الجزائر

يومان مشهودان في حياة عاصمة الزيانيين ساعتان في تمنراست مقابل 48 ساعة في تلمسان



 لم يتوقف حفل الافتتاح الرسمي لتظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية'' بفعل مقاطعة الوفد الرسمي المغربي للحفل بسبب تواجد وفد الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية. واستمر النشاط الليلي في هضبة ''لالا ستي'' وتابع كل الضيوف الأجانب الحفل الذي مجد فيه كاتب الملحمة ضيف تلمسان عبد العزيز بوتفليقة في مقطع طويل.
وعلى خلاف زيارته إلى ولاية تمنراست التي استغرقت ساعتين، فإن بوتفليقة أتم يومين كاملين في ولاية تلمسان، وقرأ خطابا على المدعوين لحفل افتتاح التظاهرة، وتنقل بين المنشآت المنجزة والورشات المفتوحة، كما كان يفعل في السابق. وزار مقام سيدي بومدين، وتنقل لتدشين الطريق السيار شرق غرب. وإذا كان كل الذين تابعوا هذه الزيارة الرئاسية، قد اجتهدوا لمشاهدة الرئيس وسط حرسه، واستخلاص انطباعهم الخاص، بخصوص ما يتردد حول حالته الصحية، فإن بوتفليقة بدا في قمة السعادة، عندما وقف على قصر الثقافة لمدينة تلمسان، الذي يعتبر تحفة معمارية فريدة من نوعها، رغم ما يمكن أن يقال على الميزانية التي استهلكها. أو قصر العدالة الذي لم تكتمل أشغاله، بسبب توقفها إثر فرار المقاول ''المحتال'' الذي أسند له المشروع. أو القطب الجامعي الضخم والفريد في عمارته.
ويكون عبد العزيز بوتفليقة قد غادر تلمسان وهو في قمة السعادة، لأن المدينة اكتسبت ''معالم'' أنجزت في عهده. رغم ''الإزعاج'' الذي سببه لسكان المدينة، في اليومين اللذين قضاهما فيها، بسبب إغلاق العديد من الطرقات ليمر موكبه، أو بفعل ''الهرج'' الذي سببته الفرق الفلكلورية التي استقدمت من كل حدب وصوب لترحب بالضيف والبارود الذي دوى في سمائها. والمزية الوحيدة التي أحس بها التلمسانيون في اليومين الماضيين، هي اختفاء ''ظهور الحمير'' (أي الممهلات)، التي ستعود بلا شك إلى الشوارع في الأيام القادمة. ويتساءل التلمسانيون أيضا، هل تستطيع مصالح البلدية أن تحافظ على العشب والأشجار والأزهار التي استقدمت من بعيد لتزين ساحات المدينة ومفترقات طرقها بهذه المناسبة، مثلما يحدث في كل المدن التي يحل بها الرئيس منذ .1999 ولا شك أن كثيرا من المال أنفق على العشب والأشجار والورود التي جفت. ويقول التلمسانيون أيضا أن المشاريع التي استفادت منها الولاية تعتبر مكاسب، لكن المحظوظين الذين أنجزوها استفادوا هم أيضا وصاروا ''ميليارديرات في رمشة عين''، ومنهم من تتابعه العدالة لأنه ظهر أنه محتال.
ولم يسمع التلمسانيون هذه المرة صوت رئيس الجمهورية وهو يصرخ في وجه المسؤولين، ولم يقدم ملاحظات بصوت عال حول الإسمنت والآجر أو لون طلاء العمارات، وغيرها مما تعوده منه الجزائريون في مثل هذه الخرجات. وهو ما ''أسعد'' من دون شك والي تلمسان عبد الوهاب نوري الذي مرت عليه الزيارة الرئاسية بردا وسالما.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)