الجزائر

يشترطون تحسين الأوضاع والرواتب للعودة إلى الجزائر 30 إطارا يعملون في قطر والعدد مرشح للارتفاع



تعد قطر أول دولة في الخليج العربي استقطابا للمدربين الجزائريين، كما أنها تعد من بين البلدان  القليلة في الخليج العربي التي تبلغ عروضها المالية مستويات خيالية، للحصول على أفضل الكفاءات الأجنبية لتدريب أنديتها ومنتخباتها الوطنية وأيضا لتأهيل الرياضة القطرية التي  تنتظرها  تحديات كبيرة في مختلف المنافسات، خاصة الرياضات الجماعية.
 لا يقتصر اهتمام القطريين بالكفاءات الجزائرية على الطب والصحافة فقط، بل يتعداه إلى الرياضة، وفي هذا الخصوص، يضع القطريون المدربين الجزائريين في صدارة قائمة المدربين الأجانب الذين تبحث عن التعاقد معهم للمساهمة في بعث الرياضة القطرية. ويربط ممثلون عن وزارة الرياضة القطرية المسؤولة مباشرة على استقدامات الأندية والمنتخبات الوطنية، اتصالات مع المدربين الجزائريين، عن طريق زملاء لهم يعملون في قطر أو في المناسبات الرياضية الكبيرة، مثلما هو عليه الحال بالنسبة للألعاب العربية التي تجرى حاليا بالعاصمة القطرية (الدوحة).  وسرعان ما يوافق المدربون الجزائريون على العروض، في ضوء الإغراءات المالية التي يقدمها القطريون للمدربين الجزائريين.  ولا تقتصر العروض على الراتب الشهري فحسب، بل يشمل أيضا التكفل بمصاريف دراسة الأبناء والحصول على سيارة وشقة وتذاكر سفر جوا إلى الجزائر. وليس في كل الأحوال، يحصل المدربون الجزائريون على كل هذه الامتيازات، والأمر يتعلق بالمفاوضات، إلا أن في غالب الأحيان، يحصل المدربون الجزائريون على كل الامتيازات المذكورة، وفي حال العكس، يقوم المدربون الجزائريون بدفع نفقات الشقة والسيارة من مداخيلهم الخاصة. ورفض أغلب المدربين الجزائريين، ممن سألتهم الخبر ، التصريح بالرواتب التي يتلقوها مقابل العمل في قطر، فيما فضل آخرون ليس فقط عدم ذكر الأرقام، وإنما أيضا أسماءهم، بسبب المشاكل الإدارية التي لاتزال عالقة مع الوصاية في الجزائر، إلا أن المدربين أجمعوا كلهم، على القول إن ما يتقاضوه في قطر يساوي ما بين خمس وعشر مرات ما كانوا يتلقوه في الجزائر، كما أجمع المدربون الجزائريون على أنهم مستعدون للعودة للعمل في الجزائر، شرط أن تتحسن الظروف وأيضا الرواتب.

الجزائريون موجودون  في أغلب الاختصاصات
يوجد الجزائريون في كثير من الاختصاصات التي تعرفها الرياضة القطرية، بما في ذلك رياضة المعاقين، التي تعرف حضورا جزائريا مميزا. ففي كرة اليد، تعرف القائمة حضور عدد من المدربين الذين عرفوا بمستواهم سواء عندما كانوا لاعبين أو مدربين في الجزائر، والأمر يتعلق خاصة بالمدرب الوطني السابق، كمال عقاب، وتألق المدرب الجزائري لخضر عروش عندما منح قطر لقب كأس أمم آسيا للأشبال في كرة اليد. وفي الجيدو، فإن القائمة تضم اثنين من أفضل المدربين في الجزائر، في الأعوام الأخيرة، والأمر يتعلق بالمدربين حميد شعلال ومحمد بوهدو، فالأول يشغل منصب مدرب وطني، فيما يشغل الثاني منصب مدير فني وطني، ويكفي القول إن شعلال هو الذي قاد المصارعة صورية حداد للفوز بالميدالية البروزنزية في الألعاب الأولمبية ببكين. وتعرف رياضة المعاقين في قطر تقدما بفضل خبرة مدرب جزائري، ومايزال الطلب قائما على الكفاءات الجزائرية في رياضة المعاقين، بالنظر إلى المستوى العالمي والأولمبي للرياضة الجزائرية، خاصة في بعض الاختصاصات. وفي الكرة الطائرة، يبرز اسم حشيشي مراد الذي يدرب نادي الخور، وهو يعد أحد أبرز المدربين الأجانب في قطر، إلى جانب مدرب ألعاب القوى في اختصاص القفز العالي، ويدعى كريم، الذي يدرب نادي الجيش، إلى جانب عبد القادر كسيب الذي يدرب المنتخب القطري للكرة الطائرة للأشبال.

