الجزائر

يستورد من الخارج أو ينتج محليا عسل ممزوج بالسكر أغلبه اصطناعي وبه مكونات ضارة



كشف رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات تربية النحل، محمود لكحل، أن العسل الطبيعي المعلن استيراده من إسبانيا ينتجه صينيون في بلادهم باستعمال أدوية تشكل خطرا على  صحة الجزائريين. وتفيد أرقام مصالح الجمارك، بأن أكثـر من 275 طن من العسل الطبيعي دخلت السنة الماضية إلى السوق الجزائرية في عمليات استيراد من إسبانيا وكلفت المستورد حوالي 68 دينارا للكيلوغرام أي أقل من سعر البطاطا.  شدد رئيس فيدرالية مربي النحل على أن إسبانيا ليست بلدا منتجا للعسل الطبيعي وإنما هي منطقة عبور لهذا المنتوج المستقدم في الأصل من الصين. وأكد المتحدث في تصريح خاص لـ''الخبر''، أن المسألة فيها تحايل لاختراق السوق الوطنية وعرض سلعة مشبوهة لاستهلاك الجزائريين بعد إنتاجها في الصين وعجز مورديها عن إيجاد منفذ لدخولها الأسواق الأوروبية منذ 10 سنوات. وقال ذات المختص في تربية النحل إن العارفين بإنتاج العسل، يعلمون جيدا أن خلية النحل معرضة لمرض تعفن الحضانة. وأضاف أن مربي النحل في الجزائر يعالجون هذا المرض بمادة ''ندارين أوكسي تتراكسلين'' ويضيفون إليها مادة ''تيراميسين'' ويتجنبون استعمال مادة ''كلوفينيكول'' الممنوعة في  إنتاج العسل بعدد من الدول منها الجزائر والدول الأوروبية، في وقت تستعملها الصين بشكل كبير، كما يستخدم السكر بكثافة لزيادة الإنتاج. وأوضح السيد لكحل بأن مادة ''كلونيفيكول'' تستعمل لمعالجة أمراض بشرية في المستشفيات الجزائرية وأن استهلاك العسل المستخرج من النحل المعالج بهذه المادة، يكسب المناعة المقاومة للتداوي من أمراض يمكن معالجتها عبر المادة ذاتها، ما جعل السلطات الوصية تمنع استعمالها في تربية النحل. وذكر ممثل النحالين بقضية مماثلة تمت إثارتها منذ أكثر من خمس سنوات، وتتعلق بعسل طبيعي مستورد من السعودية وأصله صيني تم تسويقه بتعليق علامة ''الشفاء''. وأوضح بأن الخطر مازال موجودا، كون السوق الجزائرية تظل مفتوحة لمنتوج مماثل لغياب قدرات مخبرية وطنية، يمكنها الكشف عن مكامن  الخطر القادم من الصين، في إشارة إلى مخبر تحليل المواد الغذائية المتواجد ببلفور في بلدية الحراش بالعاصمة.  من جانب آخر، تطرح تكلفة عمليات استيراد العسل من إسبانيا المعلنة من طرف المركز الوطني للإعلام والإحصاءات التابع للجمارك أكثر من سؤال، حيث بلغت قيمة استيراد أكثر من 275 طن نحو 6,253 ألف دولار أي حوالي 9,0 دولار للكيلوغرام، ما يقابله 68 دينارا بالعملة الوطنية في حين أن كمية 1,37 طن من العسل الطبيعي المستورد من ألمانيا خلال الفترة نفسها كلفت أكثر من 120 ألف دولار لتصل تكلفة الكيلوغرام إلى 23,3 دولار أي 5,239 دينار، وهو رقم مضاعف بأكثر من ثلاث مرات عن الرقم الأول ويدعم ما جاء به السيد لكحل المشدد على أن عسل إسبانيا الموجه لاستهلاك الجزائريين هو صيني وليس أوروبيا.       س.ب     رئيس الجمعية الوطنية لحماية المستهلك حريز زكي لـ''الخبر'' أكثر من نصف العسل المتداول في السوق يفتقد للمقاييس   شدد السيد حريز زكي، رئيس الجمعية الوطنية لحماية المستهلك، على ضرورة محاربة الممارسات المنافية لقواعد التجارة السليمة والتي تقوم على الغش والتدليس، مشيرا إلى أن نصف العسل المتداول بعيد عن المقاييس المعمول بها والمعتمدة دوليا ويفتقد لمزايا المنتوج الصحيح. وأوضح حريز لـ''الخبر'': ''نحن الآن في بداية حملة التوعية والتحسيس لنشر الثقافة الاستهلاكية، ومن بين مبادئ هذه الثقافة تفادي شراء منتجات لا تتضمن الوسم، ونعلم أن السوق الموازية تركز على السعر لجذب المستهلك وأن ما بين 50 و60 بالمائة من المواد المتداولة منها العسل والزيت مجهولة الهوية، ويتعين