز لمكافحة السرطان، و بعد عامين من ذلك تم تسجيل مشروع .
و في هذا السياق فان المكتب الولائي للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان لولاية الشلف يبدي عدم ارتياحه حيال وتيرة الإنجاز التي انطلقت منتصف سنة 2012 وأنها تأخرت بشكل غير مبرر في حين المرضى السرطان يعانون في صمت أمام تدني نوعية العلاج و البيروقراطية ، الأمر مستعجل ، فلا يزال العديد من المرضى يموتون قبل الحصول على حصص العلاج حيث بعض المرضى مضطرون للانتظار حتى العام 2016 من أجل موعد للعلاج بالأشعة .
و عبر عديد من أقارب مرضى السرطان بولاية الشلف، عن جملة من العقبات التي حالت دون تمكين مرضاهم من العلاج بالأشعة، في ظل المعاناة التي يتكبدونها خلال تنقلهم إلى المؤسسات الإستشفائية بالولايات المجاورة، مضيفين بأن أطباء ولاية الشلف يقومون بتوجيه مرضاهم للمؤسسات الاستشفائية المتخصصة بالبليدة لمواصلة العلاج بالأشعة لعدم توفر هذا النوع من العلاج بمستشفى 240 سرير، لكن المرضى الموجهين الى ولاية البليدة اصطدموا بغلق العيادة ورفض طاقمها اخضاعهم للعلاج، الامر الذي حتم عليهم العودة وإعادة توجيههم الى مصلحة العلاج بالأشعة لأداء السرطان بمستشفى الامير عبد القادر بمسرغين بعاصمة الغرب الجزائري التي رفضت بدورها استقبالهم حسب أقارب مرضى وطلبت منهم استحضار وثيقة تعطل مصلحة ولاية البليدة لتمكينهم من مواصلة علاجهم بالأشعة، لكن ذلك حسبهم ضربا من الخيال لان تلك الوثيقة بمثابة توقيع شهادة وفاة العيادة والتصريح بعدم عملهم، فخيبت امالهم وذلك رغم وجود مصلحتين بمدينة وهران على غرار العاصمة التي واستقبلت عيادتها الوحيدة ملفاتهم لكنها برمجت ادوارهم مطلع سنة 2016، الامر الذي استدعي دخولهم في رحلة بحث عن العلاج بمستشفيات الشرق الجزائري بكل من باتنة سطيف وقسنطينة ومنهم من فضل العودة إلى الديار وزاد من آلام وصرخات المرضى وإنتظار أجله.
و يشير المكتب الولائي للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان لولاية الشلف بان بعض المرضى يضطر إلى التوجه نحو القطاع الخاص للعلاج بالأشعة، غير أن الاستفادة من هذا العلاج عند الخواص لا يحلم بالاستفادة منها حتى أصحاب العائلات الميسورة الحال، حيث تقدر تكلفة جلسة واحدة للعلاج الكمياوي اكثر من 13000 دج، وهذا المبلغ لا يشمل المبيت والأكل والشرب ، ويصل سعر بعض الحقن 30 مليون سنتيم في حين يسدد الضمان الاجتماعي فقط 400 DA
ان اغلب الاطباء العاملين في مستشفيات الشلف لم يتدربوا على الكشف المبكر للسرطان . ولهذا يدعوا المكتب الولائي للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان لولاية الشلف الى ضرورة الاهتمام بتدريب الكوادر الطبية
وبهذه المناسبة، فان السيد هواري قدور رئيس المكتب الولائي للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الانسان لولاية الشلف يدعوا جميع الفاعلين المعنيين في قطاع الصحة الى التحرك الفوري و العاجل لدعم حقوق المرضى للعلاج و أهميتهم في الحياة، و الى ضرورة الاهتمام بتدريب الكوادر الطبية وكذلك وتفادي نقص الأدوية ، و ارتفاع التكاليف التحاليل المخبرية، و الأعباء المالية المتعلقة بتنقل الى مناطق بعيدة على سكناهم و صعوبة الحصول على مواعيد للعلاج بالأشعة و هي المشاكل التي يواجهها المرضى يوميا.
ان المكتب الولائي للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الانسان لولاية الشلف يرى المظهر الأكثر خطورة هو ذلك التقصير أو شبه انعدام تقديم رعاية صحية للمرضى المصابين بالسرطان، ففي الوقت الذي تعرف فيه بعض الأنواع السرطانية في العالم تراجعا بفضل تقنيات التشخيص المبكر للمرض، يجد مرضانا أنفسهم أمام غياب مراكز لمكافحة السرطان و الندرة المستمرة لمواد المعالجة الكيماوية. وضعية لا تتيح أي فرصة للشفا و خاصة عندما بعض المستشفيات و المراكز في بعض الولايات ترفض التكفل بعلاج المرضى السرطان من منطقة ولاية الشلف
كما يؤكد المكتب الولائي للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الانسان لولاية الشلف بان العامل النفسي مهم جدا في علاج اي مرض مهما كانت بساطته ومريض السرطان بحاجة الى الحالة النفسية، مما يدعوا المكتب الولائي الشلف الأطباء و الشبه الطبي ان يعاملوا المرضى بشيء من الرحمة وان ينزلوا الى مستوى المواطنيين المصابين بالمرض خاصة ابناء الطبقة الفقيرة . فالمناعة كجيش ان كسرت معنوياته هزم مهما كانت عدته وعدده واتمنى ان يفهم الجميع حقيقة العمل النفسي
ان المكتب الولائي للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان لولاية الشلف يضع بعض الاقتراحات و التوصيات من اجل تكفل بهذه الشريحة :
1. تنفيذ إستراتيجية واضحة المعالم لمكافحة وباء السرطان
2. تفعيل التشخيص المبكر، وهذا يوفر فرصا لشفاء المرضى
3. تحسين الرعاية الصحية لمرضى السرطان
4. تدريب و تأهيل الأطباء العامين من اجل التشخيص المبكر للسرطان
5. إنشاء سجل خاص بمرضى السرطان من أجل تحديد جميع حالات السرطان
6. ومن الضروري إيجاد أسباب الحقيقية لهذا المرض من خلال إطلاق دراسة وبائية وتحليلية لهذه الآفة
7. حملة تحسيسية إعلامية حول داء السرطان
8. الشروع في سلسلة من الإجراءات للوقاية ورعاية المرضى من خلال حملة توعية للمواطنين .
9. تعزيز و التنسيق بين جميع الجهات المعنية بما في ذلك الحركة الجمعوية
10. دعوة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي إلى تكفل بالمرضى السرطان و خاصة من ناحية تكاليف العلاج ، و أعباء التحاليل المخبرية ، النقل حيث القيمة التي تسدد من طرف الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي لا تساوي المبلغ الحقيقي .
تاريخ الإضافة : 02/02/2015
مضاف من طرف : chelifien
صاحب المقال : هواري قدور
المصدر : La LADDH CHLEF