الجزائر

ڤصّاب بڤار حدة شعبان ولد جبل لعقاب لـ"الفجر الثقافي" كانت بڤار "تزرع" وكنت أنا "الخماس"



ڤصّاب بڤار حدة شعبان ولد جبل لعقاب لـ
يعد من أهم الڤصابين الذين لا يزالون يقدمون للأغنية البدوية سحرها الخاص، رافق بڤار حدة في مسارها الفذ، تألق في النوع الركروكي، فلم يلحق بخبرته أحد، طوال 45 سنة من الحديث إلى الڤصبة الشاوية.ماذا يعني الڤصاب لمؤدي الأغنية البدوية؟لا يمكن للغناء البدوي أن يكون من دون الڤصاب، مثلا عندنا في النوع الركروكي نقول أن المطرب يقدم الزريعة وهي المقطع الغنائي وعلى الڤصاب أن يخمس لتلك الزريعة، فبڤار حدة مثلا كانت تقوم بإلقاء الزريعة وعليّ أنا أن أجمع ذلك وأخمس لها حتى يكون هناك توازن في الإيقاع، والإيقاع الركروكي هو من أصعب الطبوع غير أن بڤار حدة كانت متألقة فيه، وربما تجاوزت من خلاله الطابع الركروكي نفسه وصار لها طابع خاص يمكن أن نسميه بالطابع السوق هراسي.يبدو أنك وفي جدا لبڤار حدة، ماذا كنت تمثل لها إذن؟أنا ڤصاب منذ أربعين سنة، وبڤار حدة أيقونة لا يمكن أن تتكرر على الإطلاق، وكيف لي أن أكون أمامها، لكنني كنت مستمعا برفقتها، وبفضلها تعلمت وصارت عندي هذه الخبرة، بڤار حدة قدمت التراث، وحافظت على خصوصية المنطقة، وهذا أهم شيء يمكن أن يقدمه الإنسان لوطنه، لكن أنا حزين لضياع هذا النوع ولنقل لانقراضه، من الذي يهتم الآن لهذا النوع وسط موجة الراي، وهنا لا أقصد الراي الذي نعرفه والذي خرج من غطاء البدوي، وإنما هذا الراي الذي لا معنى له ولا أساس.لنعد إلى الڤصبة.. هل لا تزال صديقتك.. وما هي علاقتك معها؟الڤصبة هي أقرب الناس إلى نفسي، أشعر بها في فمي وتحت أنفاسي الأكثـر قدرة على استيعاب مشاكلي وهمومي، وأنا لن أتخلى عنها مهما كانت الظروف.. نحن في الشرق إتقان الڤصبة هو إتقان الغناء، ولكنني أجد ذاتي أكثـر في العزف.. رغم أن الحال لا يطمئن والوضع سيئ بالفعل.. أنا بالفعل حزين جدا على حال الڤصبة وهي صامتة لا يشعر بها أحد.ما الذي جعلنا نصل إلى هذا الحال؟كل الذي يتخلى عن تراثه وعن أصالته لا خير فيه، لذا نطلب من المهتمين أن ينتبهوا للأغنية البدوية وأن يحاولوا نفض الغبار عنها، لأنها كانت جامعة الشعب والتاريخ.. وقدمت الكثير أثناء الثورة التحريرية المجيدة، وعليه أطلب من الشباب أن يعتزوا بها أولا وأن يحبوها.ماذا يمكنك أن تقدم من أجل بقاء الڤصبة والأغنية البدوية في الجزائر؟لا أعرف.. أنا مستعد لكل شيء، أنا من جهتي لن أتوقف عن العزف حتى الوفاة، ولكن أخاف على هذا الجيل أن ينسى ذلك بعدي، أنا مستعد لتكوين شباب في هذا المجال، فقط على القائمين على هذا الأمر أن يهتموا لهذا.. أنا هنا ولقد نذرت حياتي لهذا الفن.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)