الجزائر

يكون ضحيتها العمال الجدد وضعاف الشخصية موظفون يتحالفون ضمن “تكتلات عمالية” في مراكز العمل


يكون ضحيتها العمال الجدد وضعاف الشخصية               موظفون يتحالفون ضمن “تكتلات عمالية” في مراكز العمل
  كثيرا ما يلجأ بعض الموظفين في مختلف مراكز العمل إلى الاجتماع والتكتل، من أجل خلق نوع من الانسجام والتناغم في مكان العمل، غير أنه في الكثير من الأحيان تتحول هذه الجماعات إلى عصابات يقودها عناصر غير قادرين على تقديم مجهودات في العمل، ليستعملوا هذه “اللوبيات” منبرا للظهور وتدعيم حظوظهم في البقاء. تتنوع العلاقات الإنسانية في مراكز العمل حسبما تمليه طبيعة الانسان الاجتماعية، وإن كان علماء الاجتماع يؤكدون أن علاقة الزمالة قد تتطور في الكثير من الأحيان إلى صداقة بين الزملاء بحكم وجود العديد من القواسم المشتركة بينهم، على غرار المستوى التعليمي وحتى الراتب، ناهيك عن قضائهم ما يزيد عن الثماني ساعات مع بعضهم في اليوم، فإن هناك العديد من الموظفين الذين ضاقوا ذرعا من التكتلات والانقسامات الحاصلة في أماكن عملهم، والتي تحدث مشاكل بين الموظفين تصل إلى حد فصل بعض العناصر من العمل أوحرمانه من حقه في العلاوات والترقيات. هو موضوع كثر الحديث عنه في أوساط العمال بعدما تحول إلى هاجس بالنسبة للكثيرين يمنعهم من العطاء في العمل، ويجر وراءه العديد من المشاكل على الصعيدين الانساني والمهني. الموظف الجديد دائما “مستهدف” يقع الكثير من الموظفين الجدد ضحية للتحالفات التي يبرمها بعض الزملاء في العمل، بهدف عدم تمكينهم من إظهار قدراتهم في العمل والتي قد تتجاوز في الكثير من الأحيان الكفاءات الموجودة.. هو ما ذهبت إليه جملة من الموظفين الذين التقتهم “الفجر”، على غرار سمية موظفة بمصلحة عمومية، بدأت عملها منذ ثلاثة أشهر، والتي تعاني الأمرّين منذ دخولها لذلك المكان، لاسيما أنها وجدت معاملة فوقية ممن يعتبرن أنفسهن “محترفات”، لدرجة أنها فكرت في الكثير من الأحيان في الاستقالة بعدما وجدت نفسها مستهدفة من طرف الكثيرين ممن يخافون أن تأخذ مكانهم، ووصلت هذه المضايقات إلى حد محاولة مسح وحذف ما تعمله ليخلقوا لها مشاكل مع المسؤولين!. وفي نفس الموضوع، تضيف حنان أنه بمجرد دخولها إلى العمل في أحد وكالات الإشهار لاحظت أنها منبوذة من طرف الكثيرين، فلا أحد حاول أن يساعدها وحتى لدى سؤالها عن أبسط الأمور فهم لا يتجاوبون معها وكأنهم يقولون لها بطريقة غير مباشرة.. لا نريدك معنا، الأمر الذي جعلها تفكر جديا في البحث عن مكان آخر ربما تجد فيه نوعا من التقبل والترحيب.   الجماعات في العمل سبيل “الفاشلين” من أجل البقاء تضيف السيدة حورية، عاملة في شركة السكة الحديدية، أن أكثر المنتمين إلى مثل هذه الجماعات، هم أشخاص بلا مستوى ولا إمكانيات يحاولون من خلال هذا السلوك تغطية نقصهم في العمل وكسب دعم عناصر أخرى نافذة من شانها أن تدعم بقاءهم في مناصبهم، مدعمة هذا الرأي بإحدى زميلاتها التي دخلت إلى العمل عن طريق وساطة وفي كل مرة تستفيد من الزيادة في الراتب، والأدهى من ذلك أنها استفادت من ترقية مع أن مستواها بعيد كل البعد عن ذلك بشهادة الجميع.  احتكار في الترقيات.. وحتى في تقنيات العمل الجديدة من جهة أخرى، تتجاوز تبعات هذه التكتلات المناوشات والحركات الاستفزازية بكثير، حيث تعمد مثل هذه الجماعات إلى تدعيم مواقفها بالتقرب إلى المسؤولين في العمل، وبذلك فهي ستستفيد من العديد من الإمتيازات. هذا ما حاولت شرحه أسماء، خلال حديثها عن الترقيات والزيادات في الأجور التي تحصل مؤخرا في مركز عملها، والتي استفاد منها ما وصفتها بالتكتلات القوية، في حين أن الكثير من العناصر ليس لهم أدنى حق في الحصول عليها.  وتضيف موظفة في إحدى شركات الاتصالات بالعاصمة، أنها محرومة دائما من طرف زملائها من أي برنامج جديد لتسهيل العمل، لتبقى دائما متأخرة عنهم ولا ترقى إلى مستواهم في العمل..   مضيعة للوقت على حساب العمل الفعّال يرى موظفون آخرون أن إقامة مثل هذه الجماعات في مكان العمل هي مجرد مضيعة للوقت، فالسيد كمال، مسؤول ببريد الجزائر، يقول في هذا السياق:”أرى أن العناصر الأكثر فعالية في العمل هي تلك التي تتحاشى أي تجمعات، ولا تنتمي لأي تكتل يلهيها عن القيام بهامها”، مضيفا أنه يرفض أي تحالفات تخرج عن إطار الأعمال النقابية المنظمة والمطالبة بحقوق العمال، لأنها تحدث الكثير من الفوضى في المكاتب وتحولها إلى مقاهي أو حمّامات..    فيروز دباري  
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)