الجزائر

يبيعون الزهور بالطريق السريع غربي العاصمة أطفال يسعون وراء لقمة العيش وسط خطر الموت



   هم مجرد أطفال، تفيض منهم البراءة النقية تتخللها ابتسامة الصبا التي لا تفارقهم طوال النهار. في الطريق السريع الرابط بين العاصمة وتيبازة، وبالضبط بمنطقة الرياح الكبرى، يسعى هؤلاء الأبرياء الذين غدر بهم الزمن وراء لقمة العيش عن طريق بيع بعض الزهور التي تقطفها أناملهم اللطيفة.  بطريق سريع، يعبره عدد هائل من السيارات بسرعة مخيفة ومتهورة في البعض من الأحيان، يقف هؤلاء الأطفال وسط هذا الخطر المميت المحدق من كل جانب، وهم يحملون في أيديهم تلك الزهور الموسمية الصفراء اللون، ليس من أجل إهدائها وإنما لبيعها للمارين عبر هذا الطريق من أجل الحصول على بعض الدنانير المعدودة. الوضعية الكارثية للأطفال والأمطار تتهاطل عليهم، وكذا الخطر المحدق بهم من كل جانب دفعنا للوقوف على هذه الظاهرة الاجتماعية التي أصبحت جد عادية، وكأنه من الطبيعي وجود أطفال وسط طريقين سريعين يبيعون زهورا لأصحاب السيارات من أجل الحصول على دنانير معدودة لكسب لقمة العيش.   هذه الظاهرة تدفعك لطرح العديد من الأسئلة التي تراود الفكر العاقل بمجرد مشاهدة ذلك المنظر.. ماذا يفعلون هنا، ومن دفع بهم إلى هذا الخطر القاتل؟ وبكل بساطة.. هؤلاء أطفال بين السادسة والعاشرة من العمر من المفروض أن يكونوا مع أقرانهم في قاعات التدريس الدافئة، هؤلاء يبيعون الزهور ويخاطرون بحياتهم من أجل بعض المال الذي عجز عن توفيره وليهم، هذا الولي الذي لا يملك أي حس للمسؤولية تجاه فلذات كبده، ويدفع بهم إلى الموت المحقق، ولا ندري هل يندم بعد إصابة أحدهم أم لا.  ونحن بدورنا نطرح أسئلة أكثر أهمية، إذا قصّر الأولياء مَن المسؤول؟ إذا نزل أطفال في عمر البراءة لبيع الزهور في وسط الطريق السريع على مرأى من الجميع من المسؤول؟ وإذا حصل مكروه لأحدهم، من المسؤول؟.      عبد الرحيم خلدون


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)