الجزائر

يشارك المقاطعون والغاضبون الأمين العام ينجو برأسه من التقويمية في اجتماع مثير للجنة المركزية



 خيم ''شبح'' الحركة التقويمية على أشغال اليوم الأول لدورة اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني، وإن بدا الأمين العام، عبد العزيز بلخادم، مستعرضا لشعبيته داخل اللجنة، إلا أن كواليس الحزب كانت تعج بأحاديث عن ''جماعة خالدي''، مع توقعات بمفاجآت مفترضة تزامنا وأشغال اللجنة.نجح بلخادم في تمرير جميع رسائله أمام أعضاء اللجنة المركزية الحاضرين وعددهم، كما قال، 320 عضو، تغيب منهم 14 بمبررات ذكرها بلخادم حالة بحالة، وتلخصت في الالتزامات الشخصية أو المرضية لكل عضو متغيب بين (حفلات زواج ومبرر مرضي ملزم كما كان الحال مع عباس ميخاليف). وقد حضر أشغال اللجنة المركزية وجوه كثيرة تعودت التغيب على اجتماعات شبيهة. وفسرت قيادات هذا الحضور لبعض الوجوه بـ''رغبتهم في تبيان وجهتهم مع بلخادم أو ضده في حال التغيب''.وكان واضحا غياب أغلب الوجوه المحسوبة على حركة ''التقويم والتأصيل''، كما لم يشارك عبد الرزاق بوحارة، لكن كلمته ''الغاضبة'' شاركت في الاجتماع وقرأها بلخادم نفسه، كما تغيب الوزيران محمود خوذري والهادي خالدي، في وقت كان قياديون موالون لبلخادم يرددون قبل افتتاح الجلسات أن ''خالدي قد يصل في أي لحظة للتراجع عن مسعاه وقراءة بيان اعتذار''. وتغيب عبد الرشيد بوكرزازة وفوجيل ومحمد الصغير قارة وكذلك بوخالفة وبورايو.وأحرج عضو اللجنة المركزية محمد شوقي مزيان، الأمين العام بمجرد شروعه في قراءة جدول الأعمال، وقد قاطع الأمين العام وتوجه إليه بـ''اعتراض'' يطالب فيه بـ''توزيع وثيقة أرسلها عبد الرزاق بوحارة''، ولم يتحرج الأمين العام من خطوة مزيان، ورد عليها بأن ''بوحارة كتب في وثيقته أنها موجهة لي ولأعضاء اللجنة المركزية لذلك خلتها معهم''، وزاد بلخادم في رده أن ''قرأ الرسالة كاملة على الحضور وحملت توقيع كل من بوحارة وبوخالفة، كما أخرج بلخادم رده على القياديين ''يدعوهما للمشاركة وعرض أفكارهما ولو استلزم الأمر تمديد اجتماع اللجنة المركزية لأكثـر من ثلاثة أيام''. وختم الأمين العام للأفالان يقول ''بدورهما ردا على مراسلتي أمس مساء (الأربعاء) وقالا إنهما فهما من ردي أن الوثيقة ستمر بنفس الممارسات السابقة غير الديمقراطية''. وقال بلخادم مخاطبا كلا القياديين: ''مرحبا بكما في اليومين المتبقيين من الدورة وإن لم تحضرا فمرحبا في الدورة القادمة وعرض الوثيقة بكل ديمقراطية''.وشوهد العديد من القياديين الذين اختفوا عن ساحة الأفالان لفترة، بينما كان المشهد الأكثـر جذبا لرئيس المجلس الشعبي الوطني، السابق، عمار سعيداني، الذي ظل يتجول في القاعة بفندق مزفران، كما شارك عدد كبير من رجال الأعمال الذين ضمهم بلخادم لمنتدى رجال أعمال الحزب، وهو المنتدى الذي ورد مطولا في كلام بلخادم، مدافعا عن خيار إنشائه بالقول: ''أنا أيضا أحشد لحزبي في وقت الأحزاب الأخرى تحشد، لكن نرفض أن يترشح رجل أعمال مقابل فلوس ومن يقبض علينا رشوة أو سرقة أو اختلاس فليتفضل''.وحملت أشغال اللجنة المركزية في الفترة الصباحية تلميحات كثيرة لحركة ''التقويم''، وكلما لمح بلخادم للمجموعة أو حتى أشار إلى ''العصيان'' أو ''عدم الانضباط''، قابله الأعضاء المشاركون بالتصفيق والتهليل، والواضح أنها جميعا رسائل من محيط بلخادم قال عنها كثير من المشاركون إن ''نهايتها مع أشغال هذه الدورة للجنة المركزية''.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)