يواصل معرض ”نوبة” جولته الخاصة بتكريم أعمدة الأغنية الأندلسية، فبعد تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011، ثم العاصمة، يحط المعرض رحاله بمدينة العلم والعلماء ليحتك بزوار قصر الثقافة مالك حداد بقسنطينة، حيث يسلط المعرض الضوء على خصائص هذا النوع الموسيقي، انطلاقا من أصول اللون الأندلسي، وكذا الإبحار في أعماق المدارس الأندلسية الثلاث وأعمدتها التي اهتمت بتطوير الموسيقى الأندلسية الجزائرية.
يعمد المعرض الذي تشرف عليه مديرية التراث والكوريغرافيا من خلال المحطات التي مر بها إلى فتح نافذة تواصل بين الجيل الجديد والسلف، الذي مثل المراحل البارزة في تاريخ الموسيقى الأندلسية. ويعرف الجمهور بالآلات التي استعملت ولاتزال في نقل ألحانه المميزة التي أطربت آذان محبيها منذ أمد بعيد، بالإضافة إلى ألوانه المتعددة والخطوط العريضة التي سطرها أعمدته للحفاظ عليه وتوريثه للأجيال حفاظا على هذه الصنعة الفنية الراقية.
كما يختزل المعرض الإرث الأندلسي الجزائري ويمزج بين الحضارات التي مرت على الجزائر، إلى جانب البعد العلمي الذي تمنحه محتويات المعرض برسمها فسيفساء جميلة أثراها الغنى الموسيقي للمدارس الأندلسية العريقة التي اشتهرت في كامل إفريقيا والغرب الإسلامي، وتعززه أشرطة الفيديو التي تعرض الخريطة الموسيقية الأندلسية في انتقالها من بلاد الأندلس وصولا إلى الجزائر، إلى جانب الفضاءات الخاصة التي تساهم في تعرف الجمهور على الآلات الموسيقية، وبعض معالم الحضارة الإسلامية التي تبرزها مختلف اللوحات والصور، وكذا الوثائق التي يحتكم عليها الأرشيف الأندلسي الجزائري، حيث تستذكر بعض اللوحات ملامح العصر الذهبي للأندلس وتظهر أبرز الأسباب التي ساهمت في انطفاء وهيجه.
ويتعزز المعرض بصور من الحجم الكبير لرواد المدارس الأندلسية وعمالقته الذين تعاقبوا على حمل مشعل اللحن الأندلسي، انطلاقا من زرياب في بلاد الأندلس، وصولا إلى ممثلي هذا اللون الموسيقي الأصيل في الجزائر. وترافق المعرض ألحان موسيقية أندلسية عريقة، حيث برمجت سهرة فنية أندلسية بالمسرح الجهوي بالولاية تحييها يوم غد أوركيسترا مراد العايب.
الطاوس. ب
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 06/04/2012
مضاف من طرف : sofiane
المصدر : www.al-fadjr.com