الجزائر

يعمل على فيلم حول الشهيد ''حمدان بن عدة''.. عبدالرزاق هلال لـ''الخبر'' ''علينا أن نحرر الإبداع من القيود ونؤرخ لثقافتنا''



أكد المخرج عبدالرزاق هلال أنه يجب رفع القيود عن الفعل الثقافي وأن نفتح المجال من أجل التأريخ لثقافتنا وتاريخنا سينمائيا، مشيرا إلى أننا لا يجب أن ننتظر ما ينتجه الآخر عن ثورتنا ثم ننتقده، لأن الفرنسيين سلطة وشعبا لم يتقبلوا فكرة استقلال الجزائر خاصة ثقافيا. ستثـرون قريبا المكتبة الجزائرية بكتاب حول تاريخ السينما الجزائرية، ما هي المحاور الرئيسية له؟   تتمحور فكرة الكتاب حول دراسة صورة أو وجود الجزائري في السينما الفرنسية، منذ بدايات الفن السابع الأولى، أواخر القرن التاسع عشر، إلى الثورة التحريرية.  فالجزائري بعد الاستقلال لم يحرّر الأرض فقط، بل أيضا حرّر صورته من كليشيهات الاستعمار، التي شوّهته أو ألغته تماما من الوجود في الصورة السينمائية. كانت هناك أفلام كثيرة منذ سنة 1895 إلى سنة 1954،  سواء خيالية أو وثائقية وكلها تصور طبيعة المناطق، الرمال، الصحراء، الشمس وكل شيء. لقد صوّر الفرنسيون كل شيء عن الجزائر، إلا الجزائري في ذاته وخاصة هويته، ثقافته وانتمائه، من كل الجوانب العادات، التقاليد واللباس.. محيطه الاجتماعي بصفة عامة. لقد اختفى الجزائري من الصورة السينمائية الفرنسية، عندما نشاهد هذه الأفلام لا نرى إلا الفرنسيين. وأوضح بأنه رغم وجود الاستعمار، إلا أنه كان هناك ممثلين جزائريين مثل  بشطارزي، رويشد، حبيب رضا وغيرهم، لكن الاستعمار لم يتركهم يعملون بحرية، بل ضيّق عليهم بكل الطرق.   وما الهدف من بحثكم هذا؟   أردت أن أبحث عن الصورة الحقيقية، أن أفهم ما أراد الآخر قوله، من وراء الصورة، وكيف نقرأ تاريخ الاستعمار من زاوية الفن وكيف يكرّس الفن عنصريته، ويساهم في إلغاء الهوية الجزائرية. لقد كانت السينما أحد أسلحة المستعمر في تغيير الهوية، في إلغاء وجود الجزائري كجزائري، بكل تفاصيل الانتماء، اللغة، اللباس والعادات. وأذكر مثلا فيلم بيرلوموكو الذي أنتج سنة 1936، حيث يصوّر المخرج جوليان دينيفي، كل أحداث الفيلم في القصبة، لكن لا نجد أثرا للجزائريين، البنايات، الطبيعة الجزائرية. أما الجزائري فكان غائبا، حتى الممثلين كانوا كلهم فرنسيين، رغم وجود ممثلين جزائريين في تلك الفترة. وهذا عكس السينما الأمريكية التي صوّرت الهنود الحمر بثقافتهم ولم تلغها، خاصة في أفلام الوسترن وغيرها، فالسينما الفرنسية لَغَتنا من الوجود.  لكن الأمر لم يتوقف عند سنة 1962، حتى الأفلام الفرنسية التي أنتجت حول حرب التحرير بعد الاستقلال، ألغت وجودنا؟  يجب أن ندرك أن فرنسا شعبا وسلطة لم تتقبل يوما استقلال الجزائر عنها وخاصة الاستقلال الثقافي والانفصال التام، مازالت الزاوية مغلقة والقليل فقط من المثقفين يدافعون عن وجود الجزائري وصورته.  وأتوقف هنا، لأؤكد أنه لا يجب أن ننتظر المستعمر ليؤرخ ثورتنا ويصوّر ثقافتنا سينمائيا، يجب أن ننتج خاصة أن نتحرر من القيود.. المجاهد والشهيد شخصان عاديان، بشر يخطأون ويصيبون. لكن لم ننتج إلا القليل من الأفلام ولا يمكن الحديث عن التاريخ، إن كنا مقيدين بتراخيص من كل الوزارات، يجب أن نحرّر الإبداع، دور المبدع أن ينقل لا أن يحكم.  في هذا الإطار، ما هو جديدكم سينمائيا؟  أحضر لفيلم سينمائي طويل، مدته ساعة ونصف، ينتج بمناسبة الاحتفالات بالذكرى الخمسين للاستقلال، يتطرق إلى وجه من وجوه الثورة التحريرية، ومقتبس من بحث عمار بلخوجة، حول الشهيد حمداني عدّة، وهو وجه ثوري بمدينة تيارت. كان مسؤول المنطقة وذو مسار نضالي ثرّي، سجن عدة مرّات، وفي 16 جانفي 1662 أخذه مسلّحون من لواس ، قالوا إنه من أجل المحاكمة، لكن قتلوه رفقة أربعة آخرين وأحرقت جثته. من بين الوجوه المشاركة، السيّدة صونيا التي تمثل دور المجاهدة خيرة فغولي بنت حمزة، وتعمل عنصر ربط في خلية حمداني عدّة، سيصوّر في كل من تيارت، وهران ومستغانم وينتج بداية من .2012


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)