الجزائر

يعود إلى المنطقة لبحث استئناف عملية السلام



يعود إلى المنطقة لبحث استئناف عملية السلام
هل يُقنع كيري الوزير الأول الإسرائيلي بإعادة الحق الفلسطيني؟
سيعود وزير الخارجية الأمريكي جون كيري غدا إلى فلسطين المحتلة، ضمن مساعيه الرامية إلى إنجاح عملية السلام المستأنفة حديثا بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي برعاية أمريكية. وقالت جان بساكي المتحدثة باسم كتابة الدولة الأمريكية أمس، إن "الهدف من هذه الزيارة هو إجراء محادثات معمقة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي حول وضع المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بعد لقاء مماثل جمعه بالرئيس الفلسطيني محمود عباس الأسبوع الماضي بالعاصمة البريطانية لندن، إضافة إلى التطرق لآخر تطورات الأزمة السورية".
ومن المقرر أن يلتقي كيري برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو من أجل إبلاغه بمطالب واحتجاجات الرئيس الفلسطيني محمود عباس فيما يتعلق بمواصلة المفاوضات التي انعقدت أربع جولات منها دون إحداث أي تقدم من شأنه إعطاء إشارة أمل على نجاحها في المستقبل القريب.
والتقى كيري الأسبوع الماضي بالرئيس عباس بالعاصمة لندن، في لقاء كان عنوانه الظاهري بحث العملية السلمية وسبل استكمال المفاوضات الجارية، غير أن الرئيس عباس انتهز فرصة هذا اللقاء لإطلاع كيري على حجم الانتهاكات والاعتداءات التي لا تتوقف إسرائيل على اقترافها في حق الفلسطينيين، خاصة ما تعلق منها بالمشاريع الاستيطانية الضخمة التي أطلقتها حكومة الاحتلال بالتزامن مع بدء أولى جلسات مفاوضات السلام. كما أن الرئيس عباس أبلغ كيري بموقف القيادة الفلسطينية المتمسكة بضرورة بحث قضايا الحدود والأمن ووقف الاستيطان، كبداية للانتقال إلى باقي القضايا الجوهرية الأخرى من القدس واللاجئين وغيرهما من القضايا المصيرية، التي رفضت كل حكومات الاحتلال المتعاقبة الخوض فيها، ثم إن استمرار الانتهاكات الإسرائيلية وتصاعدها في الفترة الأخيرة جعل العديد من القادة ومسؤولي الفصائل الفلسطينية ينظرون بعين الريبة والشك إلى حقيقة استعداد إدارة الاحتلال لخوض العملية السلمية المستأنَفة حديثا، إلى درجة أن هناك من المسؤولين الفلسطينيين من وصفها بالعبثية ومجرد مناورة أخرى من حكومة الاحتلال لربح مزيد من الوقت.
والمؤكد أن استمرار مثل هذه السياسة المتعجرفة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، من شأنه تقويض مساعي رئيس الدبلوماسية الأمريكية، الذي يبدو أنه يحاول تحقيق النجاح حتى ولو كان ذلك على حساب إهدار المزيد من الحقوق الفلسطينية.
وإذا كان كيري يريد فعلا تحقيق النجاح في قضية فشل في تسويتها سابقوه على رأس الدبلوماسية الأمريكية بسبب الانحياز المفضوح لمواقف الإدارات الإسرائيلية، فإنه يتعين عليه أن يأخذ بعين الاعتبار مطالب الفلسطينيين، والتي هي في الواقع التزامات يجب على إسرائيل الإيفاء بها؛ لأنه لا يُعقل أن يجلس الفلسطينيون إلى نفس الطاولة مع الإسرائيليين وهؤلاء لا يدّخرون أي جهد في ابتلاع المزيد من الأرض الفلسطينية وتقتيل الفلسطينيين والاعتداء على حرماتهم ومقدّساتهم، وهي الحقيقة التي يدركها كيري ونجح حتى الآن في القفز عليها، لكن السؤال المطروح: إلى متى سيكون الفلسطينيون هم المطالَبون بتقديم التنازلات بحجة تهيئة الأجواء لإنجاح مفاوضات السلام، فيما تواصل إسرائيل ضرب عرض الحائط كل القوانين والشرائع الدولية في تعاملها مع القضية الفلسطينية؟!


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)