الجزائر

ينشدون قصائد شعر تروي جرائمهم في شريط فيديو مهربون يفتخرون بمعاركهم مع الجيش وقطاع الطرق



يروي مهربون في تسجيل فيديو نادر وقع في يد الدرك الوطني قبل عدة أشهر، تفاصيل رحلة  التهريب في شكل قصيدة شعر ملحون، تتداول أثناء جلسة سمر في الصحراء.  نجا المهربون بأعجوبة من الموت أثناء مطاردة الجمارك، بعد أن أنقذتهم سحابة غبار من كمين نصبته الجمارك لهم في الصحراء، لكن القصة لم تنته، حيث واجه المهربون دورية للجيش تمكنوا من الإفلات منها بعد اختفائهم في إحدى الشعاب.    تنطلق قافلة مهربين بسيارات ''تويوتا ستيشن'' مهربة من دبي أو الصين عبر الصحراء في رحلة مغامرة بالحياة، من أجل تهريب سجائر أو مخدرات. وتصف قصيدة لشاعر مهرب، تفاصيل هذه الرحلة المجنونة بين مدينة ورفلة وشمال مالي، التي تنتهي بالحصول على المال الوفير أو بالموت أو الوقوع في يد الجيش أو الاختطاف من قبل قطّاع طرق. ولأن مصير المهرب ونجاته ترتبط بسيارة الدفع الرباعي التي يقودها، فإنه يصف كل جزء فيها ويمدحها ثم يقول ''خطفتني باتجاه الغرب'' والغرب في مفهوم أهل الجنوب هو أرض السودان أو مالي و النيجر ، ليواصل ''عندما ننطلق نمر بالمكان المسمى ''المسيب''، جنوب ورفلة، حيث توجد سيارات كثيرة لمهربين، وقعت لها حوادث أثناء مطاردة الجيش والدرك، غير أن سيارتي تغيب عن البصر ولا يمكنك متابعتها، وإذا رفعت من سرعتها، فإن ذلك من أجل ''الموعد'' المتفق عليه للقاء مهربي السجائر أو المخدرات''.  ويضيف المهرب في القصيدة ''انطلقنا وكان الظلام دامسا، إنها مهنة صعبة، عجلات السيارة كادت تلتهم الصخور، حينها جاءني هاتف من شخص يدعى الطرمون، وقال لي يجب عليك أن تنطلق الليلة، دعيت الله وقلت له إن ''الحديد غدار''، وعند بداية الرحلة أغرينا عامل محطة البنزين بالمال حتى يملأ لنا خزانات السيارة وبرميلا احتياطيا، فوافق بعد أن منحنا له بعض النقود، رغم أن نفطال تمنع ملأ براميل الوقود في الجنوب إلا برخصة. مشينا في الصحراء إلى غاية مرورنا فوق أنبوب الغاز العابر لأوروبا عبر تونس، وهو من أخطر المواقع التي تنصب فيها الجمارك الكمائن لقوافل التهريب، لكنه ممر إجباري للوصول إلى الجنوب''.  أما المهرب حسن قلال المسجون في قضية تهريب 4 قناطير من الكيف، ضبطت بمنطقة عين صالح عام 2007، فيقول في تسجيل صوتي ثانٍ نادر: ''حنا لبطال قامرنا بأعمارنا، وقهرنا رجال الكلاش والبيا''، ويضيف حسن في سرد تفاصيل الرحلة من الحدود الجزائرية المغربية إلى جنوب مصر ، متحدثا عن صديقه المسجون في ليبيا قبل عدة سنوات ''مجيد غاب عنا ربي يطلق سراحو''. وتمر رحلة تهريب الكيف المغربي، كما تشير عبارات المهرب عبر صحراء قطرون في ليبيا ثم عصيرة، وهي منطقة بالصحراء الحدودية بين مصر وليبيا. ويستدرك في وصف المدعو ''ناجم''، وهو أحد كبار المهربين ''إذا تهت في الصحراء فاسأل ناجم الله''، ليواصل ''إذا التقينا بالجمارك أو ''الديوانة''، في القلب ما بقات حنانة وطلبت النجاة من مولانا أو انجدونا بسحابة غبار أعقبتها عاصفة رملية، وأدركنا بعد النجاة من الكمين، بأن الأمر يتعلق بمعلومة حصل عليها الجمارك من مهربين مناوئين.. هذا الناس جايا مرسولة والعلم ما يجي بسهولة''. وتصف أبيات أخرى معركة مع عصابة مسلحة قرب قرية بيدين، على الحدود بين مالي النيجر، يقودها شخص مالي يدعى غينا ''الراجل ما يغلبو الجريد والحديد في بيدين''.      


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)