بعد أن حققت نتائج واعدة في الطور الابتدائي، تعمل جمعية واحة لمساعدة مرضى السرطان بقسنطينة على تعزيز ترسانتها البيداغوجية وأسلوبها العلاجي التربوي المضاد للتدخين، من خلال استهداف تلاميذ الطور المتوسط وكذا طلبة الثانويات بغية تحسيسهم بخطر التدخين. بعد أن استهدفت في وقت سابق الطور الابتدائي عن طريق إدخال بطاقات بيداغوجية في البرنامج الدراسي للسنتين الرابعة والخامسة من التعليم الابتدائي بالمدرسة النموذجية مزيان الشريف (المدينة الجديدة علي منجلي) وتلاميذ المستوى الأول من الطور الثانوي من خلال سلسلة من المحاضرات، أضحت جمعية واحة في الوقت الراهن تعمل على الجبهات الثلاث من خلال توجيه عملها نحو فئة تلاميذ الطور المتوسط. وفي هذا الصدد، تم تسطير برنامج عمل بالتعاون مع مديرية التربية وسلك التعليم لمتوسطة عبد الحميد قربوعة (الخروب)، التي اختيرت لاحتضان هذه التجربة، حسبما أكده أحمد زمولي، نائب رئيس جمعية واحة . ويترجم هذا البرنامج، الذي تمت المبادرة إليه بدءا من السنة الدراسية الحالية من خلال إعداد 15 بطاقة بيداغوجية حول مخاطر التدخين، تم إدراجها في مختلف المواد وتوزيعها عبر المستويات الأربع، حسب ما أضافه ذات المتحدث، موضحا بأنه سيتم توزيع استبيانات على التلاميذ لا يذكرون فيها أسماءهم من أجل معرفة علاقتهم بالتدخين (لاسيما إن كانوا قد جربوا التدخين أم لا). وأكد مدير متوسطة قربوعة، أحمد كحيلي، بأن مديرية التربية بقسنطينة أعطت موافقتها خلال هذه الأيام على مباشرة تجربة مدرسة دون تدخين بدءا من شهر جانفي الجاري. وأردف بأنه تم خلال سنة 2017 إعداد سلاسل التعلم من طرف الأساتذة الذين تم انتقاء اقتراحاتهم وإدراجها في البرنامج المدرسي بالتعاون مع جمعية واحة ، وهي السلاسل التي ستشمل جميع المواد بما فيها التربية البدنية. واستنادا لكحيلي، فقد تمت في وقت سابق تجربة ثلاث سلاسل تعلم (بطاقات بيداغوجية تتعلق بالتدخين) خلال الثلاثي الأول من السنة الجارية، واستقطبت انخراط عديد التلاميذ والأولياء، مردفا بأن مؤسسته حققت في وقت سابق تحدي مدرسة دون تدخين من خلال منعها للتدخين منذ عدة سنوات. توسيع دورة المحاضرات حول مخاطر التدخين
كما تتضمن الأعمال المزمعة خلال السنة الدراسية الحالية من طرف جمعية واحة توسيع المبادرة، التي تستهدف تنظيم دورات للمحاضرات التحسيسية حول مخاطر التدخين لفائدة تلاميذ السنة الثانية ثانوي بثانوية كاتب ياسين بعلي منجلي، بعد أن استهدفت خلال السنة المنصرمة تلاميذ السنة الأولى ثانوي. وأفادت الدكتورة نجاة قمادي، المختصة في أمراض الرئة والتي تشرف على قيادة مجموعة واحة لمكافحة التدخين، بأن أعضاء هذه المجموعة سيواصلون العمل الذي تم الشروع فيه خلال سنة 2017 وذلك مع تلاميذ السنة الأولى ثانوي بثانوية كاتب ياسين من خلال تجديد المقاربة المتعلقة بتنظيم محاضرات حول مخاطر التدخين. وفيما يتعلق بتلاميذ السنة الثانية ثانوي الذين تابعوا هذه المحاضرات خلال السنة المذكورة، تعتزم مجموعة واحة لمكافحة التدخين تطوير موضوع جديد يتعلق ب مخاطر الشيشة ، حسبما كشفت عنه ذات الأخصائية، على اعتبار أن الشيشة، كما قالت، تتضمن 25 مرة زيادة من القطران و2,5 مرات زيادة من النيكوتين مقارنة بالسيجارة، علاوة على الأمراض المعدية في ظل انتقالها من فم إلى آخر. وبالنسبة للسنة الدراسية الجارية والمقبلة، تطمح أيضا مجموعة واحة لمكافحة التدخين إلى إثراء الاستبيانات التقييمية وتوحيد المحاضرات النموذجية وتحسين المقاربة البيداغوجية وتوسيع التجربة إلى الأقسام النهائية بثانوية كاتب ياسين ، وتوسعتها إلى ثانويات أخرى بالولاية.
بلوغ 12 مدرسة دون تدخين خلال الدخول المدرسي المقبل
وتستهدف تجربة مدرسة دون تدخين ، التي تعد الأولى من نوعها على المستوى الوطني والتي تمت المصادقة عليها من طرف وزارة التربية الوطنية، من الآن فصاعدا 3 مؤسسات تعليمية في الأطوار التعليمية الثلاثة، مع هدف بلوغ 12 مدرسة دون تدخين بولاية قسنطينة بحلول الدخول المدرسي المقبل، حسبما أشار إليه ذات المصدر. هذا الطموح تعززه النتائج التقييمية التي تم القيام بها في نهاية السنة المنصرمة والرامية لتحليل آثار المحاضرات والدروس التي تم تقديمها للتلاميذ المستهدفين. وفي هذا الصدد، سلطت أول حصيلة تم إعدادها من طرف مجموعة واحة لمكافحة التدخين 90 تلميذا (3 أقسام في السنة الرابعة ابتدائي) بمدرسة مزيان الشريف بعلي منجلي بالاعتماد على تعبير كتابي حول التدخين، الضوء على الاستيعاب الجيد للدروس من طرف 44 بالمائة من التلاميذ والذين تحصلوا على علامة تتراوح بين جيد جدا وجيد، فيما تحصل 38 بالمائة منهم على علامات بين جيد ومتوسط و18 بالمائة ضعيف، حسبما أردفته الدكتورة قمادي. كما مكنت عملية تقييم المحاضرات المتعلقة بمخاطر التدخين الموجهة لتلاميذ الثانوي من الكشف بأنه من أصل 316 تلميذ تتراوح أعمارهم بين 15 و19 سنة، هناك 32 مدخنين (وهو ما يعادل 10 بالمائة من التلاميذ) كلهم من جنس ذكر باستثناء فتاة واحدة، حسب ما أكدته ذات المتحدثة. وحسب استبيان تقييمي لم تذكر فيه الأسماء تم تقديمه لتلاميذ الثانويات المعنيين (9 أقسام في السنة الأولى ثانوي)، أجاب 49 بالمائة منهم بشكل صحيح حول سؤال يتعلق بمكونات السيجارة قبل الاستماع المحاضرة، في حين بلغ معدل الإجابات الصحيحة بعد المحاضرة 92 بالمائة. تجدر الإشارة، إلى أنه تم تكريم مجموعة واحة لمكافحة التدخين التابعة لجمعية واحة لمساعدة مرضى السرطان بقسنطينة في السادس أكتوبر المنصرم من طرف وزيرة التربية الوطنية بمناسبة يوم المعلم، عرفانا بمشروعها مدرسة دون تدخين .
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 15/01/2019
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : بشرى ر
المصدر : www.alseyassi.com