تفادي استهلاك ما لا يتم التأكد من سلامته، رغم إغراء الأسعار. ولاحظ المتحدث أن الممارسات المتداولة حاليا هو مزج المادة الأصلية مثل العسل بمواد أخرى أقل تكلفة، منها السكر المحول الذي تتم إضافته إلى نسبة قليلة من العسل تقدر بما بين 20 إلى 25 بالمائة، ويتم تسويقه على أساس أنه عسل نحل، كما أن هناك من يعمد إلى تغذية النحل بالسكر، ليضاعف من الإنتاج، بينما ما ينتج يكون غير صحي لأنه يفوق النسبة المقبولة أي أنه يفوق مثلا نسبة 20 بالمائة، حيث إن ما يتعارف عليه أن نسبة السكر في العسل حسب الأنواع تتراوح ما بين 5 و20 بالمائة وما فوق ذلك فهو غير سليم. وأشار حريز إلى أن المستهلك في الجزائر لايزال يتسم بالنية الحسنة ودورنا هو التوجيه والتوعية بخطورة التوجه إلى مواد غير مراقبة وعرضة للغش والتدليس، لذا يتعين اقتناء العسل مثلا عن طريق المعارض والصالونات والتعاونيات والمزارع المتخصصة والتي تضمن وجود الوسم ومعرفة المنتج، علما أن هناك وعيا بضرورة تحسين التوضيب والتغليف، الذي يظل غير مكلف ويقدر بـ60 إلى 100 دينار، بينما المادة الأولية تقدر بـ 1500  إلى 2000 دينار على أقل تقدير لنصف كيلوغرام من المادة الأولية. وخلص رئيس جمعية حماية المستهلك بالتأكيد على أن المرسوم التنفيذي الصادر في 2005 واضح في إلزامية تضمن أي مادة لوسم يبين كل مواصفاتها، في وقت يتعين على المواطن مقاطعة المواد التي لا تحمل وسما لأنها يمكن أن تكون خطرة على صحته.       حصة استهلاك الجزائري تتراوح ما بين 70 و90 غراما في السنة  الجزائر تنتج 55 ألف طن من العسل    قدّر مصدر من وزارة الفلاحة لـ''الخبر'' إنتاج العسل في الجزائر بحوالي 55 ألف طن أو 55 مليون كيلوغرام، مع إحصاء 5, 1 إلى 6, 1 مليون خلية نحل منتشرة عبر كامل التراب الوطني، بما في ذلك بعض مناطق الجنوب على مستوى الواحات. ويظل استهلاك الفرد الجزائري متواضعا بـ 70 إلى 80 غراما في السنة، مقابل أكثـر من 100 غرام بالنسبة لدول الجوار وما بين 600 و800 غرام لدول جنوب حوض المتوسط. ووفقا لنفس المصدر، فإن إنتاج العسل في الجزائر يعرف نموا خلال السنوات الماضية، ولكنه مع ذلك غير كاف لتلبية حاجيات السوق، حيث حددت الفيدرالية الجزائرية لمنتجي العسل هدف بلوغ 100 ألف طن في غضون 2014، أي مضاعفة الإنتاج في غضون السنتين المقبلتين، بعد أن كان يقدر بـ33 ألف طن في 2008 و48 ألف طن في .2010 ويتم إحصاء ما بين 15 و20 نوعا من العسل المتداول في السوق وتسجيل أكثـر من 5,1 إلى 6,1 مليون خلية نخل، تعرف انتشارا في مختلف المناطق بما في ذلك الجنوب الذي أضحى ينتج عسلا في الواحات. ويعمل بالقطاع أكثـر من 20 ألف مربي نحل، يحاولون الرفع من مستوى الإنتاج الوطني الذي تضاف إليه كميات أكبر من العسل المستورد والمقدر كمعدل بـ140 إلى 160 ألف طن سنويا، يتم استيرادها من حوالي عشرة بلدان مختلفة، منها تايلاندا وتركيا والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا.       ثقافة المستهلك  يتكون قوام العسل من البروتين وأنواع مختلفة من السكر وكثير من الأملاح المعدنية كالحديد والنحاس والمنغنيز والكالسيوم والكبريت والصوديوم والفوسفور. كما يحتوي العسل على جميع الأحماض الأمينية التي يحتاج إليها الجسم تقريباً. والعسل وإن اختلف باختلاف نوع النبات المجموع منه الرحيق والظروف المحيطة من حيث نوع التربة والتسميد والظروف الجوية، إلا أنه يتكون غالباً من:  ماء 16بالمائة، سكر فواكه (فركتوز) 41 بالمائة. سكر عنب (غلوكوز) 34 بالمائة، سكر قصب  3بالمائة، دكسترين 7 ,1 بالمائة، بروتين 3, 0 بالمائة، نيتروجين 04 بالمائة، مواد غير معدنية 43 ,3 بالمائة، رماد (أملاح) 81, 0 بالمائة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)