الجزائر

يَا مْسَافَرْ لَفْرانْسَا



أصدرت عدة دول عربية وغربية, بيانات تحذيرية تدعو رعاياها الموجودين في فرنسا إلى ضرورة توخي الحذرعشية استعداد حركة السترات الصفراء لتنظيم احتجاجاتها الأسبوعية التي غالبا ما تشوبها أعمال شغب.واستطعنا رصد تحذيرات من هذا النوع من سفارات السعودية والإمارات العربية والكويت والبحرين ومن قنصلية مصر لدى باريس ...
كما ذكرت وسائل الإعلام أن سلطات الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وألمانيا وهولندا وإيطاليا وتركيا حذرت بدورها مواطنيها من السفر إلى العاصمة الفرنسية باريس في ظل تصاعد العنف بين الشرطة الفرنسية والمتظاهرين.
لا شك أن هناك سفارات وقنصليات ووزارات خارجية دول أخرى كان لها ردة فعل تلقائية مماثلة لحماية مواطنيها من الوقوع ضحايا لمثل هذه الأحداث, أو تعريض ممتلكاتها للأضرار المحتملة بالأماكن التي تشهد أعمال شغب ومواجهات عنيفة بين المحتجين وعناصر الأمن .
وعندنا في الجزائر, منذ بداية الأحداث في باريس, نقلت وسائل الإعلام الجزائرية, أخبارا عن قلق الجزائريين على سلامة وأمن ذويهم في فرنسا, كما نشرت خبر وفاة جزائرية في مرسيليا جراء إصابتها بمقذوف مسيل للدموع, وتماطل السلطات بتسليم ذويها جثمانها , و شخصيا انتظرت عقب ذلك, أن تتدخل سلطاتنا من خلال وزارة الخارجية أو السفارة, أو القنصليات أو كتابة الدولة المكلفة بالجالية الجزائرية في الخارج, ولو بإصدار تحذير للجزائريين المقيمين في فرنسا بتجنب الأماكن التي تشكل خطرا على حياتهم وعلى ممتلكاتهم, وتدعو في نفس الوقت الجزائريين الراغبين في السفر إلى فرنسا بتأجيل سفرهم إلى حين انقشاع دخان الحرائق و القنابل المسيلة للدموع , لكن لم أقرأ مثل هذه البيانات التحذيرية, ولو من باب المعاملة بالمثل, لأنه في أوت الماضي فقط *نشرت الخارجية الفرنسية تحذيرا عممته على مواطنيها الذين يقصدون التراب الجزائري بداية من تاريخ 21 أوت الجاري. وأوصت الخارجية رعاياها بعدم التنقل الى الحدود التونسية والليبية ومع دول النيجر ومالي وموريتانيا والصحراء الغربية وجنوب المملكة المغربية، وصنفت تلك المنطقة باللون الأحمر للدلالة على ارتفاع المخاطر.
وبخصوص الصحراء الجزائرية، فقد ذكر التحذير أن السفر إليها يكون لأسباب قاهرة فقط، ودعت إلى توخي الحذر في حالة التنقل إلى شمال البلاد وتجنب بعض المناطق المصنفة باللون الأحمر والواقعة بين جيجل وسكيكدة.*
وهو تحذير يتكرر إصداره بشكل روتيني في مواعيد منتظمة , ولاسيما قبل المواسم السياحية.
وهكذا بينما تختلق الخارجية الفرنسية الذرائع للتشكيك في استقرار الوضع الأمني في بلادنا , نستحي نحن من المعاملة بالمثل حتى عندما يكون مواطنونا عرضة لمخاطر مواجهات دامية تتكرر كل أيام سبت أمام أنظار العالم ؟ إنه صمت محير فعلا ومثير للتساؤلات ؟


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)