الجزائر

يا فرحتي.. البطاطا رخست؟! :



يا فرحتي.. البطاطا رخست؟! :
المنطق الإقتصادي لاقتصاد السوق يقول: إنه إذا رخست البطاطا تغلى بالمقابل الحكومة.! أي إذا نزلت أسهم البطاطا في السوق الاستهلاكية تزيد أسهم الحكومة في بورصة السياسة.
لا أتصوّر أي بلد تنجح فيه الحكومة في خفض أسعار البطاطا ولا تزيد قيمة هذه الحكومة عند الشعب.؟!
في الجزائر كل الأمور لا تسير حسب المنطق الإقتصادي.. فقد انخفضت أسعار البطاطا بشكل لافت.. ومع ذلك لم تزد قيمة الحكومة عند الشعب. أنا مع الزملاء في الصحافة حين يجعلون من انخفاض سعر البطاطا مسألة وطنية.. ليس فقط لأننا أصبحنا نشتاق الخبر المفرح، حتى ولو كان يتعلق بأسعار البطاطا.. بل لأن ارتفاع أسعار البطاطا هذا العام أدى إلى أزمة وطنية كبيرة كادت أن تسقط بسببها الحكومة.
الحكومة أقرت زيادة للنواب كي يصوّتوا براحة على مشروع تعديل الدستور كما جرت العادة.. وفي نفس الوقت خفّضت أسعار البطاطا للمواطنين ''باش يصفقو'' براحة للنواب وللحكومة.!
بقي على الحكومة أن تقوم مشكورة بتعويض الفلاحين على هذا الانهيار الكاسح لأسعار البطاطا.
لكن الناس تتساءل ماذا حدث في البلاد من جديد حتى تتراجع أسعار البطاطا بهذا الشكل المريح للشعب؟!
ربما لأن هذه إحدى نتائج الانهيار السياسي الذي حدث في أحزاب التحالف الرئاسي، من الأرندي إلى الأفلان إلى حمس؟!
أو ربما السبب هو كثرة الحديث عن السرقة والسرّاق.! وهو الأمر الذي أخاف الوسطاء الذين كانوا يجلدون الفلاح والمستهلك بوساطتهم.! أو ربما لأن الحكومة التي لم يجتمع مجلس وزرائها منذ ستة أشهر قد بدأت نتائج هذا الغياب الحكومي الإيجابية تظهر.! وربما لو يختفي مجلس الحكومة ولا ينعقد ثلاثة أشهر سينخفض اللحم والحليب.. وربما الكافيار أيضا.!
شهادة لله هذا العام أيضا كان الترفاس محصوله جيدا.. ولذيذا واقترب سعره من سعر البطاطا.
إننا ننتظر أن تنخفض أسعار السكنات.. وأسعار السيارات وتنهار أسعارها كما انهارت أسعار البطاطا.
نسجل أيضا أن الحكومة اختفت من أجهزة الإعلام، فلم نعد نشاهد الوزراء في التلفزة بالصورة التي كنا نألفها سابقا.! ربما غيّرت الحكومة طريقة عملها، فلم تعد تعمل في التلفزة، بل أصبحت تعمل في الميدان.. فأصبحت الحكومة تغرس البطاطا أكثر مما تتحدّث عنها في التلفزة.. نحن نتعلق بالخبر الإيجابي، حتى ولو كان حبة بطاطا.!
[email protected]


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)