الجزائر

ينبغي قتل ''كوك'' مرة أخرى.. وأخرى



تتساءلون بكل تأكيد من يكون كوك ؟ بكل بساطة، كوك ضابط بريطاني وقائد سفينة كانت تفتح مستعمرة جديدة للهنود البدائيين. عندما وصلت سفينته برا جديدا توقفت قريبا من الشاطئ.. أُنزل قارب ركبه القائد وعدد من جنوده، كوك ظل واقفا داخل القارب يدخن غليونه ويضع يديه داخل جيبي سترته. وصل كوك إلى الشاطئ، وغير بعيد كانت مجموعة من السكان البدائيين تقف مشدوهة. هذا الرجل الأبيض جدا والطويل جدا والذي يخرج من عباب البحر لم تر مثله من قبل. هؤلاء اعتبروا أن دخان الغليون الذي يخرج من فمه حريق داخل الرجل، ومع ذلك فهو لا يموت، وبشأن يديه الموجودتين داخل جيبيه، اعتبروا أن الرجل يدخل يديه داخل جسمه ولكنه لا يموت، الرجل صار في أعينهم إلها فعبدوه.
وباختصار شديد، كان الرجل المستعمر ظالما جدا تجاه هؤلاء البدائيين، استغلهم كثيرا وجوعهم كثيرا. وشيئا فشيئا سقط الإله فيه وصار مخلوقا عاديا لا بد من التخلص من ظلمه. وفي يوم من الأيام، هاجم هؤلاء القائد كوك فقتلوه.
هذه القصة العبرة، لا تختلف في معانيها عمن يشبهون كوك في الوطن العربي، ونراه في بعض الحكام المدعين الثورة مثل هذا القذافي، والذي نهره يوما الرئيس هواري بومدين بالقول: هناك من قام بانقلاب على شيخ هرم واعتبره ثورة فماذا يقول الجزائريون عن ثورتهم؟ .
الشعب الليبي بعد الشعبين التونسي والمصري قرر قتل كوك لأنه ظالم وفاسد ومفسد ولأنه فاشل.. فكم من كوك بقي في بلدان العرب ينبغي التخلص منهم؟ المشكلة الأكبر هي أن كوك قد لا يموت بالضرورة، بل قد يبعث من رماده كالعنقاء، فله أبناء ومريدين يخلدونه في بلداننا!!
لقد مسحت الشعوب العربية جزءا من هذه المهانة التي مرغت كرامتها في التراب لأكثـر من نصف قرن وجعلتها معرة شعوب العالم. ولكن.. المعركة مع كوك ومريديه ستكون طويلة وشاقة! mostafahemissi@hotmail.com


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)