الجزائر

يمارس الغطس والإنقاذ منذ نصف قرن و كوّن ألف غطاس


عمي نور الدين يروي قصص إنقاذ أشخاص من الغرق و الكوارث الطبيعيةيروي رئيس النادي الرياضي الهاوي «دلفين» للغطس والإنقاذ بالمدية نور الدين بن رقية، صاحب 75 عاما، للنصر، قصص إنقاذه لعشرات الأرواح من الغرق في البحار والكوارث الطبيعية، مسخرا نصف قرن من حياته لهذه المهمة النبيلة التي قال بأنها لا تزال متواصلة، فبالرغم من تقدمه في السن، إلا أنه لا يزال يساهم حاليا عن طريق نادي «دلفين»، في تكوين غطاسين و سباحين لهم خبرة في ميدان الإنقاذ، و في نفس الوقت تستعين مصالح الحماية المدنية بخبرته في عمليات الإنقاذ المختلفة.
ويروي عمي نورالدين عدة قصص ساهم من خلالها في إنقاذ أرواح بشرية من الموت، ولا تزال هذه القصص راسخة في ذهنه، بالرغم من مرور على بعضها عشرات السنين، ومن أهم هذه القصص، تلك الحادثة التي وقعت بفرنسا في سبعينيات القرن الماضي، بينما كان طفل في الخامسة من عمره يتجول مع والده بإحدى المدن الفرنسية على ضفاف بحيرة، وفجأة تعثر وسقط الطفل في البحيرة، و أمام هذا المشهد ما كان عليه إلا القفز من مكان مرتفع خلف الطفل، فأنقذه وتم نقله إلى المستشفى، وقال بأنه لا يزال يتذكر هذه الحادثة يوميا، خاصة ردة فعل والد الطفل وعائلته والسلطات الفرنسية التي قامت بتكريمه نظير الجهد الذي قام به عندما أنقذ حياته، كما منحته تكوينا إضافيا في مدرسة للبحرية .
و كان عمي نورالدين يتحدث عن هذه القصص وعيناه تذرف من حين لآخر الدموع، و من بينها قصة إنقاذه 06 أشخاص في فيضانات باب الوادي سنة 2001، كما أنقذ رجل و أبنائه كانوا تحت الأنقاض في زلزال بومرداس سنة 2003، مضيفا بأن ما كان يؤثر فيه أكثر، هو ذلك الإحساس الذي ينتابه وهو ينقذ شخصا كان يشرف على الموت، إلى جانب ردود فعل أهله و أقاربه، ويقول بأن هذه المشاهد، بالرغم من مرور على بعضها عشرات السنين، إلا أنها لا تزال راسخة في ذهنه و لا تفارقه.
من جانب آخر تحدث بن رقية عن النادي الرياضي الهاوي « دلفين» الذي أسسه في سنة 1980، و كون عن طريق هذا النادي أزيد من ألف غطاس، مشيرا إلى أن الدفعة الواحدة تضم من 160 إلى 170غطاسا، وأضاف بأن التدريبات لا تخص الذكور فقط، بل الإناث أيضا، حيث يقوم بتدريب الإناث على مستوى مسبح المدية، أما الذكور فيتم تدريبهم على مستوى السدود و البحار.
و قال بأن التدريبات بقدر ما هي صعبة بالنسبة للشاب، إلا أنها مفيدة لإنقاذ الأرواح، مشيرا إلى أن مدتها تتراوح ما بين 06أشهر إلى عامين، مضيفا بأن التدريبات في البحار كانت تقوم على إنقاذ دمى بعد رميها في البحر، في عمق يصل إلى ألف متر.
وأشار نفس المتحدث إلى أن نادي دلفين شارك في سنة 2001 في بطولة عالمية للغطس والسباحة في إيطاليا، مضيفا بأن الإمكانيات المادية المحدودة لم تسمح للنادي بالمشاركة في بطولات مماثلة، ونفس الشيء بالنسبة لنشاطه اليوم في عملية التدريب والتكوين، حيث أن شح الدعم جعل نشاط النادي، حسبه، محدودا، حيث يحتاج إلى إمكانيات مالية لتأطير المتكونين، إلى جانب وسائل النقل للتنقل إلى السواحل بغرض التدريبات، كما يحتاج النادي إلى تجهيزات خاصة بالغطس والتدريب، لكنه لم يستطع توفيرها.
و قال في ذات السياق أنه أسس مدرسة خاصة بالسباحة والغطس للإناث تضم 15 فتاة تتراوح أعمارهن بين 05 و12سنة، لكن نشاط هذه المدرسة لا يزال محدودا بسبب ضعف الإمكانيات، ووجه المتحدث نداء إلى المسؤولين المحليين بالمدية، من أجل توفير الدعم للنادي لمواصلة نشاطه، و القيام بدوره الأساسي المتمثل في تكوين غطاسين محترفين، يساهمون في عمليات الإنقاذ المختلفة، خاصة أثناء حدوث كوارث.
و تابع المتحدث بأن أغلب الشباب الذين تم تكوينهم في النادي في ميدان الغطس التحقوا اليوم ضمن فرق الغطس التابعة للحماية المدنية الجزائرية.
و ذكر عمي نور الدين بأن بذل قصارى جهده طيلة حياته لتعليم السباحة والغطس والمساهمة في عمليات الإنقاذ، مشيرا إلى أنه عمل لدى القوات البحرية كمتعاقد لفترة 26 سنة، من أجل تكوين إطارات البحرية الجزائرية في ميدان الغطس، كما ساهم في تكوين حراس السواحل والغطاسين العاملين في الشواطئ، مؤكدا بأن مصالح الحماية المدنية لا تزال تستعين بخدماته حاليا بالرغم من تقدمه في السن، خاصة في عمليات الإنقاذ الصعبة. نورالدين -ع
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)