«الكبش الساحر».. عندما يعتدي الإنسان على حق الحيوان في الحياةاستمتع جمهور قاعة السعادة بوهران مساء أول أمس، بالعرض الأول للفيلم الجزائري "الكبش الساحر" و الذي قدم في نفس التوقيت بعدة جهات من الوطن، و هو للمخرج الصادق الكبير الذي أبدع في المزج بين الحقيقة والخيال، من أجل تقديم نصائح تربوية للبراءة.
على مدار أكثر من ساعة من الزمن، غاص المخرج الصادق الكبير الذي أدى الدور الرئيسي في آخر عمل سينمائي له، و الذي يعد أول فيلم جزائري موجه للأطفال، في أعماق عالم الحيوانات و علاقة الإنسان بها، منتقدا بطريقة طريفة العديد من العادات التي يتمسك بها بعض الجزائريين، غير مبالين بالضرر الذي تسببه للحيوانات، و خاصة مسألة المبارزة بين الكباش، كلما اقترب عيد الأضحى والتي تحولت لقمار في ظل انعدام أدنى مشاعر الرحمة تجاهها.
أبرز الصادق الكبير من خلال دوره الذي يعطيه قدرة سحر عقول البشر، أن هؤلاء هم الحيوانات بتصرفاتهم غير الأخلاقية، حيث يراقب حلبة مصارعة بين كبشين وسط مجموعة من المراهنين الذين يدفعون أموالا للمقامرة، و يسحرهم ليجعلهم يتصارعون في ما بينهم، في الوقت الذي يهرب الكبشان من الحلبة، في إشارة للجانب "المتوحش" للبشر، ثم يروي الصادق وهو الممثل الرئيسي قصة اكتسابه القدرة على سحر عقول البشر، كونه في صغره كان له خروف وديع أشرف على تربيته وتعلق به لدرجة أنه كان يرافقه للمدرسة و في كل الأماكن.
و ذات يوم وجده معلقا في بهو المنزل بعدما ذبحه والده، فتأثر كثيرا وظل لعدة أيام يبكي على فراق صديقه الكبش، الذي زاره في المنام و سكنت روحه جسد الصادق، ليبقيا دائما مع بعضهما ولا يتفارقان، ومنذ ذلك الحين ظل "الإنسان بروح الحيوان"، يدافع عن جميع الحيوانات و يحميها من شرور الإنسان، ومن أجل ذلك عمل مديرا لحديقة حيوانات، ولم يغادرها حتى بعد تقاعده ، حيث تحول إلى دليل لكل قاصدي الحديقة.
وكانت قصة الصادق هي ملخص ما عاشه مجموعة من الأطفال في يوم جميل قادهم لرحلة لحديقة الحيوانات، برفقة مديرة ومعلمة بالمدرسة، حيث تعرفوا على عدة حيوانات و نمط حياتها ، مثل الفيل وفرس البحر والدب والأسد والتمساح والطاووس وغيرها، و أثناء تجولهم بالحديقة، كانت تظهر لهم أمورا غير طبيعية، لم يجدوا لها تفسيرا وكانت سرا بين خولة و الصادق، حيث أن خولة كانت تسكنها "ملبوسة "بروح خنفساء و تعرف عمي الصادق منذ الصغر، لأن والدها هو الذي كان يقدم كبش العيد للمصارعة.
معلومات مفيدة للأطفال حول الحيوانات، ولكن أيضا نصائح تربوية مهمة لتقويم سلوكاتهم، سواء إزاء أنفسهم، مثل تنظيف الأسنان و الاهتمام بالصحة و إزاء الآخرين بالتصالح و نبذ الشجار و التصنت على الآخرين والجدل في أمور لا تفيد، وكذا اتجاه الحيوانات بالمحافظة عليها وحمايتها من الأخطار، سواء كانت هذه المخلوقات ضخمة مثل الفيل أو صغيره كالنملة.
علما أن الفيلم شاركت فيه الممثلة ريم تاعكوشت ومصطفى لعريبي ومجموعة من الأطفال وهو من إنتاج 2019، من طرف المركز الجزائري لتطوير السينما وشركة إنتاج خاصة "لالا مولاتي".
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 03/04/2019
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : بن ودان خيرة
المصدر : www.annasronline.com