البكري ﺃﻭل من ذكر مستغانم ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﺍﻟﻬﺠﺭﻱ (11م) ﻓﻴﻘﻭل : "...ﻭﻤﻥ ﻗﻠﻌﺔ ﺩﻟﻭل ﻫﺫﻩ ﻭ مدينة مستغانم مسيرة يومين ، ﻭ ﻫﻲ ﻋﻠﻰ مقربة من ﺍﻟﺒﺤﺭ ﻭﻫﻲ مدينة مسورة ﺫﺍﺕ ﻋﻴﻭﻥ ﻭ بساتين وطواحين ماء ، ويبذر ﺃﻫﻠﻬﺎ القطن ﻓﻴﺠﻭﺩ، ﻭﻫﻲ بقرب مصب نهر شلف.." وصف ﺍﻟﺒﻜﺭﻱ المدينة أنها كانت تستوفي كل ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ، ﺍﻟﺘﻲ تساعد ﻋﻠﻰ الإستقرار ﻭﺍﻟﺒﻨﺎﺀ، ﻤﻥ سور حصين ﻭﻤﺎﺀ ﺠﺎﺭﻱ ﻟﻘﺭﺒﻬﺎ ﻤﻥ ﻨﻬﺭ ﺸﻠﻑ ﻭ ﻋﻴﻭﻥ كثيرة ، ﻭﺃﺭﺍﻀﻲ ﺨﺼﺒﺔ، ﻭﻤﻨﺎﺥ ﻁﻴﺏ ﻤﻌﺘﺩل ﻟﻘﺭﺒﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭ، ﻜﻤﺎ ﻴﺸﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻨﺘﺸﺎﺭ ﺯﺭﺍﻋﺔ ﺍﻟﻘﻁﻥ التي ﻜﺎﻨـﺕ ﻤﺯﺩﻫﺭﺓ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨـﺕ ﺘﻌﺭﻑ ﺒﻬﺎ المدينة ﻗﺒل ﺍﻟﻔﺘﺢ ﺍﻟﻤﺭﺍﺒﻁﻲ . ﻭﺼﻑ ﺍﻟﺒﻜﺭﻱ ﻓﻲ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﻤﺯﻏﺭﺍﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺘﺒﻌﺩ ﻋﻥ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﻤﺴﺘﻐﺎﻨﻡ ﺴﻭﻯ ﺒﺜﻼﺜﺔ ﺃﻤﻴﺎل ﺒﻘﻭﻟﻪ "...وبغربي ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﻨﺤﻭ ﺜﻼﺜﺔ ﺃﻤﻴﺎل ﻤﻨﻬﺎ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﻤﺯﻏﺭﺍﻥ ﻭﻫﻲ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﻤﺴﻭﺭﺓ ﺒﻬﺎ ﻤﺴﺠﺩ ﺠﺎﻤﻊ ... ".
ﺘﻁﻭﺭﺕ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺒﻌﺩ ﻗﺭﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺯﻤﻥ ﺘﻁﻭﺭﺍ ﻤﻠﺤﻭﻅﺎ، ﻭﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻭﺼﻑ ﺍﻹﺩﺭﻴﺴﻲ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﺍﻟﻬﺠﺭﻱ (12م) "... ﺤﻴﺙ ﻴﻘﻭل ، ﻭﻫﻲ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺼﻐﻴﺭﺓ ﺒﻬﺎ ﺃﺴﻭﺍﻕ ﻭﺤﻤﺎﻤﺎﺕ ﻭﺠﻨﺎﺕ ﻭﻤﻴﺎﻩ ﻜﺜﻴﺭﺓ ﻭﺴﻭﺭ ﻋﻠﻰ ﺠﺒل مطل ﺇﻟﻰ ﻨﺎﺤﻴﺔ ﺍﻟﻐﺭﺏ...". ﻭﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﺒﻤﺎ ﺫﻜﺭﻩ ﺍﻟﺒﻜﺭﻱ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟقرن ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﺍﻟﻬﺠﺭﻱ (11م) ﻓﺈﻥ ﺍﻹﺩﺭﻴﺴﻲ ﻴﻀﻴﻑ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﺍﻷﺴﻭﺍﻕ ﻭﺍﻟﺤﻤﺎﻤﺎﺕ، ﻤﻤﺎ ﻴﺩل ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻗﺩ ﻋﺭﻓﺕ ﺇﻨﺘﻌﺎﺵ ﺇﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺤﺭﻜﺔ ﺘﺠﺎﺭﻴﺔ، ﻭﻜﺜﺭﺓ ﺍﻟﺒﺴﺎﺘﻴﻥ ﻭﺍﻟﺠﻨﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭﺓ ﺘﻭﺤﻲ ﺒﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﻓﺎﻫﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻴﺵ ﺍﻟﺭﻏﻴﺩ ﻟﺴﻜﺎﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ، ﻭﺃﻤﺎ ﺫﻜﺭﻩ : "..سور على جبل مطل من ناحية الغرب..." ، ﻓﻠﻌﻠﻪ ﻴﻘﺼﺩ ﺍﻟﺴﻭﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻭﺠﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﻀﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﻠﻭ ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﺭﺒﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺤﺎﻟﻴﺎ ﺤﻲ ﺍﻟﻤﻁﻤﻭﺭ، ﻭﺍﻟﺴﻭﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﺘﻭﺠﺩ ﺃﺠﺯﺍﺀ ﻤﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻬﻀﺒﺔ، ﻭﻟﻜﻥ ﻻ ﻨﺩﺭﻱ ﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﻫﻭ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﺴﻭﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻘﺎﻀﻪ ﺍﻟﺴﻭﺭ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ .
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 30/08/2020
مضاف من طرف : yasmine27