الجزائر

يا فرنسا.. أما آن لك الرحيل؟..



كانت الزيارة التي قام بها السيد رئيس الجمهورية إلى عاصمة الهضاب ناجحة على مختلف المستويات، واستطاعت السلطة من خلالها ضرب عدة عصافير بحجر واحد. وتمكن السيد عبد العزيز بوتفليقة، بما يمتلك من مواهب في مخاطبة الناس وما يكنه له الشعب من حب وتقدير، أن يشحذ الهمم ويثور الطاقات ويدفع الناس إلى القيام بواجبهم الانتخابي.. خطاب واحد كان وقعه على الأنفس والعقول أكثر فاعلية من الحملة الانتخابية برمتها، حيث تشابهت فيها الخطب وتقاطعت الوعود وغابت البرامج وضاعت المصداقية.
نعم لقد كان الخطاب كافيا للكشف عن أهمية هذه الانتخابات بالذات، وبالتالي للرفع من نسبة المشاركة والإقبال على صناديق الاقتراع.. كانت في الخطاب رسائل واضحة للشيوخ والشباب على حد سواء، فالفئة الأولى عليها أن ترتاح وتسلم المشعل، وعلى الفئة الثانية استلام هذا المشعل والمحافظة على الجزائر.. كما أكد أن العلاقات الجزائرية الفرنسية بعد خمسين سنة من ”الاستقلال” مبنية على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة للدولتين والشعبين.. و وقف السيد الرئيس مطولا عند الذكرى السابعة والستين لمجازر الثامن ماي 1945، والتي كانت مدينة سطيف إحدى مسارحها وشاهدا على بشاعة الاستعمار الفرنسي الدموي المجرم، الذي لابد أن ياتي اليوم الذي تنكشف فيه عوراته للعالم أجمع وتفضح أفعاله اللاإنسانية، ويعترف ساسته بما اقترفته دولتهم في حق الشعب الجزائري..
كانت الزيارة ناجحة إلى حد بعيد.. لكن من أتى بتلك الطفلة البريئة الجميلة لتتحدث مع الرئيس باللغة الفرنسية.. ما الداعي من تلقينها اللغة الفرنسية بالذات.. هل لنقول للفرنسيين: انظروا كم نحن متسامحون، فرغم مجازركم وجبروتكم ها نحن نتكلم لغتكم ونجلّها ونقدمها على لغتنا.. نعم صغارنا الذين لم يبلغوا بعد الأربع سنوات يتحدثون الفرنسية بطلاقة في زيارة رسمية.. هل نريد أن نقول لفرنسا إنك لم ترحلي ولن ترحلي أبدا مادام أطفالنا يشبون على تعلم لغتك، بل نجبرهم على تفضيلها والتمسك بها كلغة أولى تسبق حتى لغة الأم، وهاهم بعض كبارنا يزايدون في التحدث بها ومخاطبة العامة بها..
مهما كانت التبريرات والتعليلات فإنها غير مقبولة في يوم كهذا اليوم.. أعلم أني لست في مستوى ذكاء وحكمة من تكفلوا بالجانب البروتوكولي، لكني كنت أفضل لو أن هذه البنت لقنت إما قصيدة الشيخ البشير الإبراهيمي أوقصيدة الشيخ محمد العيد المصورتين لأحداث الثامن ماي الأليمة.. حتى نقول لفرنسا إننا والأجيال القادمة لن ننسى المآسي التي خلّفتها.. إنها تساؤلات بريئة في ذكرى أليمة؟!.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)