خصص المعهد الوطني المتخصص في التكوين المهني، الشهيد الهادي عمراني، بولاية خنشلة أكثر من 240 مقعدا بيداغوجيا تحسباً للدورة الثانية (أكتوبر2011)، بعد أن تم في نمط التكوين الإقامي إدراج خمسة اختصاصات ذات طابع مهني، ستمكن أصحابها بعد ثلاثين شهرا من التكوين النظري والتطبيقي من نيل شهادة الأهلية (تقني سامي) في اختصاصات منها؛ الكهروتقني، الزراعات الكبرى، التهيئة العمرانية، رسام مسقط في الخرسانة المسلحة وكذا تقني سامي في مراقبة نوعية صناعة الأغذية الزراعية.
وأمام الشباب الحائز على مستوى السنة الثالثة ثانوي في مختلف الشعب، واختصاصان في نمط التكوين عن طريق التمهين الموجه للشباب البالغ من العمر بين 15 و25 سنة، ويمدد إلى الثلاثين بالنسبة للإناث في الحالات الخاصة وهما؛ تقني سامي في الإنتاج الحيواني خيار: تربية الحيوانات الصغيرة، وتقني سامي في المعلوماتية خيار: الشبكات والأنظمة المعلوماتية، وكذا اختصاص موجه للمتخرجين الحائزين على شهادة تقني للحصول على شهادة أعلى في التكوين عن طريق الدروس المسائية.
والجدير بالذكر أن هذه الإختصاصات المفتوحة لهذه الدورة تواكب متطلبات سوق العمل وتتماشى مع ظروف المنطقة وطبيعتها، حيث تراهن الإدارة على إدماج المتربص مباشرة بعد دراسته نظريا وتطبيقيا لمدة ثلاثين شهرا وحصوله على شهادة تقني سامي، كما تراهن على توفير منصب عمل له على مستوى الإدارات، أو تمكينه من إنشاء مؤسسة صغيرة عن طريق تدعيمات الدولة.
لم يتمكن مقاتلو المجلس الانتقالي أياما بعد أن شنوا أول هجماتهم على مدينة سرت من بسط سيطرتهم على هذه المدينة الاستراتيجية بعد أن صمد من أبقوا على ولائهم لنظام العقيد الليبي في تحصيناتهم التي اتخذوها تحسبا لساعة الحسم في مدينة تعد عصب الاقتصاد الليبي بفضل منشآتها الغازية والنفطية الضخمة.
وشن مقاتلو المعارضة المسلحة هجماتهم قبل أن يفروا ثانية بسبب النيران المعادية التي أرغمتهم على التراجع من أحياء استراتيجية في المدينة رغم تمكنهم من فرض سيطرتهم على المطار والطريق السريع المؤدي إليها.
ويتواصل مسلسل الكر والفر بين قوات المجلس الانتقالي وأنصار العقيد الليبي معمر القذافي في آخر معارك بسط السيطرة على سرت التي تبقى آخر معاقل ما تبقى من مقاتلي كتائب النظام الليبي المنهار تحت وقع عمليات القصف الجوي الأطلسي التي خرجت عن إطارها المعلن عنه لتأخذ منحى آخر، غير ذلك القاضي بحماية المدنيين الليبيين.
وأكدت مصادر حلف ''الناتو''، أمس، أن طائراته نفذت 43 طلعة جوية دمرت بواسطتها عشرين موقعا تابعا لكتائب القذافي في مدينة سرت وضواحيها، حيث تصاعدت وتيرة المعارك الضارية بين المتقاتلين تم بفضلها تدمير خمسة مراكز للقيادة والتحكم وثلاث منصات للرادار وأربع آليات حربية وثمانية أنظمة للصواريخ على مشارف هذه المدينة.
وقد أكد موسى إبراهيم، الناطق باسم كتائب القذافي، في رسالة صوتية جديدة، أمس، أن الانسحاب الذي أكد عليه مقاتلو المجلس الانتقالي من مدينة بني وليد لم يكن تكتيكيا ولكن بسبب النيران التي تعرضوا لها من القوات الموالية للعقيد الليبي معمر القذافي وأرغمتهم على التراجع.
