تسببت إضرابات الأطباء الحاصلة عبر المستشفيات منذ أيام في خلط لحسابات المرضى، والذي فرض عليهم واقعا مزريا جراء عزوف الأطباء على أداء مهامهم المتمثل في تقديم العلاج للمرضى وفحصهم، إذ يرقد اغلب المرضى بالمستشفيات دون تلقيهم للعلاج والخدمات الطبية التي يحتاجونها، فيما يواجه مرضى آخرون مشكل بحثهم عن البديل المتمثل في قصدهم للقطاع الخاص الذي يستنزف الجيوب.الإضرابات تخلط حسابات المرضى
يعيش أغلب المرضى على أعصابهم خلال هذه الأيام بسبب الإضرابات الحاصلة في أوساط الأطباء بالمستشفيات، والذين تسببوا في شرخ كبير للمرضى سواء بالنسبة للمقيمين بالمستشفيات أو غيرهم من غير المقيمين، إذ يواجه كليهما أوضاعا مزرية في ظل انعدام من يتكفل بهم من طاقم طبي والذي سيقدم لهم خدمات عديدة، بحيث يواجه المرضى الماكثين بالمستشفيات أوضاعا صعبة للغاية خلال هذه الظروف القائمة لاحتياجهم للرعاية الصحية الشاملة والتامة والتي تنعدم بالمستشفيات بإضراب الأطباء وشلهم للعمل الطبي وتقديمهم الخدمات اللازمة، ليأتي إضراب الأطباء ويحدث اختلالا كبيرا في أوساط المرضى المقيمين بالمستشفيات والذي يحتاج معظمهم لتكفل سريع ومستعجل، إذ يواجه أغلبهم ظروفا صعبة باحتياجهم إلى أدنى الخدمات الطبية والعناية الطبية، ليجدوا أنفسهم بسبب الإضرابات الحاصلة والتي شلت سيرورة عمل الكادر الطبي بالمستشفيات والتي عطلت شفاء المرضى بسرعة معرضين للخطر الحقيقي، حيث أن كل هذه الظروف لا تصب في صالح المرضى بمواجهتهم لخطر حقيقي في حال ما إذا تواصلت الأوضاع على هذا النحو. ولم يقتصر الأمر على المرضى المقيمين بالمستشفيات فحسب، ليمتد إلى المرضى الآخرين والتي لا تقل ظروفهم القاهرة شأنا على المقيمين، حيث يواجهون هم بدورهم أوضاعا وظروفا قاهرة، إذ تسبب إضراب الأطباء لهم في مشاكل عدة هم في غنى عنها، على غرار تحملهم تكاليف العلاج بعيدا عن المستشفيات، بحيث دفعهم عزوف الأطباء عن أداء مهامهم إلى اللجوء إلى القطاع الخاص لأجل تلقي العلاج والحصول على التكفل الأمثل بحالتهم، متحملين بذلك مصاريف زائدة هم بغنى عنها وخاصة أن القطاع الخاص في الطب يعرف بدوره ارتفاعا مشهودا من ناحية تكاليف العلاج والتي ترهق المرضى وتتسبب لهم في استنزاف كبير لجيوبهم ناهيك عن تكاليف الأشعة والتحاليل التي تتطلبها بعض الحالات المستعجلة والمستعصية، ما يتوعد المرضى بهدر كبير لأموالهم. وقد أثار الأمر حفيظة وسخط العديد من المرضى، بحيث تعطلت أغلب المصالح في أوساطهم، إذ يقبع أغلبهم بالمستشفيات دون التكفل بهم وعلاجهم، تاركين إياهم عرضة للإهمال والضياع، وهو ما أجج مظاهر الغضب في أوساط الأغلبية بسبب ما يحدث نتيجة الإضرابات المتواصلة دون انقطاع والتي رهنت صحة المرضى وحالت دون حصولهم على العلاج والشفاء سريعا، إذ أن كل هذه الظروف جعلت المرضى يكابدون ويصارعون الوضع بمفردهم. إضافة إلى كل هذا، فذوي المرضى أيضا يواجهون أوضاعا صعبة بدورهم، برؤيتهم مرضاهم يواجهون الوضع القائم والذي لا يعرف له وقت متى سينتهي ليحد من معاناة المواطنين برجوع الأمور إلى نصابها بانتهاء الإضرابات القائمة وخضوع المرضى للعلاج، وانتهاء كابوس الإضرابات الذي حال دون تلقي المرضى للعلاج على أكمل وجه.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 31/01/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : عائشة القطعة
المصدر : www.alseyassi.com