الجزائر

يعزز مساعي تجريم الاستعمار وإرغام فرنسا على التعويض والاعتراف “الجزائر، ديغول والقنبلة” فيلم جديد يعري الجرائم النووية الفرنسية بالجزائر



أعربت وسائل إعلام فرنسية، أمس، عن تخوفها من الآثار التي قد يتركها عرض الفيلم الجزائري “الجزائر، ديغول والقنبلة“، بقاعات السينما الفرنسية، بالنظر لكونه يتطرق إلى التجارب النووية الفرنسية بالصحراء الجزائرية، ويكشف عورات المستعمر الفرنسي من خلال استحضار مشاهد الدمار والخراب على السكان والبيئة بالجنوب الجزائري.ذكرت صحيفة “ لومانيتي “ الفرنسية، أن الفيلم لصاحبه، العربي بن شهيدة، يتناول أيضا الظروف التي أحاطت بتلك التجارب النووية، ويكشف عن سبب إقدام فرنسا على القيام بتلك التجارب، فقط من أجل دخولها النادي النووي، الذي كان يسيطر عليه آنذاك الحلفاء، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا.ويتزامن عرض الفيلم مع وجود مساع  داخل الجزائر، لإرغام فرنسا للاعتراف بجرائمها في الجزائر، خاصة التجارب النووية الفرنسية، التي تمت بجنوبنا الكبير ومست 13 موقعا متفرقا، أبرزها صحراء رڤان، كما تظهر إلحاحية المطالب الخاصة بمعالجة فرنسا لهذا الملف، من خلال استمرار الآثار الوخيمة على سكان المنطقة وتسجيل إصابات متتالية بعدة أمراض مزمنة في مقدمتها السرطان. ومن بين النقاط السلبية المحسوبة على فرنسا، هو عدم التزامها بتطهير المكان الذي لوثته، عكس ما قامت به الدول الأخرى، كما هو الشأن لبريطانيا التي أنفقت أمولا طائلة من أجل تطهير صحراء أستراليا من التلوث النووي، ونفس الأمر بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، في حين تتعمد فرنسا تجاهل هذا الملف، حتى مع جنودها الذين استعملتهم آنذاك كفئران تجارب، حيث تلزمهم باستحضار مجموعة من الشهادات الطبية تثبت الصلة الموجودة بين إصابتهم وتواجدهم بعين المكان، أي الصحراء الجزائرية. وسيكون الفيلم متبوعا بنقاش حول موضوع التجارب النووية الفرنسية  خلال عهد الجنرال ديغول، خاصة وأن رغبة الحكومة الفرنسية لدخول النادي النووي كان متسرعا وغير مدروس، لأنها ذكرت في الملف الذي قدمته للنادي النووي الفرنسي، أن الصحراء الجزائرية التي ستجري بها التجارب النووية خالية من الحياة وأرض مهجورة من السكان، وهو عكس ما هو موجود بالواقع. وتجدر الإشارة الى أن العربي بن شهيدة صور فيلم “ريح الرمال”، الذي تم عرضه في السنة الماضية بمناسبة الطبعة الرابعة لبانوراما السينما الجزائرية، كما يضاف هذا الفيلم إلى سلسلة الأفلام التاريخية التي تهدف لتمجيد الثورة الجزائرية وتعرية جرائم الاستعمار، خاصة وأن قانون السينما الجديد منح الدعم الكافي لجميع الأفلام المتصلة بالثورة، لأنها ستتزامن هذه السنة والاحتفالات الفرنسية المخلدة للاستعمار.شريفة.ع


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)