ويبدو أن أنصار العقيد الليبي الذين انسحبوا مرغمين إلى مدينتي بني وليد وسرت جاء إدراكا منهم لأهميتهما حتى على حياتهم مما جعلهم يحكمون سيطرتهم عليها من خلال إقامة تحصينات وتنظيم خطوطهم الدفاعية في محاولة أخيرة لإفشال زحف قوات المعارضة المسلحة والتي واجهت فعلا صعوبات كبيرة حالت دون تمكنها من حسم الوضع الميداني رغم الثقل العسكري الذي ألقت به مقنبلات حلف الناتو لترجيح كفة المعركة النهائية لصالح مقاتلي المجلس الانتقالي.
وهي الحقيقة التي وقف عليها ستة آلاف مسلح معارض الذين أقحموا في معركة سرت بمجرد شروعهم في أولى المعارك التي خصصوها لجس النبض وتحسس الموقف قبل الهجوم النهائي على مدينة تبقى رمزا للنظام الليبي ومسقط رأس العقيد معمر القذافي.
ورغم أن كل التكهنات التي سبقت المعركة صبت في احتمال العثور على العقيد المنهار نظامه في أحد قصورها أو تحصيناتها إلا أن كل التخمينات أخطأت هذه المرة -أيضا- تماما مثلما حدث في باب العزيزية في العاصمة طرابلس ومدينة بني وليد ليبقى مصيره لغزا محيرا، خاصة وأنه أصبح المطلوب رقم واحد في كل ليبيا وكل العالم.
ورغم عدم اتضاح الرؤية بالنسبة لمرحلة ما بعد القذافي وقدرة المجلس الانتقالي على إحكام سيطرته على الوضع العسكري وحتى السياسي، إلا أن الأمم المتحدة استبقت الأحداث وسارعت، أمس، إلى الاعتراف بهذا المجلس ممثلا وحيدا لدولة ليبيا في الأمم المتحدة عشية انعقاد الجمعية العامة الأممية يوم غد الاثنين.
وينتظر أن يكون ذلك فرصة لرئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل للقاء الرئيس الأمريكي، اليوم، في مقر الأمم المتحدة يقدم خلاله تقريرا مفصلا لباراك اوباما حول آخر تطورات الوضع الميداني ومستقبل الخارطة السياسية الليبية على ضوء خلافات آخر لحظة التي برزت بين أطراف المجلس الانتقالي التي دخلت في تجاذبات حادة أبان فيها كل طرف عن طموحاته السياسية للظفر بأهم الحقائب الوزارية في أول حكومة لمرحلة ما بعد القذافي وكذا السيطرة على أهم الهيئات ذات التأثير الفعلي على تحديد السياسة العامة للحكومة الليبية القادمة.
وهو ما فسر الزيارات المفاجئة التي قام بها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والوزير الأول البريطاني ديفيد كامرون إلى مدينتي طرابلس وبنغازي في إطار دبلوماسية تعقب الخطى للفوز أولا بأكبر الصفقات لإعادة بناء ما دمرته الحرب الأهلية في ليبيا.
ولكن الزيارتين حملتا -أيضا- رسائل سياسية واضحة لقيادة المجلس الانتقالي بأن باريس ولندن بدأتا تنظران من الآن بعين الريبة إلى التواجد اللافت للنظر للإسلاميين في المشهد الليبي ومنه في معادلة رسم الخارطة السياسية الليبية لما بعد نظام العقيد معمر القذافي بما يؤكد تلك المخاوف التي أكدت أن إسلاميين من الجماعة الليبية المسلحة وجدوا في أحداث 17 فيفري فرصة لتحقيق ما عجزوا عن تحقيقه طيلة عقود في ظل النظام الليبي المنهار.
