الجزائر

يتعمدون حمل أسماء شهرة لزرع الرعب في نفوس المواطنين مجرمون ومنحرفون بألقاب غريبة وأخرى مجنونة



يتعمدون حمل أسماء شهرة لزرع الرعب في نفوس المواطنين              مجرمون ومنحرفون بألقاب غريبة وأخرى مجنونة
أن يكون اسم الفرد زين الدين زيدان ويلقب بـ”زيزو”، أو يكون اسمه محمد ويلقب بـ”موح” أو حتى أن يلقب باسم “جيمي”، أو اسمه عبد القادر ويلقب بـ”قادة” أو”قادي”، أمر متعارف عليه في المجتمع الجزائري. لكن الغريب في الأمر أن يطلق المجرمون والعصابات ألقابا على أنفسهم بغرض إثارة الرعب والاشتهار بها في عالم الإجرام  وجرت العادة أن تحمل الألقاب في مضمونها ودلالتها معنيين، الأول يكون مرتبطا بالدلال يحمله صاحبه من الصغر انطلاقا من البيت العائلي إلى مراحل متقدمة من العمر، ولا يفارقه لقبه إلى آخر العمر. وأما المعنى الثاني، وهو الرائج، فيكون عادة للتهكم و الاستهزاء لدواعي جسدية و أخرى تتعلق بالشخصية، ولا يتلفّظ به أمام حامله.. وعادة ما يكون بسبيل المزاح، إلا أنه يلازم صاحبه بالرغم عنه وهو الأمر الذي قد يتسبب في مشاكل نفسية وعقد ليس من السهل التخلّص منها، هذا إن لم يكن الشخص المعني بالأمر صاحب شخصية. أما المعنى الثالث فيخصّ ألقابا للترويع وبسط النفوذ و السيطرة.. وهو الحال بالنسبة لمتعودي الإجرام الذين باتوا يلهثون ليس فقط وراء المشاكل والإعتداءات، وإنما وراء ألقاب تزيد من شهرتهم في وسط الأحياء أو في المناطق التي يكونون عادة أولياء الأمر فيها على أقرانهم من محبي الجرائم، وهو ما يدفعهم  في أحيان كثيرة للتجرؤ والقيام باعتداءات فقط من أجل تأكيد أسمائهم التي اشتهروا بها.البليدة، التي ارتبط اسمها باسم مدينة الورود، تعرف على غرار باقي أحياء المدن الكبرى في الجزائر انتشار ظاهرة العصابات التي تعمل على بث الرعب في أوساط المواطنين، فأحياء أولاد يعيش  مثلا عرفت في فترة ماضية حالة من انعدام الأمن جراء صراع تلك العصابات التي فرضت قانونها الخاص إلى غاية الإطاحة بها من طرف مصالح الأمن.ويذكر كثير من المواطنين بأولاد يعيش مثلا أسماء بعض المنحرفين الذين وضعوا قانونهم الخاص حتى وإن لم يضطروا إلى وضع ألقاب، وبات يكفي أن تنطق باسم العائلة حتى يدرك القاصي والداني أن الأمر يتعلق بأشرار المنطقة.بعض ممن التقيناهم من سكان البليدة تحدثوا لنا عن شاب لقب بـ “مامي”، وهو اسم ارتبط لدى هؤلاء بأحد أخطر المنحرفين الذي عاث فسادا في باب الخويخة بوسط مدينة الورود، وامتد نشاطه إلى كامل أحياء المنطقة بدءا من باب السبت إلى باب الدزاير والزاوية.. قبل أن يلقى حتفه بطعنة قاتلة يبدو أنها كانت دفاعا عن النفس من طرف الجاني، الذي مازال ينتظر محاكمته أمام مجلس قضاء البليدة ضد “حڤرة” المدعو “مامي” والذي تنفست البليدة الصعداء عندما سمعت خبر مقتله. اسم آخر تداوله البليديون، ولكن بعيدا عن عاصمة الولاية، فتبني اسم شهرة لم يعد مقتصرا على