الشلف - ACTUALITES

  رمضان بالشلف : "المطبخ المتنقل".. جسر للتضامن و دعم العائلات المعوزة  


   رمضان بالشلف :
وتنطلق هذه التجربة التضامنية من مبدأ تعميم الفعل الخيري عبر جميع مناطق الولاية و من باب التنافس النزيه بين جمعيات المجتمع المدني على العمل التطوعي الذي يشهد خلال شهر رمضان تزايدا في النشاط, و تهدف لمد جسور التضامن ودعم الأسر المعوزة و تكريس روح التكافل الإجتماعي. وجاءت فكرة "المطبخ المتنقل" إنطلاقا من تزايد عدد مطاعم الرحمة بعاصمة ولاية الشلف وبقية البلديات, وتعذر تنقل بعض العائلات المحتاجة للاستفادة من الوجبات المحمولة, حيث برزت الحاجة لمثل هذه التجربة الإجتماعية ذات البعدين الديني والتضامني, حسبما ذكره رئيس جمعية صناع الأمل, محمد مهني.  فبعد ضبط قائمة العائلات المعوزة بالمناطق النائية وجدولتها أيام الأربعاء و الخميس و الجمعة و السبت, يشرع أعضاء الفريق المتطوع في جمع مستلزمات ومواد تحضير وجبة الفطور من خضروات و مواد غذائية أو مواقد و قارورات غاز البوتان, التي يتم تحميلها على سيارة نقل خاصة تعود لأحد المواطنين ا لمتطوعين بهذه العملية. وتنطلق رحلة أعضاء "المطبخ المتنقل" نحو إحدى المناطق النائية ببلديات الزبوجة, بريرة و بني حواء, على سبيل المثال, وسط أجواء مليئة بروح التكافل الإجتماعي ومتشبعة بقيم العمل التطوعي, يقابلها الكرم و الجود بما هو موجود من طرف أفراد العائلة المبرمج زيارتها, في مشهد يترجم معاني و مقاصد شهر رمضان المبارك. وبعد انتهاء فصل الترحيب و التعارف, يشرع الهواري (الطباخ) بمعية الأفراد المتطوعين في تحضير أطباق "الحريرة", " طاجين الزيتون", "المثوم" و بعض المقبلات بالإضافة إلى طبق "الكسكسي" لوجبة السحور, فيما يقوم آخرون بوضع  مائدة الإفطار التي تجمع في الأخير أفراد العائلة المعوزة و الفريق المتطوع, مع إمكانية استضافة جيران هذه العائلة. وأكد أفراد طاقم "المطبخ المتنقل" أن هذه التجربة التضامنية و الإجتماعية تعد "فريدة من نوعها مقارنة بالمبادرات الخيرية التي اشتركوا فيها سابقا". فهي تأتي تزامنا مع مناسبة دينية واجتماعية لها من الرمزية و الدلالة و المكانة الخاصة. كما أنها (التجربة التضامنية) تمس فئة بسيطة من المجتمع, لا تنفك هي الأخرى تعطيهم دروسا وعبر حول قيم الرضا والقناعة و تعظيم شعيرة الصيام بعيدا عن أي تكليف أو تقصير. كما أشاد أفراد إحدى العائلات بمنطقة الزبوجة بهذه المبادرة التضامنية التي سمحت لهم بملامسة أبعاد العمل التطوعي و روح التكافل الإجتماعي, حتى أنهم كانوا هم الضيوف و الضيوف أهل الدار, وهي -حسبهم- من الصور التضامنية الأصيلة في المجتمع الجزائري. وأشار السيد مهني أن المقصود من هذه المبادرة ليس فقط مشاركة الإفطار مع هذه العائلة المعوزة وتعزيز أواصر التضامن بين مختلف فئات المجتمع فحسب, بل أيضا ترسيخ ممارسات جديدة في العمل التطوعي و الفعل الخيري, على أمل إنخراط بقية الجمعيات في مساعي مماثلة لفائدة جميع الفئات بمختلف مناطق الولاية. وفي هذا السياق, كشف ذات المتحدث عن برمجة مبادرة "المطبخ المتنقل" لتحط الرحال كل يوم إثنين بمركز المسنين ببلدية وادي الفضة, في إطار التكفل الأمثل بهذه الفئة ومشاركتها أجواء شهر رمضان الفضيل, بينما تم تخصيص يومي الثلاثاء والأحد لتحضير وجبات الإفطار لفائدة عابري السبيل ومستعملي الطريق السيار شرق-غرب. للإشارة, تنظم مبادرة "المطبخ المتنقل" بالشلف للسنة الثانية على التوالي, حيث انطلقت خلال السنة الفارطة بمعدل عائلة في الأسبوع كتجربة أولى, ليتوسع نشاطها خلال السنة الجارية من خلال استهداف أربع عائلات أسبوعيا, مع تسجيل انخراط واسع للشباب في هذه العملية, حسب المنظمين.      
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)