كثيرا ما نسمع عن محاولات انتحار يقدم عليها أصحابها لأسباب مختلفة، ومهما بلغت حدتها فهي لا تبرر إقدامهم على هذا السلوك المنبوذ في الدين والمجتمع، وعن جرائم قتل تحدث في مناطق مختلفة تقشعر لها الأبدان، وبعد أن كانت تحدث نتيجة خلافات بين أشخاص في الشارع أصبحت تحدث داخل البيوت، حيث نسمع عن ابن قتل أحد والديه، وعن أم قتلت طفلها وغيرها من الحالات التي تجعلنا نطرح الكثير من التساؤلات حول أسباب انتشار مثل هذه الأحداث. ولنعرف الجواب اتصلنا بسعيدة بوناب رئيسة المجلس الشعبي البلدي بالقبة وأخصائية في علم النفس وكان لنا معها هذا الحوار.كثيرا ما نسمع عن محاولات انتحار لسبب من الأسباب، وقد ارتبط مؤخرا بالسكن، حيث أصبح البعض يهددون باللجوء إليه في حال لم يحصلوا على سكن ما تفسيرك لذلك؟
لا علاقة للسكن بظاهرة الانتحار، لأن هذه الأخيرة ناتجة عن وجود اضطرابات وضعف في شخصية الفرد وضعف الإيمان، فلو كانت أزمة السكن تسبب ذلك، في هذه الحالة أغلب المواطنين يفكرون في الانتحار، فلا السكن ولا الفقر لهما دخل بذلك، وإنما هي اضطرابات نفسية، فالعوامل الاقتصادية والاجتماعية ليست سببا مباشرا، وإنما تزيد الثقل على الشخص، كما أن هناك أشخاصا يعانون من اضطرابات عقلية ونفسية، يتوقفون عن العلاج بشكل مفاجئ وهذا ما يدفعهم إلى إيذاء أنفسهم، وهذا الأمر يتوقف على دور الأسرة في متابعة وضعية الإبن حتى لا يلحق الأذى بنفسه.
وماذا عن محاولات الانتحار وقيام بعض الأشخاص بالتهديد بوضع حد لحياتهم أمام مقرات البلديات وغيرها، بما تفسرينها؟
أنا أرى أنها بسبب ضعف الإيمان، فالوازع الديني له دور كبير في حياتنا اليومية،فنحن مسلمون ونعرف جيدا حكم الانتحار في الدين، وليس من المعقول أن يضع الإنسان حدا لحياته بسبب أزمة سكن، لأن هناك أسرا عاشت في غرفة واحدة وأنجبت أبناء درسوا وتقلدوا أعلى المناصب.
عند صدور قوائم المستفيدين من السكنات والتي تغطي جزءا صغيرا من الطلبات، كيف تتعاملون مع الأشخاص المحتجين؟ وكيف تتمكنون من امتصاص الغضب؟
نعتمد على أسلوب الحوار، فآخر قائمة تم الإعلان عنها في بلدية القبة ضمت 80 مستفيدا مقابل 5000 طلب، صحيح أن الكمية قليلة، لكنها أحسن من لاشيء، لأننا تمكنا من حل مشاكل 80 أسرة، ولم يكن هناك أي غضب، فقد فتحت الباب لاستقبال الشكاوى في اليوم الذي علقت فيه القائمة واستقبلت حوالي 900 شخص، وناقشت معهم الوضع، وبأننا قمنا بتحريات دقيقة حول أحقية المستفيدين من السكنات، وأقنعتهم أن ثمانين سكنا لن تكفي الجميع، ولم يفكر أحدهم في إيذاء نفسه، فالمجتمع الجزائري مجتمع مسلم ومستقر.
إذن ترين أن للحوار دورا كبيرا في حل الأمور؟
بالتأكيد، فالحوار عنصر مهم في العائلة والمدرسة والشارع، وفي كل المؤسسات، وليس كل الناس يتقنون أسلوب الحوار، كما يجب أن لا ننسى دور المساجد التي تقوم بتوعية المواطن وتوجيهه.
من الأمور التي انتشرت بكثرة خلال العام الماضي أيضا جرائم القتل، حيث قام أشخاص بقتل أقرب الناس إليهم، كيف تفسرين ذلك باعتبارك مختصة في علم النفس؟
الجريمة فعل غير اجتماعي وغير أخلاقي وغير قانوني، إلا أنها موجودة منذ القدم، وتبقى أسبابها تختلف حسب الحالات، إلا أن الجرائم المتعلقة بالأقارب هي حالات شاذة والشاذ لا يقاس عليه.
ما هي النصيحة التي تقدمينها للتقليل من مثل هذه الظواهر؟
يجب توفر الاستقرار في العائلة والاعتماد على أسس التربية الحديثة، وليس حشو الأدمغة. يجب مشاركة الطفل في كل الأمور المتعلقة بالمدرسة والأسرة والشارع، لأن هناك تعاملات تؤثر على الطفل وتقلص إمكانياته، خاصة كلمة «أصمت مازلت صغيرا».
كيف تقيمين عام 2011؟
في سنة 2011 حدثت الكثير من الأمور الإيجابية، فقد حققت الجزائر الاستقرار في الكثير من المجالات، وأصبحنا أكثر تألقا في العالم العربي، كما تمت تسوية وضعيات الكثير من العمال، وكذلك حققنا تقدما في الجانب الديبلوماسي، وأتمنى أن تبقى الجزائر بلدا مستقرا، لأن الاستقرار يجلب التقدم.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 04/01/2012
مضاف من طرف : archives
صاحب المقال : سعاد م
المصدر : www.essalamonline.com