الموضوع الذي تتطرق إليه هنا غني ومعقد، ويعود بنا إلى قرون عديدة من تاريخ الجزائر. اليهود الجزائريون، أو يهود الجزائر كما يفضل البعض تسميتهم، عاشوا في الجزائر منذ عصور قديمة، وربما منذ أكثر من 2000 سنة، إذ قدم بعضهم مع الفينيقيين وآخرون كلاجئين من الأندلس، وكذلك من بلدان أخرى مثل فرنسا وإيطاليا واليونان.
هذه الجالية اليهودية تبنت كثيرًا من عادات الجزائريين، سواء في اللغة أو اللباس وحتى الألقاب، فاليهودي في تلمسان يتحدث بلهجة تلمسانية، واليهودي في وهران يتحدث بلهجة وهرانية. وقد تبنوا أيضًا الأطعمة والأزياء الجزائرية، فتجدهم يرتدون الملابس التقليدية الجزائرية حسب المنطقة التي يعيشون فيها. كما أنهم كانوا يعيشون حياة تشبه حياة الجزائريين المسلمين، ويشاركونهم الكثير من القيم والعادات.
لكن رغم هذا الاندماج الثقافي والاجتماعي، جاء مرسوم "كريميو" عام 1870 ليغيّر مسار التاريخ بالنسبة لليهود في الجزائر. فقد منحت فرنسا، التي كانت تحتل الجزائر في ذلك الوقت، الجنسية الفرنسية لليهود الجزائريين، مما جعلهم يتمتعون بامتيازات لم تكن ممنوحة للمسلمين الجزائريين، الذين بقوا محرومين من حقوقهم الأساسية. هذا التمييز أوجد فجوة بين المجتمعين وأثر على العلاقات بينهما.
تاريخ الجزائر لا يعرف الطابوهات، ولذلك يعتبر البحث في هذا الجانب من تاريخنا أمرًا ضروريًا لفهم أعمق لجزائر اليوم.
:
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 10/11/2024
مضاف من طرف : judaica