الأفراد الذين ينشطون في وسط الأحياء الكبيرة والتجمعات السكانية الجديدة، بل امتد إلى المناطق التي مازال الطابع الريفي يغلب عليها، وحكاية “علي كاڤول” رئيس عصابة تتكون من 14 شخصا اختصت في مداهمة المزارع وسرقة العتاد الفلاحي بالناحية الشرقية بالبليدة، وبالضبط بناحية مفتاح أكبر دليل على ذلك. وكان يعمد أفراد العصابة المذكورة  إلى أسلوب ارتداء الأقنعة على طريقة الأفلام الأمريكية، كما عمدوا إلى استعمال أسلحة بلاستيكية وأخرى حقيقية لإرهاب المواطنين. فيما ذكر لنا مصدر أمني مطلع على أفعال جماعة “علي كاڤول” أنها استطاعت أن تفرض حظر تجول على سكان مفتاح قبل أن تقع في قبضة رجال الدرك الوطني ليتم تحويل أفرادها إلى العدالة، أين صدرت في حقّهم أحكاما متفاوتة بلغت في بعض منها 15 سنة سجنا نافذة.وبالعودة إلى قلب البليدة، يبقى اسم “الغول” الأكثر تداولا بين المواطنين والعارفين بأسرار زنقة 6، إذ يكفي النطق باسم “الغول” ليدرك الجميع أن عراكا بالأسلحة البيضاء سيدور في المنطقة، وغالبا ما كان أفراد هذه العائلة التي تناوب أبناؤها على حمل هذا الاسم منافسي عائلة أخرى، فضّل أفرادها الاحتفاظ بالاسم الحقيقي (ش).وغالبا ما تكون ساحة المنافسة في أسواق البليدة، خاصة منها الواقعة بقلب المدينة والتي تتميّز بأزقتها الضيقة، ما سهّل من عمل هذه الجماعات للإعتداء على المواطنين وتنفيذ عمليات سطو ونهب يندى لها الجبين، ليعرف كل واحد منهم باسمه إضافة إلى لقب “الغول” المستحقّ وبجدارة بالنظر إلى أعمالهم الإجرامية والتي قادتهم مؤخرا وراء القضبان.مصدر أمني من البليدة تحدث لـ”الفجر” عن حقيقة الأسماء المستعارة التي باتت ظاهرة في هذه الأوساط المشبوهة قائلا: “أصحابها غالبا ما يتبنون تلك الألقاب بغية التهرب من العدالة وإخفاء أسمائهم الحقيقة، وكثيرا ما صادفتنا حالات لشركائهم، والذين يدعون فيها أثناء التحقيق أنهم يجهلون الإسم الحقيقي للفاعلين”.وأضاف أن بعض هذه الألقاب تأتي أحيانا من داخل أسوار المؤسسات العقابية، حيث يعمد متعودو الإجرام إلى بسط سيطرتهم داخل السجن بتكوين تحالفات يرأسها أحدهم يحمل في الغالب اسما غير اسمه الحقيقي، فيما تبقى فئة الشباب المراهق الأكثر جرأة على القيام بأفعال متهورة بغية الحصول على كنية أو لقب شهرة في المنطقة التي يعيشون فيها لتتردد على أسماعهم أسماء كـ”جوني” أو فلان الشر، أو “هيكتور” أو “القطة” أو “الغول”، وغيرها من الألقاب المجنونة التي تشير بوضوح إلى عقليات صارت تجسد الأفلام السينمائية في أرض الواقع لتزرع في قلوب المواطنين الرعب والخوف، وللتهرب من يد العدالة التي تبقى بالرغم من ذالك بالمرصاد لهذه الفئة.. والدليل ما تشهده أروقة المحاكم يوميا من محاكمات لشخصيات مثيرة حملت أسماء مجنونة وأخرى حيوانية، قبل أن ينتهي بها المطاف وراء قضبان حديدية.   زهية العاقل


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)