بدأت المخاوف داخل إسرائيل تتصاعد من إمكانية تعرض حكومة الاحتلال إلى متابعات قضائية دولية بسبب استيطانها غير الشرعي في الأراضي الفلسطينية المحتلة في حال تمكن الفلسطينيون من افتكاك اعتراف دولي بدولتهم المستقلة القائمة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. ووجدت هذه المخاوف مصداقيتها في إسرائيل، خاصة وأن الفلسطينيين المصرين على افتكاك مقعد في الأمم المتحدة تبقى حظوظهم في بلوغ هذا المسعى قائمة بالتوجه إلى الجمعية العامة الأممية التي تنطلق أشغالها الأسبوع المقبل والتي لا يرتبط التصويت فيها بحق النقض وإنما يكفي موافقة ثلثي أعضائها لتمرير مطلب إقامة دولة فلسطين المستقلة.
وكشفت صحيفة ''هآرتس'' الإسرائيلية في عددها الصادر أمس عن درجة القلق الذي ينتاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو من إمكانية استخدام الفلسطينيين عضويتهم في الأمم المتحدة كدولة كاملة السيادة لرفع دعوى قضائية لدى المحكمة الجنائية الدولية بلاهاي ضد الأنشطة الاستيطانية الصهيونية التي تكاد تقضي على ما تبقى من الأراضي الفلسطينية، خاصة في الضفة الغربية والقدس الشرقية التي من المفروض أن تقام عليها الدولة الفلسطينية.
وأفادت الصحيفة أن نتانياهو أعرب عن هذه المخاوف أمام نظرائه الأوروبيين وخلال لقائه أول أمس الموفدين الأمريكيين دنيس روس وديفيد هيل اللذين حاولا خلال زيارتهما الأخيرة إلى الأراضي الفلسطينية إقناع الجانب الفلسطيني بالعدول عن مسعاه في التوجه إلى الأمم المتحدة.
وقد أكد محللون ورجال قانون إسرائيليون أنه في حال تمكن الفلسطينيون من افتكاك اعتراف دولي بدولتهم فإن ذلك سيسمح لهم برفع دعوى قضائية ضد إسرائيل لدى محكمة الجنايات الدولية بتهمة ارتكاب جريمة حرب بسبب إقامة مستوطنات في أراض تابعة لدولة مستقلة.
واعتبر هؤلاء أن التوجه إلى محكمة الجنايات يشكل -في هذا السياق- الورقة الأقوى والخطيرة في يد الفلسطينيين ضد إسرائيل التي لم يسبق لها وأن وضعت حسابا لا للقضاء الدولي ولا للدعوات والنداءات المحلة بضرورة وقف الاستيطان.
غير أن تخوفها هذه المرة من تعرضها إلى مواجهة مع العدالة الدولية يؤكد أن إسرائيل التي ارتكبت جرائم لا تحصى وتمادت في خرق وانتهاك حقوق الإنسان الفلسطيني في مناسبات عدة أمام أنظار العالم أجمع إنما كانت تفعل ذلك وهي على يقين أنها ستفلت من العقاب، حيث لا توجد جهة قادرة على مسائلتها أو إدانتها.
وتدرك إسرائيل أن الأمور ستتغير في حالة إقامة الدولة الفلسطينية التي وبموجب القانون الدولي سيكون لها الحق في رفع دعاوى قضائية ضد الخروقات والانتهاكات الإسرائيلية التي لم تتوقف طيلة ستة عقود أو يزيد.
وستكون محكمة الجنايات مطالبة بالنظر بجدية في هذه الدعوات وليس إهمالها أو تركها في خانة النسيان، مثلما حدث للشكاوى التي رفعتها منظمات وأفراد فلسطينيون وحتى أجانب ضد حكومة الاحتلال في عدوانها الهمجي على قطاع غزة أواخر عام 2008 وبداية عام 2009 والتي لم تلق أذانا صاغية.
ومع بدء العد التنازلي لتوجه الفلسطينيين إلى الأمم المتحدة، عززت حكومة الاحتلال من تواجدها العسكري بالضفة الغربية، حيث تم تخصيص ثلاث فرق إضافية مكونة من 1500 جندي لمواجهة أية مظاهرات محتملة ينظمها فلسطينيو الضفة للمطالبة بإقامة دولتهم.
