الجزائر

يربطها القائمون عليها بضمان سلامة الطفل ووقايته من الأمراض روضات بالعاصمة تفرض على الأولياء تجهيز أطفالهم بأدوات باهظة الثمن



 تشترط بعض الروضات المتواجدة على مستوى العاصمة على الأولياء عند توجههم لتسجيل أطفالهم ضرورة أن يجهز هؤلاء بأدوات خاصة وماركات تجارية معينة، والتي تتلخص على العموم في المحافظ وأقلام التلوين والورق والألوان المائية والمآزر، ناهيك عن حقوق التسجيل التي تختلف من روضة إلى أخرى، حسب درجة التكفل التي توليها الروضة للطفل·ولإعطاء الموضوع حقه اقتربت ''الفجر'' من بعض الأولياء، الذين أكدوا لنا صحة هذه المعلومة التي أصبحت تشغل بالهم·السيدة رشيدة أم لطفل قالت لنا إن ما تتحمّله من مصاريف لتجهيز ابنها الذي يمضي عامه الثاني في الروضة يفوق بكثير قيمة المبلغ المدفوع كحقوق التسجيل والذي يقدر بـ2000 دج، وتضيف أنها تفاجأت بشروط الإدارة التي فرضت عليها نوعية خاصة من الأدوات، والتي منها ورق مقوى من النوع الرفيع، ومئزر وردي اللون، وعلامة معينة للألوان المائية لم نشأ ذكرها لتفادي الإشهار، وكل هذه المستلزمات غالية الثمن، وليس بمقدور الجميع اقتناءها، والغريب في الأمر أن الإدارة متشددة في ذلك ولا تقبل أي تغيير فيما هو مطلوب·في ذات السياق، أكدت لنا السيدة زهرة، صاحبة مشغل للخياطة وأم لطفلين، أن الآباء يجدون صعوبة في تكييف مصاريفهم مع متطلبات الحياة، فبالرغم من أنها تملك مشروعا خاصا، إلا أنها لم تستطع تلبية احتياجات ولديها فالأول يدرس في السنة الثانية ابتدائي والثاني أدخلته روضة بالأبيار في العاصمة، هذه الأخيرة التي فرضت عليها قائمة خاصة من الأدوات وبمواصفات محددة تتطلب احترام أدق التفاصيل وهي تقريبا نفس الشروط التي تحدثت عنها السيدة رشيدة مع اختلافات طفيفة·ولأن تكاليف الروضة ليست في متناول الجميع، خاصة مع الشروط التي يراها البعض ''تعجيزية''، ولا تساعد الأولياء، إلا أن هذه الأخيرة تعتبر السبب الرئيسي الذي يدفع بالأمهات إلى تفضيل وضع أطفالهن لدى أقربائهن، وهو أمر غير متاح للجميع، فيما يلجأ البعض الآخر إلى البحث عن العائلات التي تقوم برعاية الأطفال، مقابل مبلغ رمزي، خاصة وأن هناك بعض الفتيات من خريجات الجامعة اللائي لم يجدن عملا وقررن اللجوء إلى التكفل بالأطفال والحرص على تعليمهم الشيء الضروري مقابل ما يضمن لهم تغطية بعض مصاريفهم المتواضعة· حاولنا الاتصال بعينة من القائمين على شؤون بعض رياض الأطفال، وكما هو معروف فإن أغلبهن نساء، إلا أن البعض تحجج بانعدام الوقت مثل صاحبة روضة بالأبيار، والبعض الآخر لم يعرنا اهتماما· لكن رغم ذلك وبإلحاح منا، تفضلت السيدة نعيمة، التي تملك روضة بالقبة قائلة إن هذا الإجراء يخدم مصلحة الطفل قبل كل شيء، ولا يجب على الأولياء التذمر، لأن تجهيزه بأدوات ذات مواصفات راقية يضمن عدم تعرضه للأذى أو الإصابة بأي مرض، خاصة وأن جل ما يتطلبه الطفل يحتوي على مواد كيميائية·سألنا ''كيف ذلك؟''، فردّت أن الأدوات الرخيصة معظمها مقلّدة ولا تصنع بمواصفات تحترم السلامة الصحية للأطفال خاصة وأن جل ما يتطلبه الطفل يحتوي على مواد كيميائية، في حين أن الأدوات التي تباع بأثمان مرتفعة تصنع تحت رقابة صارمة وتأخذ بعين الاعتبار الأولية الصحية لمستعمليها· ولأن البعض مجبر والبعض الآخر لا يثق في أي كان، يبقى الأولياء مجبرون على تحمّل ما يُفرض عليهم من طرف إدارات بعض رياض الأطفال·  الطاوس·ب


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)