الجزائر

يعرض بفرنسا مارس القادم يكشف عن صور حصرية عن الثورة.. ''حرب الجزائر، التمزق'': وثائقي %100 أرشيف


تتوجه أنظار الفرنسيين والجزائريين مطلع مارس المقبل، نحو قناة الفرنسية الثانية، التي أعلنت عن عرض حصري للفيلم الوثائقي ''حرب الجزائر، التمزق''، الذي أخرجه وأعده غابرييل لوبومان رفقة المؤرخ بنجامين ستورا. سيقدم العمل في 55 دقيقة، وعلى جزأين صورا أرشيفية لأول مرة، استخرجت من الأرشيف العسكري، أبرزها تسجيل يظهر جنود مثُل بهم، إضافة إلى زيارة فرحات عباس إلى الصين سنة ,1958 يستقبله حشد من الجماهير مرحبة به. العمل اعترف صاحبه بصعوبته وتعقده، يتوافق مع ذكرى اتفاقيات إيفيان التي امتدت من 7 إلى 18 مارس ,1962 بين المجلس الوطني للثورة الجزائرية والجمهورية الفرنسية.تتضاعف مبادرات فرنسا تجاه الذاكرة التاريخية الجزائرية، المصادفة للذكرى الخميسين للاستقلال ,1962 التي تندرج ضمن المساهمة غير الرسمية للجمهورية الفرنسية في إثراء النقاش الدائر حول الثورة، التي لم تنطلق بعد في الجزائر، ولم يعلن عن أي عمل جاهز للنقاش والتحليل. سنتابع خلال الأشهر القليلة القادمة، لقاءات على المباشرة، مع جون ميشال موريس في حصة بعنوان ''الجزائر: تاريخنا'' رفقة ستورا، فيما يناقش ريمي ليني ''الجزائر: حكاية كمين'' على قناة ''آرتي''.
هذه المرة يتعلق الأمر بالفيلم الوثائقي ''التمزق'' الذي سيعيد رسم تاريخ الجزائر المستعمرة، بالأبيض والأسود فقط، معتمدة بصفة كلية على الأرشيف المعروف وغير المعروف، وهي الخصوصية التي يتميز بها العمل، الذي سهر المخرج لوبومان على جمع المادة اللازمة، تصنيفها وتعريفها ثم تركيبها وفق سلم تاريخي صحيح، مستعينا بشكل كلي بخبرة وعلم المؤرخ المختص في حرب الجزائر، بنجامين ستورا. يقول المخرج: ''هو فيلم فريد للغاية وإنجازه صعب جدا، لأن هناك مراحل في هذا التاريخ لا تملك أرشيفا مصورا، وعليه اضطررنا على تمثيلها بصور فيلمية''، في إشارة منه إلى الهجمات أو جلسات التعذيب، التي عوض نقص صورها بأخرى لضحايا تلك الأعمال. هذا، وأكد المخرج أنه التزم بالموضوعية في العمل، من خلال استعراض كل وجهات النظر: ''هدف الفيلم، عرض الرأي والرأي المخالف: ننقل نظرة الفرنسيين وأيضا نظرة جبهة التحرير الوطني''. لذات الغرض، كرّس المتحدث جزأين كاملين، عمر كل واحد منهما 55 دقيقة، قوامها أرشيف سيعرض لأول مرة علنية، كان بحوزة الجيش الفرنسي، أو لدى مصادر جزائرية أيضا تحفّظ صاحب الفيلم عن ذكر هويتها، ناهيك عن صور أخذت من قناة ''بي بي سي'' ومحطات تلفزيونية لأوروبا الشرقية آنذاك التي تملك أفلاما عن الثوار في جبال الجزائر. إضافة إلى رصيد وثائقي مجموع من قبل متاحف السينما جهوية، وأفلام عائلية وأخرى للصليب الأحمر السويسري: ''إجمالا كان لدينا 140 ساعة من مادة خام، علينا روايتها في ساعتين، وقد سمحت لنا ''مؤسسة الاتصال والإنتاج السمعي البصري لوزارة الدفاع'' بالعمل على أرشيف أصلي وليس على أفلام خضعت للتركيب، بل سمحت لنا بعرض أفلام كانت لحد الساعة ممنوعة من البث''، يشرح غابرييل لوبومان، الذي اعتبر هذه التسهيلات ''حدثا كبيرا''.
يقوم الشريط التسجيلي المنتظر، على منهجية بيداغوجية في رواية الأحداث التاريخية، ويحقق طموح منجزه المتمثل في ''إنجاز أول فيلم فرنسي كله أرشيف''، ودون شهادات مرفقة، إلا أن لوبومان اختار صوت الممثل الجزائري الأصل والمقيم بفرنسا كاد مراد (قدور مراد المولود بسيد بلعباس سنة 1964)، لقراءة التعليق.
استغرق إنجاز ''التمزق'' -حسب المخرج- زهاء سنة من العمل الدقيق على المادة المتاحة له، إذ قام بتلوين بعض الصور، لإلصاقها بأخرى ملونة في الأصل.دشن معرض للصور التقطت منذ أزيد من خمسين سنة بقصبة الجزائر، سهرة الأربعاء، بالمركز الثقافي الجزائري بالعاصمة الفرنسية باريس. وجاء جمهور غفير لاكتشاف عبر هذا السفر الافتراضي الذي ينظمه المركز الثقافي الجزائري بمناسبة الذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر، الأوجه المتعددة لهذه المدينة العريقة.
وكشف هذا المعرض أن معديْ هذه المجموعة الثرية -وهما جنديين فرنسيين إيف روبير الذي فارق الحياة وآلان جيدوفيوس أول مصور فوتوغرافي وثاني سينمائي في مصلحة السينما بالجيش الفرنسي- خصصا وقت الفراغ بين 1956 و1960 للتجول عبر الأزقة لتعداد المنازل والمقابر والمساجد والتقاط صور للقلب التاريخي للعاصمة خلال حرب التحرير الوطنية. وكانت عملية التقاط الصور خطيرة كون المصورين اللذين أعدا 900 صورة التي كانت من المفروض أن تصنف في كتاب يصدر بالجزائر بدار النشر باكونييه ينشطان بالزي المدني خلال الحرب دون سلاح مع التحلي بالحذر وتفادي كل ما قد يعرض مبادرتهما للخطر.
وقال آلان جيدوفيوس ''لحسن الحظ ربطتنا صداقة مع شخصين من القصبة قاما بقيادتنا في الأماكن الأكثر عرضة للخطر إيمانا منهما بصدق نيتنا''. وأضاف السينمائي، إن ''مسؤولينا لم يكونوا على علم بمغامراتنا، بحيث كانت مصلحة السينما بالجيوش مصلحة حرة، وبالنظر إلى المتسع من الوقت تمكنا من اكتشاف القصبة''.
وقال في هذا الصدد ''التقطنا الصور ليلا، لأن القصبة في النهار لم يكن ممكنا تصوير السطوح وأبواب المنازل دون التعرّض للمراقبة، ولكن بفضل حظر التجول تمكنا من تصوير أزقة خالية مع إبراز تفاصيل الهندسة التي أردنا تثمينها''. وتكشف حوالي خمسين صورة بالأبيض والأسود النسيج العمراني للقصبة المشكل من السطوح والحياة الحيوية في النهار والمدينة الخالية في الليل، كما تنقل تاريخ شطر من حياة هذه المدينة العريقة خلال حرب التحرير.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)