وكانت قوات الاحتلال قد عكفت منذ مدة على تدريب المستوطنين في الضفة الغربية على كيفية استخدام الأسلحة والقنابل المسيلة للدموع تحسبا لإعلان إقامة دولة فلسطين عبر الأمم المتحدة خلال الشهر الجاري.
ولأن مثل هذه المسألة ستشكل مشكلا حقيقيا لدى إسرائيل فإن هذه الأخيرة لا تزال تعول على حليفتها الولايات المتحدة التي هددت علنا برفع ورقة الفيتو داخل مجلس الأمن لمنع تمرير المطلب الفلسطيني.
وجدد البيت الأبيض موقفه من الخطوة الفلسطينية واعتبر أن الطريق الوحيد أمام الفلسطينيين لإقامة دولتهم هو عبر المفاوضات المباشرة مع الإسرائيليين، زاعما أن المرور للأمم المتحدة ''غير مجد''.
وقال جاي كارني المتحدث باسم الرئاسة الأمريكية ''مقاربتنا هي... مساعدة الفلسطينيين على تحقيق هدفهم وأن الطريقة الوحيدة لتحقيق هدفهم في إقامة دولة هو عبر المفاوضات المباشرة مع الإسرائيليين''.
وأضاف كارني ''موقفنا واضح جدا في هذا المجال، أية خطوة فلسطينية في الأمم المتحدة ليست -برأينا- في مصلحة السلام في الشرق الأوسط وعملية السلام''، واعتبر هذه الخطوة ''لن تقرب الأطراف ولن تقرب الفلسطينيين من دولة ونعتقد أنها ستكون غير مجدية''.
غير أن الموقف الأمريكي المعارض لإقامة الدولة الفلسطينية قوبل بانتقادات لاذعة من قبل الصحافة الصينية التي أكدت أن رفع واشنطن لورقة النقض ضد المسعى الفلسطيني من شأنه أن يقود إلى مزيد من التوتر في منطقة الشرق الأوسط علاوة على تعرض اسرائيل لمزيد من العزلة، واعتبرت معظم الصحف الصينية الصادرة، أمس، أن الموقف الأمريكي يناقض الإرادة الدولية المقرة بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة.
وشهد اليوم الأول من التظاهرة إقبالا غير مسبوق لأطفال الذين حولوا ساحة المكتبة العمومية إلى فضاء للأنشطة المختلفة، حيث برمج القائمون على تنظيم الطبعة برنامجا ثريا يشمل عدة نشاطات، تهدف في المقام الأول إلى جعل الأطفال يثابرون على القراءة، وقد شمل النشاط استعراضات فنية للألعاب البهلوانية والسحرية والفلكلورية، إضافة إلى حفل فني خاص بالأطفال اقترحته تعاونية سطيف، وأساطير وحكايات للتعاونية الثقافية لمدينة قسنطينة، كما قدم القاص بوعمار من تيزي وزو مجموعة من الروايات والقصص، ولم يستثن من هذا الحدث الثقافي فئة المكفوفين، من خلال معرض أقيم بالمناسبة حول تقنية البراي ولغة الإشارة.
