الجزائر

يتمنى فتح و رشات كبرى للتكوين



نور الدين قادومة .. من الحجر المنسي يصنع شلالات اصطناعية ضخمةأنهى النحات وعملاق الجداريات الفنان نور الدين قادومة إنجاز شلالات مائية اصطناعية بولاية عين الدفلى، في خطوة لتعميم مثل هذه النماذج التي تتميز ببعدها الجمالي و الفني، على مختلف المناطق.
تكفل النحات ومختص في إنجاز الجداريات العملاقة نور الدين قادومة، في العقد الخامس من العمر، من تجسيد عمل فني يصنف في خانة الأعمال الكبرى، بإنجازه شلالات منحوتة على الصخور عبر القطب السكني الجديد بعاصمة الولاية عين الدفلى الذي يضم أزيد من 5 آلاف وحدة من مختلف الصيغ .
و يأتي هذا العمل بدعم من طرف السلطات المحلية، لإعطاء بعد فني و جمالي لهندسة العمران، و أوضح الفنان في لقائه بالنصر» المنحوتة بطول 50 مترا و بارتفاع يصل إلى 8 أمتار، و استغرق انجازها سنة ، بإمكانيات جد متواضعة ، و ذلك بالتعاون مع أربعة عمال، لأن العمل يتطلب تخصيص و رشة كاملة ، و بذل جهد عضلي في تكسير و نحت الحجارة و نقل بعض مواد البناء الأساسية».
و يعد هذا ثاني عمل ضخم جسده الفنان ، حيث أن الأول لا يزال يزين المحطة البرية للنقل المسافرين الكائنة بالبليدة .
و يقدر العمر الافتراضي لبقاء و ديمومة المنحوتات، على غرار الشلالات الاصطناعية مدى الحياة ، و تبقى الصيانة و تجديد الألوان – كما أكد الفنان أمرين ضروريين للحفاظ عليها ، فيما يتراوح عمر بعض المنحوتات أو الجداريات بين 4 و 40 سنة، حسب الموقع الذي تتواجد فيه، لأنها تتأثر بعوامل الطقس و التعرية. و تصمد المنحوتات الصخرية أكثر بكثير من الأعمال الفنية المكونة من مواد أخرى قابلة للتلف، فأغلبية الأعمال في الثقافات القديمة -عدا عن الفخار- التي لا تزال تتحدى الزمن، تتمثل في المنحوتات الصخرية، عكس الأساليب المستخدمة في المنحوتات الخشبية التي اختفت تقريبا. وقد كانت أغلبية المنحوتات القديمة تُصبغ بألوان زاهية.
و أشار الفنان بأنه أنجز منحوتات مماثلة بحي 450 وحدة سكنية ببلدية بومدفع، وعدد من الجداريات عبر مختلف البلديات و المديريات، من بينها المقر الجديد لمديرية الثقافة و بعض قاعات الحفلات ، فقد جذبت هذه النماذج أصحابها لإعطاء ديكور مميز للمداخل و الأفنية و الساحات، و لا تزال إبداعاته تزين فنادق قسنطينة.
و كشف الفنان نور الدين قادومة من جهة أخرى، بأن أعماله التي عرضها في صفحته عبر موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك ، جعلته يتلقى أكثر من 20 طلبا لإنجاز جداريات و منحوتات من منطقة القبائل الكبرى، خاصة من ولاية تيزي وزو ، التي تنظم مسابقات السنوية لأنظف و أجمل قرية ، ويستحيل، كما أكد النحات، تلبية كل الطلبات، بالنظر للجهد الذي يتطلبه إنجاز المنحوتات، داعيا الجهات الوصية لتقديم دعم مادي لاستحداث ورشات كبرى للتكوين و إعداد مختصين في هذا المجال، حتى يتسنى ضمن فرق، تحقيق الأهداف المرجوة .
و ذكر المتحدث بأنه تعلم من العراقي جابر إسماعيل رسول، أحد أساتذته في فن النحت، أثناء تواجده بالولاية في سبعينات و ثمانينات القرن الفارط، اللمسة الفنية و التصور الإبداعي لأي منحوتة، معقبا «من الحجر المنسي ،أوقع تحفا فنية و أجعلها معبرة، يترقرق بها الماء العذب و تسبح بداخلها الأسماك و تنبعث منها الأنوار و تتنوع بين ثناياها مختلف النباتات و الأشجار ، فالنحت يحاكي الأشكال المختلفة ،و يظهر حركتها ووضعيتها، و يقوم هذا الفن على قوانين الانسجام والإيقاع و التوازن في الوسط المحيط ، و تأتي متعة فن النحت عن طريق الملمس، وليست عن طريق المشاهدة فقط، مثل فن التصوير، كما يفجر الأحاسيس».


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)