"الڤرنطيطة" أكلة شعبية لا تزال تحتل الصدارة رغم غزو العديد من الأكلات اللبنانية والسورية على محلات الأكل الجزائرية على غرار الشوراما، إلا أن نجومية صانعيها الماهرين خصوصا بالأحياء الشعبية، تربّعت على قلوب عشاق الڤرنطيطة، والحال نفسه مع "عمي محمد بدار البيضاء الذي ما زال رغم وفاته يتذكره الناس.لطيفة مروانقد يكون إجحافا ونكرانا للجميل في حق عمي محمد إذا أنكر أي مواطن قاطن ببلدية دار البيضاء بالعاصمة بالبليدة ذوق وطعم ڤرنطيطة عمي محمد رحمه الله، التي كانت وما زالت مقصدا للغني والفقير، فبعد وفاته تولى كمال وفؤاد خلافة أبيهما المرحوم، وورثوا عنه مهنته ومحل الڤرنطيطة التي يتردد عليها المواطنين حتى من خارج الولاية."الحياة العربية" زارت هذا المحل وأبت إلا أن تعرف سر شهرة صاحبها المعروف بامتهانها منذ زمان فلم يكن سهلا أن يسلك المرحوم عمي محمد هذه المهنة التي اتخذها كعمل يقتات منه في عز شبابه مثلما صرح به أولاده كمال، فؤادفي خضم الحديث إلى أولاد عمي محمد حول سر هذه الشهرة التي فاقت حدود الولاية، أكدوا لنا أن أباهم لم يجد البساط مفروشا على الأرض ليصل إلى ما وصل إليه الآن محل الڤرنطيطة من إقبال منقطع النظير، لأنه قد كابد الشقاء والعناء للوصول إلى هذه الشهرة، حيث كان في سنة 1972 يشتري 10 كغ من الحمص من بوفاريك ويذهب ماشيا إلى بلدية حمر العين بتيبازة ليطحنه، حيث كان آنذاك يسكن ببلدية بن خليل التي تبعد عدة كيلومترات عنها، وكان يبيع الڤرنطيطة في الهواء الطلق، حيث أنه لم يكن يملك حتى محلا يبيع فيه، إلا أنه استطاع بعد جهد جهيد أن يشتري هذا المحل الذي هم يشتغلون فيه اليوم بالدار البيضاء بالعاصمة .خلال زيارتنا شد انتباهنا أمر مهم، فالمحل مقصد للغني والفقير مثل ما يؤكد عمي علي وهو من نفس جيل عمي محمد، والذي يعتبر من الزبائن الأوفياء، حيث تحدث وقال "أنا أقصد هذا المحل منذ أن كان عمري 18 سنة أي قبل حتى زواج المرحوم، وكنت ولازلت أداوم عليه"، أما عن الأسباب التي دعته لاختيار الڤرنطيطة كأكلته المفضلة يقول محدثنا "إن سعرها منخفض إضافة إلى إنني اعتدت على زيارة هذا المحل".ونحن بداخل المحل لاحظنا امرأة مختلة عقليا تسمى خيرة ترددت على المحل وقدم لها البائعون ما تريد من دون أن تدفع فلسا واحدا، سألنا محمد أمين صاحب المحل عن فحوى هذه المعاملة الحسنة فأكد لنا "المحل لا زال وسيبقى مقصدا للزوالية والأغنياء فالكل مرحب به عندنا، والذي يملك النقود أو الذي لا يملكها الكل سواء".أما هشام والذي يعمل في هذا المحل منذ حوالي عام، أكد قائلا "بدون مجاملة لابن عمي، اعتبر هذا المحل هو قبلة للأغنياء و الفقراء، وهم يعاملون الجميع على حد سواء"، وعن سبب تداول الناس لهذه الأكلة بالذات يؤكد محدثنا ويقول "اعتقد أن طيب المعاملة بين البائع والمشتري تأتي في المقام الأول ضف إليها سعرها غير المكلف".
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 15/02/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الحياة العربية
المصدر : www.elhayatalarabiya.com