وتم بالمناسبة تدشين معرض يشمل إنجازات الأطفال وآخر للكتاب، يضم عناوين عدة تهم الطفل، وورشات للرسم، الأشغال اليدوية والتلوين في الهواء الطلق، وكذا المكتبة المتنقلة لاستقطاب أكبر عدد ممكن من أطفال المناطق النائية، والتي يسعى من خلالها القائمون عليها إلى ربط علاقة حميمية بين الطفل والكتاب، خصوصا خلال العطل وأيام الراحة الأسبوعية. وحسب مدير الثقافة السيد محمد لغديري محافظ المهرجان، فإن البرنامج الذي يشمل تقديم 05 مسرحيات، هي: '' غابة الآمان''، ''الأصدقاء الأربعة''، ''عرائس القراقوز'' و''ورحلة وسيم''، وكذا ألعاب سحرية وبهلوانية مع شوش، كيمو، وكيكي، كما تتخلّل من جهة أخرى برنامج الطبعة عدة عروض، منها رقصات فلكلورية موجهة بالأساس الأطفال وغيرها من النشاطات على غرار البهلوانية، التي ستمكن الطفل من قضاء أوقات ممتعة والاستفادة من عطلته. كما يتضمن البرنامج جولة للمكتبة المتنقلة عبر أحياء مدينة أم البواقي، وبالمراكز الثقافية بعين البيضاء، وفكيرينة وعين الزيتون وبمدرسة صغار المكفوفين.
طرحت الدار المصرية ـ اللبنانية لجمهور صالون الجزائر الدولي للكتاب، ''كتالوغا'' للزعيم الراحل جمال عبد الناصر بعنوان ''جمال عبد الناصر من القرية إلى الوطن العربي الكبير (1918-1970)''، لمؤلفيه الدكتور خالد عزب وصفاء خليفة، وينفرد الكتاب بالسيرة الذاتية للزعيم جمال عبد الناصر، ويفرد قسما خاصا عن توثيق العلاقات المصرية ـ الجزائرية.
ويتضمّن ما نصه ''لم يكن غريبًا أن تواصل ثورة 23 جويلية 1952 مسيرتها نحو التحرّر لبلاد الوطن العربي، وأن تعلن الثورة المصرية منذ البداية أنه يسوؤها أن يبقى الاستعمار جاثمًا على صدور الأهالي في أي قطر من الأقطار العربية والإفريقية، ولذا لم تتوان عن تقديم الجهد والمال في تأييد الأحرار العرب والأفارقة في كلّ النواحي، وارتبطت ثورة الجزائر ارتباطًا وثيقًا بظهور جمال عبد الناصر في العالم العربي. وفي أوائل الخمسينيات صارت القاهرة المأوى لكلّ الثوريين، وفي أوائل الخمسينيات صارت القاهرة المأوى للثوريين الجزائريين، وعندما قامت الثورة الجزائرية في أوّل نوفمبر 1954 أمر الرئيس جمال عبد الناصر بصرف كميات من الأسلحة الخفيفة وأنواعها من بنادق ورشاشات وقنابل يدوية للثوّار الجزائريين، وحضر أحمد بن بلة من ليبيا للتخطيط لأوّل عمليات الإمداد بالسلاح والتحضير لاستقبال هذا الإمداد إلى الثوريين الجزائريين، وتابع الشعب المصري أنباء اندلاع الثورة الجزائرية، وبدأ ''صوت العرب'' حملة إعلامية للتعريف بهذه الثورة الشابة وموضحًا أهدافها وظروفها، وبدأت حكومة مصر تفي بالتزاماتها في مساعدة الثوار الجزائريين.
واحتضنت الثورة المصرية الثورة الجزائرية وتلاحمت معها تلاحمًا عضويًا جعل المستعمر الفرنسي يعتقد بأنّ القضاء على الثورة الجزائرية يبدأ بضرب القاهرة، ففي منتصف جانفي 1956 حضر ممثلو جيش التحرير إلى القاهرة، ووقّعوا مذكرة عرضت على الرئيس جمال عبد الناصر طالبوا فيها التأييد، والتقى بهم جمال عبد الناصر في منزله، وفي نهاية اللقاء قرر الاستجابة الفورية لكافة مطالب الجزائريين.
وفي نفس الوقت لم تدخر مصر جهدها للسعي نحو أيّ مبادرة دبلوماسية لحلّ المشكلة عن طريق التفاوض، وتجلى هذا الموقف عندما حضر ممثل فرنسا جوزيف بيجارا سكرتير عام الحزب الاشتراكي ممثلا عن غي موليه رئيس وزراء فرنسا، وقامت مصر بعقد الاجتماع الأول لهذه المباحثات في القاهرة يوم 12 أبريل 1956 بين جوزيف بيجارا ومحمد خيضر ممثل الجزائر، وعرضت نتائج المباحثات على جمال عبد الناصر الذي أوصى باستمرار هذه الجهود مع بذل أقصى جهد ممكن لدعم الكفاح الجزائري.
