الجزائر


يناير
ترمز الاحتفالات بيناير كرأس السنة الأمازيغية الجديدة التي أرخ لها منذ القدم الفلاحون الأمازيغ ويحتفل به وفق طقوس وتقاليد معينة الى مدى الصلة التي تربط الإنسان بأرضه.و يعد يناير الذي يحتفل به منذ الأسبوع الثاني لشهر يناير حسب المناطق (في 6 منه في منطقة بني ميزاب و 12 بمنطقة القبائل و غيرها) و الذي يعد بداية رأس السنة الأمازيغية التي تعتمد فيه على تغير الفصول و مختلف دورات الغطاء النباتي و موقع النجوم تظاهرة للاحتفال خصيصا بالأرض و قوة الطبيعة تيمنا بسنة فلاحية مثمرة.و أبرز العديد من المؤرخين المهتمين بالطقوس الملازمة بالاحتفال بيناير أن الطقوس المحيطة بهذا الاحتفال تتقاطع مع البعد الزراعي في ضوء "القدسية" التي تحظى بها الأرض لدى الإنسان. و تعكس هذه الاحتفالات الصلة التي تربط الإنسان بعمل الأرض.و أكدت شهادات استقتها وأج من المشاركين المنحدرين من مختلف ولايات الوطن غرداية و أم البواقي ورقلة و تمنراست و تيزي وزو و غيرها خلال الاحتفالات بيناير التي انطلقت السبت الفارط بتيزي وزو أن كل الطقوس الممارسة عبر مختلف ولايات الوطن تهدف أساسا إلى الاحتراس من تهديدات الطبيعة مثل الجفاف والأوبئة و المجاعة من خلال تقديم العروض إلى الأرض.و تقوم المرأة التي ترمز إلى الحياة بالتحضير للاحتفال بهذه المناسبة من خلال تنظيف المنزل و طلاء جدران البيوت التقليدية بمادة الجير تبركا بنور وبياض الجير لدى بعض المناطق.و يحتل طبق يناير مكانة خاصة في الاحتفالات بهذه المناسبة. ففي منطقة القبائل يحضر الكسكسي بالديك مع سبعة عناصر و ذلك بعدما يتم التضحية به و رش دمه على الأرض.و تعكف النسوة على تحضير السبعة عناصر يوما قبل الاحتفال و تتمثل أساسا في البقول الجافة و ترمز إلى مضاعفة الوفرة. كما تحرص ربات البيوت على تحضير الطعام بما يكفيالجميع.و بالإضافة إلى ذلك فإن العرف هو أن يترك الطعام في الأطباق و في صباح اليوم التالي أي في اليوم الأول من العام الجديد يتمنى الجميع أن تكون سنة سخية و ذلك بتحضير العجائن على غرار "المسمن" كما يتم توزيع الحلويات بما في ذلك الفواكه الجافة تفاؤلا بأن تكون السنة حلوة.و يلاحظ اليوم في ولاية تيزي وزو أن عدة جوانب من طقوس الاحتفال بيناير قد اختفت. غير أن الحركة الجمعوية المحلية تسعى من خلال عدة نشاطات الى إحياء هذا التقليد و ذلك من خلال تنظيم احتفالات مناسباتية.و بالرغم من أن الكثير من هذه الطقوس قد غابت عن الاحتفال إلا أن العائلات لا تزال تحتفل بيناير في أجواء من الفرح في اليوم الأول من السنة الجديدة الأمازيغية بالالتفاف مساء ليلة رأس السنة الأمازيغية حول طبق الكسكسي بالدجاج.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)