يهرّب من المغرب ويباع دون ضوابط بسبب ندرته لقاح ''انتي.دي'' يهدّد الحوامل

فرضت ندرة العديد من الأدوية واللقاحات الحساسة سوقا موازية، في مجموع  ولايات غرب البلاد، التي صار فيها المواطنون يلجأون إلى المهربين الذين يستقدمونها لهم من المغرب بأسعار خيالية.
 لكن الخطير في الأمر هو أنها أدوية ولقاحات من المفروض أن تخضع لشروط حفظ ونقل صارمة، خاصة التبريد، ويتم حقن المحتاجين إلى اللقاحات وتقديم الأدوية للمرضى دون مراعاة هذه الشروط ولا التأكد حتى من صلاحيتها.
ويعيش أولياء النساء الحوامل، هذه الأيام في مجموع ولايات غرب البلاد، حالات استنفار عند اقتراب وضع بناتهم ونسائهم. وهذا بسبب الانعدام الكلي للقاح آنتي دي الذي تحقن به الحوامل اللائي يضعن مواليدهن لأول مرة للحفاظ على سلامة الحمل القادم. ففي ولاية وهران لا يوجد هذا اللقاح في كل المستشفيات والمؤسسات المتخصصة في الولادة وأمراض النساء، حيث يضطر القائمون على هذه المؤسسات الصحية إلى طلبه من زملائهم في الولايات المجاورة أو ولايات وسط وشرق البلاد، أو يطلبون من أهالي الحوامل أن يحضروه من فرنسا أو إسبانيا.
وبالموازاة مع هذه الندرة، نشأت سوق موازية في ولايات غرب البلاد تتكفل بتوفير هذا اللقاح للذين يحتاجونه بأسعار تتراوح بين 10 و15 ألف دينار للحقنة، حيث يقوم النشطون في مجال التهريب بشرائه من صيدليات المدن الحدودية شرق المملكة المغربية ويستقدمونه إلى مغنية ليستلمه طالبوه، الذين يتنقلون إلى أقصى الحدود الغربية للبلاد من مختلف مدن الغرب الجزائري. ويقول الأطباء والصيادلة إن استعمال هذه اللقاحات المستقدمة من المغرب غير مضمون. حيث من المؤكد أنها لا تخضع لعملية الحفظ في درجة الحرارة اللازمة. كونها تنقل بطرق غير صحية مع ارتفاع درجات الحرارة هذه الأيام، ومن طرف أشخاص لا يعرفون ضرورات نقل المواد الطبية .
ويضيف الأخصائيون يمكن أن تتعرض حياة الحامل التي تحقن بهذه اللقاحات المهربة إلى أخطار جانبية، كما يمكن أن يكون اللقاح غير صالح للاستعمال .
وأكد مصدر من الصيدلية المركزية للمستشفيات انعدام هذه اللقاحات في مخازن المؤسسة. ولا أحد يعرف إن كانت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات على علم بهذه الندرة وما هي الاحتياطات التي اتخذتها لعلاج الظاهرة.