يعتبر اللباس التقليدي الأصيل من المقومات الثقافية المبسطة لانتماء الحضارة لأعرافها التراثية، التي تبرز قيم صمودها وارتقائها في التمسك بهوية الذات والتعريف بتقاليد المنطقة التي تنبع على تشريفها لتتميز بتنوعها التراثي الذي يروي المبادئ المحافظة لتعاقب الأجيال مستمدة جذور أصالة السلف من السلف.
لعل التنوع الثقافي الجزائري من شرقه إلى غربه، ومن شماله إلى جنوبه يعتبر قوة ضخامة تراثه الذي يبصم ثروة التقاليد وميزة التنوع الحضاري في الأزياء التقليدية لكل شبر من المناطق الوطنية مقدسة الأعراف القومية والشرفية لكل منطقة تراثية تروي كسوتها رمزية قومية لكل شبر من ربوع الوطن.
اللباس التقليدي القبائلي رمز الشرف لصمود الحضارة الأمازيغية
يعتبر اللباس التقليدي القبائلي من المقومات التراثية التي تزخر بها الحضارة الجزائرية كون رمزية هذه الكسوة استمدت الصمود الأمازيغي الذي يروي التقاليد المحافظة لمنطقة جرجرة على مر الأزمان، فتسقط ملامح روعة التأمل في رجال القبائل الذين يتخذون «البرنوس» زي تراثي ذو عبرة قيمة في أصالته نظرا للقدر الذي يحظى به في استذكار الأمجاد التراثية للأجداد التي تصنف قدسيته في منزلة شرف وسمعة بسالة الرجولة وهذا ما تبرزه تقاليد الأعراف التي تهدي تكريمية الرجل في المناسبات والولائم الاجتماعية «البرنوس» كرمز فخري للكرامة والشهامة، حيث يعتبر بحد ذاته نموذجا للاحترام والتقدير في مجالس الشورى بقرى القبائل التي لا تستغني عن رمزيته في تبادل التوقير والاحترام.
كما يعد لباس المرأة القبائلية «تكسيوت» رمزا للمقاومة والصمود في جبال القبائل كون منزلتها تمثل شعائر شرف المرأة القبائلية المتمسكة بهوية الذات على مر السنين، ولعل ما يميز هذه الكسوة هي السترة والعفة التي تبرز زينة مبادئ نسوة القبائل المتشبثة بتقاليد الاحترام للأصول، حيث تنعم عفتها بجمال اللباس الحريري الطويل الذي يتناسق مع فوطة حريرية ووشاح تقليدي يعرف بتسمية «امنديل» الذي يمثل قيمة القومية القبائلية في مراعاة قدسية العفة والشرف لتقاس عليه قيم انتماءات جذور الأصول العفيفة، وهذا ما يرسم جمال هذا اللباس التراثي المنسجم بمجوهرات الفضة مع القيم والنوازع الصحيحة للصفات والمبادئ التي تنعم بها أصالة المرأة القبائلية .
اللباس الشاوي رمز بسالة قومية الأوراس
يمثل اللباس التقليدي الشاوي هبة الشجاعة ورقة القومية في مواصلة كفاح الأجداد لصيانة معالم التراث الأمازيغي الذي تشهد عليه شاهق جبال الأوراس، فالرجل الشاوي يتمتع بنمط القيمة التي يرقى لها في كسوة زي «اقشاب» الذي له شأن عظيم في التراث التقليدي لمنطقة الشاوية العريقة التي تتخذ رسميته في كل المناسبات التراثية الشعبية، كما تتجلى قدسيته عند رجال القومية المحاربين الذين يتخذونه كرمز المقاومة والبسالة التي يهبها الرجل الشاوي. كما أن للمرأة الشاوية قصة ود عريق مع لباسها الحريري «املحف» الذي يمثل نبرة جمال مبادئ الشرف التي تملكها المراة الشاوية وتعتبر الخيوط المنقوشة بالون الفضي في هذه الكسوة رمزا خالدا للحرية التي اتخذها الأجداد ومن المراسيم التقليدية لهذا اللباس أنه يتحذ في الأفراح باللون الابيض تتربع عليه محزمة منسجمة مع زينة الخلالات الملقبة بالرديف الذي يبسط روعة تراث المرأة الشاوية الأصيلة.
لباس «الشدة» التلمساني مفخرة تراث الغرب الجزائري
الشدة لباس تراثي أصيل لمدينة تلمسان جوهرة الغرب الجزائري تعود اصول هذه الكسوة العريقة الى جذور الحضارة الزيانية التي استمدت الطابع الإسلامي الشرقي في تراثها الأمازيغي، حيث تمثل هذه الكسوة العريقة طابع فخر المرأة التلمسانية التي تتخذ رمزيته في أعراس الزفاف منطقة الغرب منذ أن نبعت الحضارة الزيانية التي رسمته لباسا للأميرات، حيث تلبس هذه الكسوة العريقة المصنوعة من حرير القطيفة مع مجوهرات وأحجار كريمة مشدودة يبرز عنها تاجا ملكيا مرصعا جمال هذا اللباس المبرز لقدر شرف المرأة التلمسانية التي امتزجت مع أعرافها بالتنوع التراثي التقليدي التلمساني الذي جمع نسقية الفوطة الامازيغية والقفطان التركي لتبرز جمالية لباس الشدة العصري المبرز للتنوع الحضاري للتراث الجزائري المتفتح على شم الحضارات.
«اكربي» اللباس التراثي العريق للمرأة الترقية
اكربي لباس تقليدي عريق لمنطقة ايليزي، يعتبر رمزا تراثيا للحضارة الترقية المستنبطة لمقومات شعائر المرأة الترقية في صيانة أمجاد تقاليدها وتراثها، فهذا الزي يمثل الكسوة الرسمية التي تتخذها العروس في زفافها للتعبير عن سعادتها تحت الروعة التي ترسمها الاهاليل المتجلية في قدسية الولائم والأفراح الشعبية للتوارق، ويعود تاريخ هذا الزي الترقي إلى جذور الحضارة الامازيغية التي تفرع منها التوارق حيث ينسق اللباس الفوطة الحريرية والخباية الامازيغية الأصيلة التي تتزين بها المرأة الترقية باتخاذها مجوهرات وأحجار كريمة مرصعة ترسم جمالية صمود التراث الجزائري على مر السنين المنتبذ لقيم التقاليد الممجدة لروعة الثقافة الجزائرية العريقة.
التراث الجزائري حضارة متنوعة يرسم أفاق الأعراف والقيم القومية للأجداد التي نبع منها جمال التنوع الثقافي التراثي المبرز لأمانة هوية الانتماء المتفتحة على كل الحضارات المتعاقبة على التراث الامازيغي الجزائري الذي من شانه ترسيم هذه الضخامة الثقافية في معالم التراث العالمي للدفع بالنهضة السياحية الوطنية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 09/04/2018
مضاف من طرف : tlemcen2011
صاحب المقال : يانيس حساس
المصدر : elmihwar.com