وكان العدوان الثلاثي على مصر - فيما بعد - يستهدف -من وجهة النظر الفرنسية على الأقل - القضاء على الثورة الشعبية الجزائرية التي يدعمها جمال عبد الناصر، فلقد تأكّدت فرنسا أنّ القوّة الحقيقية وراء نجاح الثورة الجزائرية هي الدعم الذي تقدمه مصر للثوار في الجزائر، ولكن دعم مصر وثورتها للجزائر لم يتأثّر بعدوان عسكري أو ضغط سياسي حتى تحرّرت الجزائر في جويلية 1962 بعد أن ظلّت ترزح تحت نير الاستعمار الفرنسي منذ عام .1830
ومن منطلق الإيمان بالوحدة العربية فقد ساند الثورات العربية والثورة الجزائرية في نوفمبر عام 1954 ومع مواجهة فرنسا للثورة الجزائرية بالعنف، جاءت جلسات مجلس المصري في 6 و7 أوت 1957 تتضمّن الاستنكار ومناشدة شعوب وحكومات العالم للعمل على وقف حرب الإبادة التي يشنها الفرنسيون على الشعب الجزائري المسالم.
كما بحث المجلس موضوع المساعدة المادية من الناحية العملية، وإحالة الموضوع إلى لجنة الشؤون العربية. ورأت اللجنة أن مدّ يد المساعدة لثورة الجزائرية واجب من عمل الحكومات والهيئات الشعبية، لذا نظمت الحكومة المصرية أسبوعًا للجزائر جمعت فيه التبرعات من الشعب، وتوالت مساعداتها للمناضلين في الجزائر بشتى النواحي، واستمرت تلك المساعدة المصرية لغاية نيل الشعب الجزائري حريته واستقلاله ووحدة أراضيه عام .1962
وفي مؤتمر القمة الإفريقي بالدار البيضاء بالمغرب (3- 7) يناير ,1961 تم توقيع عدة قرارات هامة منها، قرار بتأييد الجزائر في نضالها. ثم يتناول الكتالوغ بالصور توثيق أواصر العلاقات المصرية ـ الجزائرية والذي بدا واضحا في تأييد جمال عبد الناصر لقادة جبهة التحرير الوطني في الجزائر أثناء زيارتهم لمصر 11 أبريل ,1962 وذلك من خلال حفل عشاء لأبطال ثورة الجزائر أحمد بن بلة وحسين أيت أحمد ومحمد خيضر ورابح بيطاط. كما يعرض أيضا حدث استقبال الرئيس جمال عبد الناصر للمجاهدتين الجزائريتين جميلة بوحيرد وزهرة ظريف في الفترة (8-10) أكتوبر .1962
كما نجح جمال عبد الناصر والرئيس الجزائري أحمد بن بلة في إقناع مؤتمر القمة العربي الثاني الذي عقد بالإسكندرية في سبتمبر ,1964 بضرورة الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية لتعبر عن إرادة شعب فلسطين ولتكون هناك هيئة تطالب بحقوقه وتقرير مصيره. كما وافق المؤتمر على قرار المنظمة بإنشاء جيش التحرير الفلسطيني. وقد أعلنت مصر بقيادة جمال عبد الناصر تأييدها الكامل وغير المشروط لمنظمة التحرير الفلسطينية معتبرة المنظمة وجيش التحرير الفلسطيني جزءًا لا يتجزأ من العمل العربي المشترك.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 17/09/2011
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : وأخيرا، في جنازة الرئيس جمال عبد الناصر نجد هواري بومدين وقد امتلأت عيناه بالدموع ويبكي في حرقة على رحيل الزعيم''.
المصدر : www.el-massa.com