دعت الدكتورة صبرينة معراف المكلفة بملف إحصاء مرضى السرطان في ولايات الجزائر، تيبازة وبومرداس، إلى ضرورة التعجيل بوضع شبكة وطنية لحصر كل أنواع السرطانات الموجودة في الجزائر، وقالت بأن الأرقام التي يجري تقديمها لا تعكس الواقع، لأن بعض الولايات لا تحوز سجلات إحصائية، الأمر الذي يصعب من مهمة الإحصاء، والكشف عن بعض أنواع السرطانات".قالت الدكتورة معراف في حديثها ل"المساء"، على هامش مشاركتها في فعاليات اليوم التحسيسي حول سرطان الثدي المنظم مؤخرا، من طرف المجلس الشعبي لولاية الجزائر تحت شعار؛ "حملة أكتوبر الوردي تكسر حاجز الصمت في معركة سرطان الثدي"، أن الإحصائيات المسجلة لسنة 2012 تكشف عن ارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان في صفوف النساء، وأن أعلى معدل سجل بعاصمة الولاية كان 1142 حالة، فيما قدرت عدد الإصابات بولاية بومرداس ب 158 حالة، وسجلت أقل نسبة في ولاية تيبازة بمعدل 156 حالة.وأرجعت المختصة في ملف الإحصاء ارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان في صفوف النساء إلى عدة عوامل، أهمها العامل الجيني الذي يمثل 10 بالمائة، الذي يتدخل عندما تحمل الأسرة المقربة مرض السرطان، ولا تبادر بالقيام بالفحوصات المبكرة، بينما تتمثل العوامل الأخرى في العامل الهرموني المتعلق بالإكثار من تعاطي حبوب منع الحمل عند النساء الشابات اللواتي أصبحن يقبلن على تناولها بمعدلات قياسية ومن دون استشارة طبية، أما المتقدمات في السن، فارتفاع الإصابة بسرطان الثدي في صفوفهن راجع إلى تعاطي بعض الأدوية التي تؤخر سن الياس، مشيرة إلى أنه من الضروري على النساء التحلي ببعض القواعد الوقائية لتجنب الإصابة بالسرطان، أهمها تجنب البدانة باتباع نظام غذائي منتظم، والإكثار من ممارسة الرياضة، وتجنب الأغذية الغنية بالدهون، مع تشجيع الرضاعة الطبيعية، إذ أنه بالرجوع إلى آخر الإحصائيات نجد أنها تحث على هذا النوع من الرضاعة التي أثبتت فعاليتها في التقليل من احتمال الإصابة بسرطان الثدي، خاصة إذا أرضعت المرأة مولودها حولين كاملين.وحول ما إذا كان هناك سجلات إحصائية بباقي ولايات الوطن، أكدت محدثتنا أن هناك على مستوى كامل التراب الوطني 14 سجلا إحصائيا، يتكفل بإحصاء مرضى السرطان بجهة معينة من الوطن، وأن الجهات التي تسجل أكبر معدلات الإصابة به هي تلك التي تحوي كثافة سكانية كبيرة، كالعاصمة، موضحة أن العمل الإحصائي رغم أهميته، يتطلب جهدا كبيرا، إذ يقع على عاتق الجهات المكلفة بالإحصاء الاطلاع على ما تم تسجيله عبر مختلف المؤسسات الاستشفائية، لذا يتم تسجيل بعض التأخير في عرض إحصائيات حديثة عن آخر الحالات المسجلة.وتشير محدثتنا إلى أن وجود 14 سجلا إحصائيا غير كاف، خاصة أن بعض ولايات الوطن لا يشملها الإحصاء، وهو الإشكال المطروح اليوم، لهذا نجد بعض حالات الإصابة بالسرطان لا يجري تسجيلها، ومنه لا يمكن تقديم إحصائيات دقيقة عن كل الحالات في الجزائر، وأمام هذا الأمر، نطالب بضرورة إنشاء شبكة وطنية تستقبل كل المعطيات التي يتم تسجيلها في مختلف السجلات والمؤسسات الاستشفائية عبر كامل ولايات الوطن. وعلى العموم، فإن البروفيسور زيتوني يعمل على مخطط ينتظر أن يطبق في عام 2015، يتعلق بسجل مركزي وطني يحوي كل حالات السرطان المسجلة عبر التراب الوطني.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 26/11/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : رشيدة بلال
المصدر : www.el-massa.com