الجزائر

"يمكن للعائلات أن تضحّي بدجاجة أو أرنب"؟




أثار جدل واسع في مصر والمملكة العربية السعودية، على خلفية ما قاله الدكتور سعد الدين الهلالي، وهو أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر بالقاهرة، عشية عيد الأضحى المبارك، عندما أجاز للفقراء في مصر ذبح ديك أو أرنب، ورأى بأنه لا يوجد شرعا ما يمنع ذلك لأجل التقرب من الله، حسب إمكانيات كل عائلة لأجل بلوغ ثواب الأضاحي، والغريب أن هذه الفتوى وجدت من يؤيدها ليس في مصر فقط وإنما في الكثير من البلدان.إذ اعتبر الدكتور عبد الحميد الأطرش، وهو رئيس لجنة الفتوى الأسبق في جامع الأزهر بأن ما قاله الهلالي منطقي، ولا يخالف الشرع، والهدف من هاته الفتوى هو التيسير على المسلمين، ووظيفة عالم الدين هي أن ييسّر الأمور ولا يبقى متشبثا بفتوى كانت وليدة الزمان والمكان، قالها هذا الإمام أو ذاك من السلف السابق، واعتمدت الفتوى على مقولة شهيرة لمؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بلال بن رباح الذي قال: "لا أبالي إن ضحيت بديك". وفي الوقت الذي واجه الهلالي عاصفة من الانتقاد ومن الاتهام بالجهل والزندقة من طرف السلفيين على وجه الخصوص الذين قالوا بأن الأنعام والماعز والأغنام وحدها ما تجوز الأضحية بها إلى يوم الدين والتصدق بلحومها على الفقراء، باشر آخرون وخاصة منهم جماعة ما صار يسمى بالقرآنيين البحث عن دليل قرآني يمنع الأضحية بالطيور، من خلال التركيز على ما ورد في القرآن الكريم في قوله تعالى، وفديناه بذبح عظيم دون تحديد الذبيحة، ويركزون على ما قاله المهندس المجدّد السوري محمد شحرور، الذي طلب من المسلمين التوقف عند قوله تعالى: "لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم، كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشّر المحسنين".وإذا كان الإجماع على أن استعمال لحوم الدجاج والغزلان والأرانب جائز للصدقة في أيام عيد الأضحى المبارك فقط وليس للأضحية، فهناك من القرآنيين من قالوا بأن الهدف من النحر هو تقاسم النعم مع الفقراء وبالإمكان استغلال أموال الأضحية لبناء أسر ومساعدة عائلات قبل التفكير في نحر ملايين من الأنعام والتهام لحومها في ظرف زمني وجيز.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)