الجزائر

يسرى تحرم من نور العلم بسبب فقدانها نور البصر



يسرى تحرم من نور العلم بسبب فقدانها نور البصر
لا يكاد بيت، في زماننا هذا، يخلو من طفل مريض، كما هي الحال بالنسبة إلى بيت رزقي بوغابة، الواقع بقرية الطهرة، التابعة لبلدية بني زيد، بولاية سكيكدة، الذي دلنا عليه أحد المحسنين.وعندما دخلناه، وجدنا أنفسنا أمام حالة إنسانية فاقت كل حدود المنطق والمعقول، حيث لمحت أعيننا عند باب غرفة استقبال الضيوف، وأي غرفة، التلميذة يسرى، ذات ال 16 ربيعا، التي تدرس في السنة الأولى متوسط، بمتوسطة بوقاموزة ببلدية بني زيد، غرب ولاية سكيكدة، التي انقطعت عن الدراسة لمدة 7 أيام متتالية، ولم تتوجه، كباقي زميلاتها، إلى طلب نور العلم بسبب فقدانها نور البصر.وأصبحت لا تميز بين الأشياء، خاصة ما يكتبه الأساتذة على السبورة، يأسرها الألم عندما يطلبون منها قراءة ما كتب. هذا المرض أثر سلبا على التحصيل المدرسي ليسرى، إذ أعادت السنة 4 مرات، 3 في الابتدائي والرابعة في المتوسط، آخرها العام الدراسي الماضي، إذ تحصلت على معدل 8.93 بسبب ضعف البصر، لأنها لا ترى ما يكتب على السبورة بشكل جيد.في البداية، كانت تخفي الأمر عن عائلتها لمدة 10 سنوات، لأنها تعلم مسبقا أن والدها، رزقي، لا يستطيع أن يعمل أي شيء، بسبب الفقر المدقع الذي يعاني منه، لكنها مؤخرا تشجعت وكشفت الأمر لوالدتها المفجوعة.وكشفت لها أنها تعاني من داء غريب، يتمثل في ضعف في قرنية العين. عانت منذ ولادتها من مشاكل صحية كثيرة جراء هذا الداء. زارت عدة أطباء، اختصاص طب العيون، في الشرق الجزائري بالقل وسكيكدة وجيجل وورڤلة. ونصحوا والدها الذي يشتغل عاملا يوميا في قطاع الأشغال العمومية، بخضوعها لإجراء عملية جراحية مستعجلة في تونس، تكلف مبلغا ماليا يقدر بنحو 40 مليون سنتيم لزراعة القرنية في عينيها.ونظرا إلى حالته المادية الصعبة، فإنه عجز عن توفير الأموال الكافية لإجراء العملية الجراحية، التي تعيد البسمة للعائلة. وأدى تأخر إجرائها إلى تدهور حالة ابنته الصحية، خاصة في العينين. ويطالب ذوي البر والإحسان وأصحاب القلوب الرحيمة توفير المال الكافي لإجراء العملية في أسرع وقت ممكن، لتعود إلى مقاعد الدراسة، وإلا ستفقد يسرى نور العينين. وهي منذ ولادتها لم تعش طفولتها كباقي رفيقات دربها، ولم تعرف السعادة كغيرها من الأطفال، بل كبرت قبل أوانها لتبدأ رحلة طويلة مع المعاناة والمرض منذ ولادتها. أمها، السيدة حبيبة بلعيدي، غارقة في دنيا الأحزان، الألم يمزق قلبها، لأن المرض يفتك بابنتها، حيث حولت مأساة هذه البنت حياتهم القاسية إلى جحيم يجهض أحلامهم، لينبت مستقبلا ًأسود يتواطأ مع الألم والحرمان، بل تقضي الوالدة المسكينة ليلها ونهارها على دوي صراخ قوي لابنتها، يقلق أحيانا كثيرة العائلة وحتى الجيران. يمتد أحيانا على مدار ليلة كاملة. ولكن ما العمل؟ الأم تعبت مؤخرا، هي التي تطعمها وتشرف عليها. وقالت الوالدة المفجوعة، إنه ليحز في نفسي عندما أرى زميلات يسرى في طريقهن إلى المتوسطة ببلدية بني زيد لطلب نور العلم وابنتي في غرفتها تبكي بحرقة. وهي كما تبدو امرأة قوية ومناضلة عاشت وكابدت فيما يتعلق بمرض ابنتها.وتطلب في الأخير من ذوي البر والإحسان ووزارة الصحة والتضامن وأصحاب القلوب الرحيمة، النظر برفق إلى حالة ابنتها ومساعدة العائلة لعلاجها خارج الوطن وبالضبط بدولة تونس الشقيقة للعودة إلى مقاعد الدارسة وتحقيق أمنيتها المتمثلة في حفظ المصحف الشريف.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)