الألعاب العربية نافذة المدربين المغمورين للعمل في قطر
تشكل الألعاب العربية الحالية التي تجرى بالدوحة، فرصة للمدربين الجزائريين للحصول على عقود مغرية، للعمل في قطر. وحسب ما علمته الخبر ، فإن اتصالات جرت بين المسؤولين القطريين والمدربين الجزائريين لبعض الاختصاصات خاصة المتألقة منها في الألعاب، فيما خان الحظ  المدربين الجزائريين، ممن فشلوا في الفوز بميداليات في الألعاب، كما قام بعض المدربين بربط اتصالات بأنفسهم مع أصدقاء وزملاء لهم في قطر للتوسط لهم للعمل في قطر، وفرص هؤلاء كبيرة، للعمل في قطر، خاصة إذا ما كان المدربون الجزائريون المقيمون في قطر يتمتعون باحترام وتقدير كبيرين، وفي أسوأ الأحوال يطلب من المدربين الجزائريين الانتظار إلى غاية توفر الظروف للحصول على عقود عمل في قطر. ويتوقع المدربون الجزائريون الحاضرون اعتراضهم مشكلة إدارية، تتعلق بإمكانية رفض الوزارة تسريحهم للعمل في قطر، بعدما اتضح أن عددا من المدربين الجزائريين العاملين ليس فقط  في قطر، وإنما في بلدان خليجية أخرى، لم يقوموا بتسوية وضعيتهم الإدارية لمواصلة العمل في بلدان الخليج، وفي الوقت نفسه، ما يزال هؤلاء يتلقون أجورا في الجزائر.

التونسيون ينافسون الجزائريين
بشهادة أكثر من مدرب، فإنه ليس المدربين الأوروبيين الذين يثيرون ذعر المدربين الجزائريين، بسبب المنافسة، وإنما التونسيين الذين يعدون المنافسين الأوليين للجزائريين على مناصب عملهم، وهذه المنافسة لا تتمثل فقط في الرياضة، بل أيضا في قطاعات أخرى، في ضوء المصاعب الاقتصادية التي تعيشها تونس.  وبقدر ما تعرف الجزائر هجرة إطاراتها إلى الخليج وبالضبط إلى قطر، تشهد تونس، مؤخرا، حركة غير عادية لمدربيها إلى الخليج، خاصة بعد الثورة التونسية. ويميل القطريون إلى المدربين الجزائريين، في لعبة كرة اليد، بعد الانطباع الحسن الذي تركته الكرة الصغيرة الجزائرية في المحافل الدولية، خاصة في دورات بطولة أمم إفريقيا، عندما كان محمد عزيز درواز مدربا لـ الخضر في الثمانينيات، ويتقدم هؤلاء، المدرب الوطني السابق القدير، كمال عقاب، الذي يدرب نادي الريان، قادما من تونس، وكافي ودرواسي، اللذين يدربان نادي السد، ومحمد الصغير، الذي يدرب نادي العربي. وكل هؤلاء يحظون باحترام وتقدير كبيرين، وحسب ما علمناه، فإن التونسيين لا يبدون تشددا في المفاوضات، ما يجعلهم يتخلون عن بعض الامتيازات، وهو ما يشجع القطريين على التعاقد معهم، للعمل في الرياضات التي تعرف نقصا في المدربين. ويرشح أن يكون عدد المدربين التونسيين في قطر أكبر من المدربين الجزائريين، إذا طالت مصاعب التونسيين في تونس.          


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)