مدينة تنس: جوهرة تاريخية على الساحل الجزائري

مدينة تنس، الواقعة على الساحل الشمالي للجزائر، تُعد من أقدم المدن المأهولة في المنطقة، حيث يعود تاريخ تأسيسها إلى أكثر من تسعة آلاف عام قبل الميلاد. أسسها الفينيقيون كميناء آمن، ما جعلها مركزًا تجاريًا هامًا وسببًا في ازدهارها عبر العصور.

أصل التسمية
اسم "تنس" يُعتقد أنه مشتق من الكلمة الأمازيغية التي تعني "المفتاح"، في إشارة إلى دورها كمفتاح للتجارة والملاحة في البحر الأبيض المتوسط. من جهة أخرى، يشير بعض المؤرخين إلى أن الاسم قد يكون مشتقًا من الاسم الفينيقي "كارتينا"، بمعنى "المدينة المفتاح"، أو مرتبطًا بقائد روماني يُدعى "تيناس" الذي يُقال إنه حررها من الاحتلال الوندالي.

مراحل تاريخية بارزة
الفترة الفينيقية: تأسست المدينة كمركز تجاري واستراتيجي.
العصر الروماني: أصبحت تُعرف باسم "كارتينا كولونيا"، واشتهرت بازدهارها الاقتصادي.
الفتح العربي: شهدت طفرة ثقافية ومعمارية بفضل إدخال الطابع الإسلامي.
الاحتلال الإسباني: خضعت لاحتلال قصير خلال القرن السادس عشر قبل تحريرها على يد العثمانيين.
الاحتلال الفرنسي: احتُلَّت عام 1843، وتم إعادة إعمار أجزاء كبيرة منها.
المعالم الأثرية
منارة سيدي مروان:
بُنيت عام 1861، وهي واحدة من أقدم المنارات في الجزائر.
قصبة تنس العتيقة:
تحتضن بقايا معمارية من العصور الإسلامية والرومانية.
جامع سيدي معيزة:
يُعد من أقدم المساجد، ويعكس التراث الإسلامي للمدينة.
الطبيعة والجغرافيا
تقع مدينة تنس بين شرشال ومستغانم، وتتميز بجمال طبيعي فريد يمزج بين زرقة البحر وخضرة الجبال المحيطة بها. تُعتبر شواطئها ومحيطها الطبيعي وجهة سياحية جذابة لعشاق البحر والطبيعة.

رمز للتراث الجزائري
تظل تنس شاهدة على تعاقب الحضارات عبر العصور، مما يجعلها رمزًا للتراث الثقافي والتاريخي للجزائر. بجمالها الطبيعي وتاريخها العريق، تجمع المدينة بين الأصالة والتجدد، مما يرسخ مكانتها كوجهة فريدة على الخريطة السياحية والثقافية.